الجمعة، 30 مارس 2012

اللقاء الخامس-الوزير المرافق

الوزير المرافق
غازي القصيبي
المؤسسة العربية للدراسات والنشر



تاريخ النقاش: 19-مارس2012
مديرة الحوار: أروى جليدان

افتتاحية:
أن يكون كتابنا مؤلفه الدكتور غازي القصيبي رحمه الله فكان لابد أن تكون افتتاحيتنا عن سيرة الدكتور غازي الذاتية وبعض الشذرات من حياته، قامت بإعداد الإفتتاحية وتقديمها أروى خميّس وقد تلخصت في ثلاث نقاط:
١- قرأنا مقالاً للكاتب محمد الرطيان نشر في جريدةالمدينة بتاريخ 18-08-2010 بعنوان: مقال صغير جداً عن رجل طويل جداً تحدث فيه الرطيان عن الدكتور غازي القصيبي صاحب الشخصية المتعددة الأطياف الصعبة على الإحتواء والتعريف:
لو أن الحديث يدور حول رجل جميل بحجم بحيرة.. لهان الأمر..

ولكن الحديث يدور حول الرجل / البحر ..
فمَن يضمن لي عدم الغرق في منتصف الكتابة؟!
كذلك تحدث الرطيان عن قامة الدكتور غازي الأدبية الطويلة جداً والتي شكلت وعي وذائقة جيل كامل:
 أنا من جيل عشق غازي القصيبي، وبهرته شخصيته. أردت أن أقول له: إنني في طفولتي كتبت قصيدة فيك.. نعم كانت ركيكة وساذجة.. ولكنها صادقة ومحبة لك. أردت أن أقول له إن من أول الكتب التي اقتنيتها في حياتي هي كتبك.. وإنك أحد الذين هذّبوا ذائقتي، وفتحوا النوافذ في رأسي الصغير، وجعلوني أعشق صبية حسناء اسمها “الحرية”.

٢- عرضنا سيرة الدكتور غازي الذاتية : تعليمه وحياته العملية ، المناصب التي تولاها كأستاذ جامعي ووزير وسفير،أدبه ومؤلفاته،شعره وكتاباته وفيما يلي بعض مما عرضناه:
- كان الدكتور غازي من عائلة تعددت لهجاتها وانتمائتها فجدته لأمه حجازية من مكة وجدته لأبيه تركية وهو ولد في الأحساء ودرس في البحرين مما جعله يشعر بالإنتماء إلى المجتمع ككل..
-له أكثر من ستين مؤلفاً إلا أنه لم يكتب سيرته الذاتية كاملة من جميع الجوانب: حياة في الإدراة تعرض بعضاً من سيرته المهنية، له سيرة شعرية أيضاً وكتابه الوزير المرافق يعرض بعضاً من جوانب عمله وانطباعاته كوزير لذا على القارئ أن يجمع شذرات سيرته الذاتية من مؤلفاته.
-منح وسام الملك عبدالعزيز وعدداً من الأوسمة الرفيعة من دول عربية وعالمية وكان يعمل بلا استلام لمرتبه في آخر ٣٠ سنة من حياته إذ كانت مرتباته تحول لجمعية الأطفال المعاقين.
- تولى أول منصب وزاري وعمره ٣٥ عاماً بعد أن كان عضواً في لجنة السلام السعودية-اليمنية، ومن أبرز إنجازاته التي تشهد له شركة "سابك" عملاق البتروكيماويات السعودي.
- للشعر دوره في حياة القصيبي العملية وعلاقاته السياسية، فقصيدة "سيف الدولة الحمداني" دقت الوتد الأخير في علاقته الودية مع الملك فهد فأعفي من منصبه الوزاري وعين سفيراً في البحرين، وقصيدة "الشهداء" كانت سبباً في تدهور علاقاته الدبلوماسية في بريطانيا فنقل من السفارة إلى الوزارة في السعودية.
كانت هناك نزاعات واختلافات فكرية وثقافية بين غازي وبين مجموعة من الصحويين في أواسط التسعينات واللذين كان منهم ناصر العمر وسلمان العودة.

٣- قرأت أروى خميّس بعض المراسلات التي كانت بينها وبين الدكتور غازي القصيبي حول كتاب : على الأرجوحة تتناثر الأسرار -قبل صدوره وبعد، والتي أكدت فيها على دور الدكتور غازي وفكره وأدبه في تشكيل الذائقة الأدبية لدى جيل كامل.

