السبت، 9 مارس 2013

اللقاء السادس (6) - ثم صار المخ عقلاً



ثم صار المخ عقلاً
د.عمرو الشريف


تاريخ الحوار: 4-مارس2013
مديرة الحوار: أنوار أبو الخير



افتتاحية:
بدأت مديرة الحوار بسؤال العضوات عمن قرأت الكتاب كاملاً ، وماذا كان رأيهن في الكتاب بشكل مجمل ثم عرضت  خطة الأمسية والتي كانت كالتالي:

  • منهجية الكتاب
  • عن نظرية التطور
  • الفرق بين الذكر والأنثى
  • تمرين العبارات
  • الخاتمة


المنهجية المتبعة في الكتاب:

سألت مديرة الحوار:
•هل كان توجّه المؤلف واضحاً في الكتاب؟
•هل يمكنك ملاحظة التوجه؟ تسميته؟
•مانسبة الموضوعية في الكتاب؟ ما نسبة الذاتية؟
• هل أنت مع أم ضد وضوح توّجه وخلفية الكاتب في الكتاب؟
اتفق كثير من العضوات أن الكاتب كتب معلومات ثرية جداً من الناحية العلمية إلا أنه في الجزء الثاني من الكتاب ارتفعت نسبة الذاتية بشكل واضح، الدكتورة أماني الرشيدي علقت أن الإجابات لم تكن ترقى للأسئلة التي طرحها الكاتب خاصة أن توجه الكتاب لم يكن طرح الأسئلة الفلسفية المفتوحة بقدر ما كان محاولة الإجابة بموضوعية، قالت الدكتورة أروى خميّس أن الجزء الثاني من الكتاب يبدو وأنه كتب على يد كاتب آخر، وأنها تفاجئت بالذاتية العالية التي بدت غير مقنعة وكأنه يلوي عنق الحقائق في سبيل إثبات نظرية معينة مما يجعل حجته ضعيفة أمام مجتمع الملحدين أو اللذين يؤمنون بالعلم تماماً،كما قالت الدكتورة فوزية باشطح أن الكاتب استغل خلفيته كطبيب في مدخل الكتاب ولكن أدواته العلمية ضعفت كثيراً في أجزاء الكتاب المتقدمة. أما الدكتورة سعاد الصبيحي فقد عبرت بارتياحها لتوجه الكاتب وقالت أن من حقه أن يعبر عن أفكاره وأن يكون ذاتياً فهذا هو الغرض من كتابة الكتب وطرح الأفكارفي النهاية.


عن نظرية التطور:

نظرية التطور بقسميها(التطور-العشوائية) احتلت جزءاً كبيراً من الكتاب، خاصة مقدمته، لذا كان أفردنا وقتاً لمناقشتها من عدة جوانب:
  • النظرة العامة: تشترك الكائنات الحية جميعها في سلف مشترك عبر ملايين السنيين من التطور.هذه فكرة التطور الرئيسية ، الجزء الآخر من النظرية هو الذي يصف هذا التطور بالعشوائية، الكاتب يؤمن بنظرية التطور لكنه لا يؤمن بالعشوائية بل بأن هذا التطور بتدخل إلهي " لا شك أن وجود التصميم الذكي في بنية الكون ونشأته دليل على المصمم الذكي الذي هو الإله الخالق عز وجل وهذا ما يعرف بالبرهان الكوني " ص٢٧، كثير من الأسئلة والمناقشات دارت حول فكرة التطور: هل سيظل الإنسان يتطور بمعنى أنه بعد عدد من آلاف السنين هل ستختلف صفات الإنسان البيولوجية عن الآن أم أن نظرية التطور انتهت بظهور الإنسان الحديث؟
  •  التطور والإلحاد: كثير من الدينيين من مختلف الديانات يرفضون فكرة نظرية التطور لأنها تتعارض مع ما جاء في الكتب المنزلة من أن الله خلق الإنسان بيديه ذلك يجعلنا نتسائل: كيف يمكن الجمع بين نظرية التطور وخلق آدم؟ هل كان آدم أول إنسان بالمفهوم المتطور الحديث؟ هل كانت السلالات البشرية قبله بصفاتها الأدنى هي "من يفسد فيها ويسفك الدماء" ؟ كيف نربط بين آدم الذي علمه الله عز وجل الأسماء كلها وبين نظرية الإنفجار اللغوي الذي صاحب ظهور الإنسان الحديث؟ الفئران تتشابه في ذات الكروموسومات والإختلاف بيننا وبين الشمبانزي في الكروموزومات ضئيل جداً فهل نستطيع أن نعتبر ذلك دليلاً على دقة الصنع بحيث أن اختلافاً بسيطاً ودقيقاً في الخلق أنتج كل هذا الاختلاف بين الكائنات، كانت هذه فكرة ماجدة القاضي حين قالت: من الطبيعي أن يولد إنسان غير طبيعي وهي تشير إلى أن الاختلاف البسيط الذي قد يحدث عند الخلق قد ينتج اختلافاً نظنه غير طبيعي، تساءلت الأستاذة منال شطا: الكاتب يتحدث عن أمور يفترض أنها حدثت قبل ملايين وألوف السنين ، لأي درجة علينا أن نثق بما أورده العلماء في هذا الشأن من معلومات وليس من دليل قاطع وحاسم على أي نظرية؟
  • مفاهيم خاطئة: عرضت مديرة الحوار أنوار رسم بياني جميل يبين كثير من المفاهيم الخاطئة حول نظرية التطور :


الفرق بين الذكر والأنثى:
قمنا بعرض هذا الفيديو حول الفرق بين المرأة والرجل  وطريقة تفكير كل منهما، ناقشنا بعده وضع المرأة في بلادنا وفكرتها عن نفسها وعن قدراتها وقد قالت الدكتورة فوزية باشطح أن هناك فروقاً بيولوجية لكن المجتمع يكرس لفروق من نوع آخر تحددها الخارطة الثقافية للمجتمع من أجل تأكيد الوصاية على المرأة، ثم عرضت بعض الأفكار من كتابها "المرأة السعودية بين الفقهي والاجتماعي" والذي يستعرض هذه الفكرة، قالت نهلة : هل يمكن -بسبب خروج المرأة للعمل وتغير دورها في الحياة -أن يؤثر ذلك بيولوجياً عليها من حيث دورها الأمومي؟ ردت أغلب التواقات بأن الأمومة مطلب فطري ولا يمكن أن يتأثر بتغير أدوار المرأة.

تمرين العبارات:
يتلخص تمرين العبارات في عرض عدد من العبارات المأخوذة من الكتاب وعدد من البطاقات الملونة:
 الأزرق: أتفق
الأخضر: لا أتفق
الأحمر: لا أعلم
بعد أن تعرض مديرة الحوار العبارة ترفع كل من الحاضرات لون البطاقة الذي يمثل رأيها حول العبارة، ثم تعلل سبب اختيارها للون، بعد مناقشة كل عبارة  وسماع وجهات نظر مختلفة كانت مديرة الحوار تعود لسؤال الحاضرات عن رأيهن وما إذا حدث هناك أن تغير.

العبارة الأولى: العقل البشري أعقد موجود في الكون.
من بعض مبررات الإتفاق التي ناقشتها الحاضرات:
  • تتشابه البنية البيولوجية لتركيب العقل عند كل البشر ولكن لأنه معقد جداً ظهرت هذه الاختلافات العظيمة في الإدراك ومستوى العقل وآلية التفكير.
  • لولا عقلنا المعقد المتقدم لما عرفنا الله.
  • لابد أن يكون العقل بهذا التعقيد حتى يكون قادراً على إعمار الكون
من مبررات عدم الإتفاق:
  • الكون بمجراته وكواكبه ومالانعرفه عنه أعقد من العقل البشري.
  • الخلية والتي هي الوحدة الأولى لكل شيء أعقد من العقل.
  • الروح وأسرارها ومالانعرفه عنها عالم أكثر غموضاً وتعقيداً.
من مبررات" لا أعلم":
  • كيف أجزم بشيء وأنا لا أعلم كثيراً من الأشياء الأخرى، أنا لا أعرف كل مافي الكون حتى أقيس مدى تعقيد العقل البشري.

العبارة الثانية: الإنسان الذي لايتولّى رعاية مخّه ولا يملؤه بالمعلومات المفيدة يفقد أغلب مبرّرات آدميته.
من مبررات الإتفاق:
  • المعلومات ورعاية الإنسان لعقله هو الذي يجعله كائن منتج وهذا ما يميز الإنسان عن باقي الكائنات.
من مبررات عدم الإتفاق:
  • أليس مفهوم الآدمية مفهوم مطلق؟ وهل يحق لنا- مهما كان السبب- أن نصف إنساناً أنه ليس آدمياً؟
  •  أليست كل المعلومات مفيدة لشخص غير مفيدة لآخر؟
من مبررات"لا أعلم":
  • مامفهوم الآدمية؟ ومامفهوم المعلومات المفيدة؟ عدم تحديد ذلك منذ البداية يجعلنا غير قادرين على الحكم على العبارة.

العبارة الثالثة:إدراكنا للألوهية يعتمد على مراكز استشعار معينة في المخ (اللوزة المخّية) والتي قد يؤدي تلفها أو خمولها إلى عدم الإكتراث بالدين أو الإلحاد.

من مبررات الإتفاق:
  • ثمة أمراض كالوسواس القهري يجعل الإنسان في شك من كل شيء، ولعل هؤلاء من المرفوع عنهم القلم.
من مبررات عدم الاتفاق:
  • لأنها تبدو فكرة غير منطقية يسوّق لها الكاتب منذ البداية إذ يدور موضوع كتابه حول إثبات أن إدراك الألوهية له تفسير عضوي في المخ مع أن القضية غير محسومة.
  • لأنه من غير العدل حين يتلف هذا الجزء في المخ أن يحاسب الإنسان على إلحاده رغم أنه تلف قد لا يؤدي إلى الجنون أو "رفع القلم"
  • لأننا لا نستطيع أن نجزم أن كل الملحدين تلف لديهم هذا الجزء في مخهم لذلك لم يدركوا الألوهية
من مبررات "لا أعلم":
  • لأنني لا آبه كثيراً، أعلم أنني مؤمنة ولا يهمني إن كان هذا الإيمان من عقلي أو من قلبي أو كلاهما.
بعد النقاش على كل عبارة كان هناك آراء تتغير وتعلل هذا التغير، من المدهش أن ترى رأي العين كيف العقل يفكر:-)

خاتمة:
في هوامش كتاب كل منا ملاحظات ، وجوه مبتسمة متفقة، علامات تعجب واندهاش، أسئلة لا إجابات لها، الكتاب فتح باباً فقط ولم يغلقه وهذا ما تفعله الكتب الجيدة..!
اختتمنا لقائنا بالعرضين التاليين:

تشويقة:
كتابنا المقبل "الأسود يليق بك" الرواية الحديثة للكاتبة الجزائرية: أحلام مستغانمي صاحبة الثلاثية المشهورة، أحلام حاصلة على الدكتوراة من جامعة السوربون وتقيم بين بيروت وفرنسا،ثمة إشاعات تدور بأن هذه الرواية مرشحة بقوة لجائزة زايد ٢٠١٢-٢٠١٣..تقول أحلام "لا شيء يستحق الحزن فالأسود يليق بك" ،إنها نموذج محدث من قصص ألف ليلة وليلة..

قراءة ممتعة حتى الشهر القادم