الجمعة، 6 مارس 2015

اللقاء الخامس- لنفتح الأبواب- بين القصرين



نجيب محفوظ
دار الشروق


تاريخ اللقاء: 2 مارس 2015
مديرة الحوار: راوية الأحمدي
 
طالما أن موسمنا عن الرواية فقد كان لابد لنا من قراءة رواية من روايات عميد الرواية العربية الحاصل على نوبل: نجيب محفوظ
كانت محاور أمسيتنا كالتالي:

من هو نجيب محفوظ:

¢نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا .
¢ولد 11 ديسمبر 1911 م القاهرة ، توفي 30 اغسطس 2006 م القاهرة و كان عمره 94 سنة .
¢روائي مصري أول عربي حائز على جائزة نوبل في الأدب .
¢ أول مقال له 1930 قبل أن يبلغ العشرين من عمره ( احتضار معتقدات و تولد معتقدات )
¢ألتحق بجامعة القاهرة 1930 ليسانس الفلسفة.
¢رسالة الماجستير عن جمال في الفلسفة الإسلامية.ثم قرر التركيز على الأدب.
¢عمل في عدد وظائف حكومية في وزارة الأوقاف و وزارة الثقافة.
¢اخر منصب حكومي رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما 1966/1971م.
¢بعد التقاعد عمل أحد كتاب مؤسسة الأهرام .
¢تزوج 1952م.


رواياته:


¢له أكثر من سبعين رواية .
¢بدأ في كتابة القصص القصيرة في مجلة الرسالة في عام 1939 م .
¢روايته الأولى ( عبث الأقدار ) واقعية تاريخية ثم توالت الروايات .
¢معظم رواياته واقعية اجتماعية نفسية ثم اتجه إلى الرمزية مثل : ( الشحاذ ) (أولاد حارتنا ) التي كانت سببا في محاولة اغتياله .
¢و رواياته تمثل مرآة للحياة السياسية و الاجتماعية في مصر.
أشهرها :
1) بين القصرين 1956 م .
2) قصر الشوق 1957 م .
3) السكرية 1957 م .
¢وبعد الثلاثية دخل حالة صمت وانتقل من الواقعية الاجتماعية والسياسية الى الواقعية الرمزية .
¢بدأ نشر روايته أولاد حارتنا في عام 1959 م و تعتبر هذه الرواية مع الثلاثية السابقة سبب في فوزه بجائزة نوبل للأدب كما كانت السبب للتحريض على قتله وقد طبعت هذه الرواية في بيروت عام 1967م بسبب منعها في مصر ، و أعيد طباعتها 2006 في مصر.
¢وتعتبر الثلاثية أفضل رواية عربية في تاريخ الأدب العربي حسب اتحاد كتاب العرب .
¢يركز نجيب محفوظ في السرد الروائي على النمط الانساني لا على العقدي ، ويعتمد على التحليل النفسي و الاجتماعي بلا ميلودراما .
¢يقدم لنا حياة حية مشهودة في فترة زمنية في مصر كأننا نعيش فيها في الأحداث و الصور السائدة في العمارة و المنزل و الملابس و الموسيقى و الغناء و التقاليد الاجتماعية مع السياق الاقتصادي .
يرسم كل نموذج انساني وتناقضه الداخلي العميق و أبعاده النفسية و الموضوعية المستقلة عن النماذج الأخرى.
¢و قد تأثر بالمدرسة الواقعية الفرنسية و مدرسة الروائيين الانجليز .

نقاده :

- أول ناقد له مغمور : محمد جمال الدين درويش
في مقالة انطباعية ( عبث الأقدار ) 1939 م . 
- من أوائل النقاد المؤثرين له : سيد قطب
حيث نقد رواية ( كفاح طيبة ) 1944 م ، هي أول مقالة نقدية مهمة للرواية ، ومن كثر إعجابه بها طلب أن تُوجد في كل بيت مصري.
طه حسين : الذي علق على رواية ( بين القصرين )
"أتاح للقصة أن تبلغ من الاتقان و الروعة ومن العمق و الدقة ومن التأثير الذي يشبه السحر لم يصل إليه كاتب مصري قبله ."
¢و قد قال الناقد الطاهر العراقي : لقد سعت الجائزة إلى نجيب محفوظ ولم يسعَ إليها فأختارت مكانها الصحيح هذه المرة .وهو يتسلم جائزة نوبل:

 بعد هذا العرض لسيرة نجيب محفوظ وحياته وإنجازته تناقشت التواقات حول مفهوم التكريم من الخارج والآراء التي أثيرت حول هذه القضية والتي تدعم نظرية المؤامرة والتي تفترض أن نجيب محفوظ أرضى جهة "خارجية" في كتاباته من حيث كونها ضد الدين وتنقد الوضع الاجتماعي لذلك حصل على نوبل.تعرّض بعد حصوله على الجائزة كما هو معروف لمحاولة اغتيال كرد من بعض التيارات المعارضة والمؤيدة لنظرية المؤامرة الغربية. 
في هذا السياق تحدثنا كذلك حول الفترة الزمنية التي حصل فيها نجيب محفوظ على نوبل والتي كانت تمثل عز انتشار الأفكار الصحوية ، ماذا لوحصل نجيب محفوظ على الجائزة الآن، هل ستختلف ردود الأفعال؟
لماذا حصل نجيب محفوظ على نوبل؟ أهي بسبب قدرته على تسجيل وتوثيق الحياة الاجتماعية السياسية والفكرية في مصر عبر إطار محكم من الحكايات والحوارات والشخصيات والأحداث الواقعية والرمزية؟
من المواضيع التي أثيرت بين التواقات أيضاً : علاقة الأدب بالسلطة..من منهما يؤثر في الآخر؟ ماهي مهمة الأدب في المجتمعات؟ هل على السلطة أن تحمي أيدلوجياتها عبر التأثير في الأدب؟ هل الأدب يؤثر في وعي المجتعات بطريقة مباشرة أو غير مباشرة؟ السلطة- المؤسسة الدينية- الفن والأدب..مالعلاقة بين أضلاع هذا المثلث في المجتمعات؟
 
محاور للنقاش:
 
1- المرأة و الرجل الزوج و مفهوم الطاعة:
 أنا رجل ، الآمر الناهي ، لا أقبل على سلوكي أية ملاحظة ، وما عليك إلا الطاعة ، فحاذرى أن تدفعيني إلى تأديبك ”
وقر في نفسها أن الرجولة الحقه و الاستبداد و السهر إلى ما بعد منتصف الليل صفات متلازمة لجوهر واحد .
 
تحدثنا عن قدرة نجيب محفوظ في رسم الشخصيات حتى تبدو كأنها حقيقية، سي السيد وأمينة صارا شخصيتين موجودتين في وجدان الشعوب العربية، الأسئلة التي طرحت ونوقشت: هل أمينة كانت سعيدة؟ هل كانت تعرف شيئاً آخر غير نمط الحياة الذي تعيشه والتي كانت تعتقد أنه هو الوحيد أو الأصوب؟ من أين أتت أمينة بكل هذا الاتساق مع واقعها والرضى بينما هي في رأينا امرأة مسكينة تسلط عليها زوجها، هل كانت تستمتع بتسلط زوجها عليها؟ من هو أكثر حرية القلِق الذي يبحث باستمرار أو التي تعيش روحه في رضى وبساطة؟ ألا يوجد نموذج أمينة في كل مكان؟ هل يمكن تطبيق نموذج سي السيد كسلطة حكومية؟ وهل الشعب وقتها يمثل أمينة بكل سلبيتها وخضوعها؟
 
2- الرجل والمرأة العشيقة:
 


قالوا لي إنك زير نساء وعبد شراب
فتنهد بصوت مسموع يذيع به ارتياحه و قال :
- حسبته ذمًا و العياذ بالله
- ألم أقل لك إنك رجل قارح فاجر ؟!
- هي الشهادة لي بأني حزت القبول إن شاء الله
فرفعت المرأة رأسها في غطرسة وقالت :
- بعدك ! .. لست كمن عرفت من النساء .. إن زبيدة معروفة بعزة النفس ودقة الاختيار
و قال بطمأنينة :
عند الامتحان يكرم المرء أو يهان .
 
كان سي السيد خائناً ولكنه كان يجد مبررا لخيانته دائماً، وضع هذا المبرر وصدقه وعاش به والذي يعتمد على أن خيانته لا تؤذي أحداً، كانت لغته وتعامله مع النساء خارج إطار سلطته (زوجته وبناته) مختلفة جداً، لعل النساء خارج سلطته يشكلن له نوعاً من التحدي والإثارة.
ماهو مفهوم الخيانة؟ وهل لها مبرر؟ من يتحمل خيانة الزوج ولم المجتمع دوماً يحمّل طرفاً آخر غير الزوج؟ هل يمكن تحميل أمينة مسئولية خيانة سي السيد؟
 
3- الرجل الابن والمرأة الأم:

ياسين ! .. ابني ! .. كيف أصدق عيني ؟! .. ربي .. صار رجلا ..
......... إلخ
لكنه على حرارة استقبالها لم يجد رغبة للارتماء في حضنها او تقبيلها . 
نوقش الفرق بين الأم والوالدة، لمن فيهما الحب؟ هل هو شيء ينمّى؟ يطلب؟ يربى عليه الأولاد؟ هل حب الآباء يشكل نوعاً من رد الجميل لهذا لم يكن ياسين يحب أمه؟

4-المرأة الأخت:

 تحركت طبيعة خديجة الساخرة فقالت : ما أكثر ضحاياك لو صدقت فيما تروي من أخبار لما أبقيت على أحد من أهل النحاسين حيًا .. ماذا تقول لربنا لو حاسبك على أخبارك هذه ؟!
ووجد في خديجة مهاجمًا يقدر عليه ، وكعادته كلما ارتطم بسخريتها راح يعرض بأنفها قائلاً :
- أقول له إن الحق على منخور أختي
فقالت الفتاة وهي تضحك
- من بعض ما عندكم .. ألسنا في البلوى سواء !
 
كانت العلاقة بين الأخوة بناتاً وأولاداً في الرواية جميلة، رغم السخرية اللاذعة بينهم إلا أن العلاقة كانت دافئة، هل كان ذلك بسبب الأم ودفئ تعاملها وعلاقتها الفياضة مع الأبناء؟ ماذا لو كانت الأسرة مفككة هل سيؤدي هذا إلى تجمّع الإخوة مع بعضهم أكثر أم إلى تفرقهم؟
 
5- المرأة والمراهقة والحب:
غادرت الأم المشربية وتبعتها خديجة ، على حين تلكأت عائشة حتى خلا لها الجو فأنتقلت إلى جانب المشربية المطله على بين القصرين .....



الحب احتياج خاصة في مرحلة المراهقة، في مجتمعنا لا يوجد أي قنوات للحب أو التعامل بين الجنسين إلا بشكل مخفي وسري بينما حتى في المجتمعات القبلية كانت فكرة الحب متقبلة وواردة جداً وغالباً ما كانت تنتهي بالزواج.
تحدثنا عن جمال وبراءة المشاهد في الرواية والتي كان المراهقين يتبادلون فيها الإعجاب من النوافذ والشرفات، وتحدثت تواقاتنا عن عدد من ذكرياتهن وقصصهن في هذه الفترة :-)

6- أدوار الإنسان والإتقان:

كما يعمل فيتفانى في عمله ، ويصادق فيفرط في مودته ، ويعشق فيذوب في عشقه ، و يسكر فيغرق في سكره . مخلصًا صادقًا في كل حال ، هكذا كانت الفريضة حجة روحية يطوف فيها برحاب المولى ، حتى إلى انتفل من صلاته تربع و بسط راحتيه وراح يدعو الله أن يكلأه برعايته ويغفر له و يبارك في ذريته وتجارته .
 
هل يمكن أنسنة المجرم؟ أو تجريم الإنسان؟ ماالحد الفاصل بين الطبيعي والمثالي؟ لماذا يسعى الإنسان للنموذج المثالي رغم أنه لا يوجد ، ومن يضع "النموذج"؟ متى يميل الإنسان إلى أحد الجانبين وكيف يمكن قياس هذا الميل ؟ كان التطرف أو التناقض في شخصية سي السيد متسق ولم تظهر الرواية أي نوع من الصراع النفسي، هل كان ذلك التناقض متقبلاً في المجتمع كنموذج لذلك لم يسبب له أي صراع أو تساؤل؟
كتابنا المقبل:
سمراويت وهي رواية للكاتب السعودي الأرتري : حجي جابر
الرواية حاصلة على جائزة الشارقة للإبداع العربي 2012
قراءة ممتعة حتى نلتقي