خلف كواليس عالم السياسة:
  • القصيبي كان في كتابه يعرض انطباعاته الشخصية عن شخصيات سياسية رافقها في زمن ما..ترى لو مد الله في حياته حتى الآن وشهد التحولات السياسية التي حدثت في ٢٠١١ هل كان سينشر كتابه أو يغير بعض قناعاته أم أن قيمة الكتاب تظل توثيقية لفترة معينة من تاريخ الحكومات حتى لو تغيرت؟
  • كان غازي يعرض بعض الأشياء التي رأى أن بإمكانه نشرها في كتاب، ترى ما حجم الأشياء التي لم يقلها بحكم حساسية منصبه السياسي وإلى أي درجة كان حذراً في أسلوب خطابه ؟ وهل كان يتحدث عن حصافة وحكمة القيادة السعودية عن قناعة تامة أم مقارنة بغيرهم أم لأنه يجب عليه استخدام هذه اللغة وهذا الخطاب في كتاباته كوزير سعودي؟
  • من البراعة المزج بين الرؤية الفلسفية واللغة الأدبية والحس الفكاهي والنظرة السياسية..هل من كاتب عربي استطاع أن يجمع كل هذه العناصر مثل غازي القصيبي؟ في كتاباته عن شخصيات سياسية أظهر لنا الجانب الإنساني منها والذي يختفي دائماً خلف ستار البروتوكولات والمظهر السياسي الصارم: أنديرا غاندي كانت امرأة وأماً تكره تصرفات امرأة ولدها ككثير من الحموات، زوجة بورقيبة هي التي كانت تحكم ولا تملك بينما زوجها يملك ولا يحكم وتأثره الواضح بأعراض شيخوخته،ثاتشر التي كانت تعتقد أنها الرجل الوحيد في العالم،ضحك الملك فهد والذي حاول اخفاؤه على منظر لباس عيدي أمين.
  • البروتوكولات السياسية..من أول من اخترعها ؟ ولماذا تعامل في العالم بمثل هذه الصرامة؟ كيف لم يأخذ القذافي هذه البروتوكلات على محمل الجد ولم يكن أحد ليعترض كثيراً على سياسته الشعبية الغريبة، ولماذا لم يفهم غاندي أنه كان يكلف الدولة أكثر برغبته في التقشف والتخلي عن مظاهر الحكم؟ كيف استطاعت بريطانيا أن تحتفظ ببقايا العهد الملكي وتبقيه كإرث مقدس في برورتوكولاتها حتى هذه اللحظة؟ إلى أي حد من الصرامة يمكن تصنيف المراسم الملكية السعودية وسط الأنظمة العالمية؟ 
بين ثنايا الكتاب:
- "كنت من خلال الحديث بين ولي العهد وكارتر أتسائل : لماذا لا يدرك بعض الناس- وخاصة- رؤساء الولايات المتحدة-الحقائق إلا بعد فوات الأوان؟ " - من مسؤول عن غرور أمريكا؟ أهو تفوقها أم إحساسنا نحن بهذا التفوق؟

- "الناس أنفسهم هم اللذين يحددون سرعة التغيير ولا يمكن أن تفرض عليهم الدولة أن يتغيروا حسب هواها" - هذه المقولة لأنديرا غاندي تنم عن معرفة عميقة بطبيعة مجتمعها الهندي والتي ينبغي تطبيقها كمعيار للتغيير على جميع المجتمعات.

- "قبل أن أغادر وجدتني أنظر نظرة أخيرة إلى هذا الرجل الذي يقف أمامي شامخاً وكأنه قطعة من التاريخ، تاريخ مملوء بالسعادة والمرارة" متى سيفهم الحكام العرب أن الإنسحاب بشموخ  في الوقت المناسب أفضل من السقوط عن القمة بمنتهي الألم والمهانة؟

-" ألا يعتبر الطموح عندما يصل هذا الحد من العنف نوعاً من أنواع الجنون؟- ألا يعتبر الطموح ، عندما يصل هذا الحد من العنف أخطر أنواع الجنون؟ هذا كان انطباع الدكتور غازي عن شخصية القذافي العصية على الفهم- لعل هذا الفصل من أمتع فصول الكتاب.

من أقوال التواقات:
- أغبط الدكتور غازي على هذه المناصب التي تولاها والتي جعلته يرى ويعيش تجارب متعددة وكثيرة- هيفاء حسنين

- شعرت أن الحكام هم الأم والأب اللذين يتحكمون في مساحة بعيدة عن حياة أطفالهم اليومية ولا يعرفون تفاصيلها، بالطبع الشعوب هم الأطفال- أروى عجاج

- شعرت أنني أدخل متحفاً للشخصيات وأنا أقرأ الكتاب، أثار شجوني الدكتور غازي فقد كان صديقاً للوالد الذي رافقه فترة، هذا جعلني أتخيل أبي عبر كلماته و أسأل نفسي عند كل قراءة هل كان أبي معه في هذا الموقف؟ - لينا نصيف

- ليس من السهل تولي أي منصب وزاري في السعودية هذه الفترة، التحديات غدت كبيرة والشعب صار واع أكثر لحقوقه- إلهام العويضي

- أعترف أنني قصيبية الهوى والذائقة- أروى خميّس


- هذا الكتاب أعطاني فرصة للتعرف على قامة أدبية ورمز وفخر سعودي- أروى جليدان


ختمنا لقائنا بعرض قصيدة جميلة للدكتور غازي القصيبي باسم حديقة الغروب

لمن يريد أن يتعرف أكثر وأن يقرأ مقالات نقدية عن الدكتور غازي القصيبي بقلم مجموعة من الكتاب والأعلام الأدباء المعاصرين فعليه بكتاب- الإستثناء - وهو من إصدارات الجزيرة الثقافية.

تشويقة:
كتابنا الجديد للشهر المقبل باسم: إصلاح التعليم في السعودية بين غياب الرؤية السياسية وتوجس الثقافة الدينية وعجز الإدارة التربوية للدكتور أحمد العيسى مدير جامعة اليمامة وعضو في عدد من هيئات وجالس التعليم المحلية والدولية، ومن المتاسب أن نشير أننا قدمنا للكتاب بمقال ملفت كتبه الدكتور غازي القصيبي عن الكتاب في جريدة الوطن بتاريخ  ٢١ جولاي ٢٠٠٩ بعنوان امنعوا هذا الكتاب الخطر
يقول الدكتور غازي عن الكتاب: بلا مبالغة أعتبر هذا الكتاب الصغير أهم كتاب صدر في الشأن العام خلال العقدين الأخيرين.

للتواقات اللواتي لم يحضرن اللقاء التواصل مع تواقة للحصول على نسختهم من كتاب الشهر المقبل والحصول على نسخة موقعة بأسمائهن من كتاب ضيفتنا في اللقاء السابق الأستاذة إيمان الوزير والذي هو قصص قصيرة بعنوان" أيقونة الشتات".

قراءة ممتعة حتى نلتقي مجدداً




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق