الجمعة، 29 نوفمبر 2013

اللقاء الثاني- فلم وجدة

فلم وجدة
إخراج: هيفاء المنصور






تاريخ اللقاء: 25 نوفمبر2013
مديرة الحوار: مشاعل العويضي

افتتاحية:
بدأنا هذا الموسم بفلم وجدة، الفلم عرض قبل فترة قصيرة في دور سينما في عدة مدن في العالم، أثار عرض الفلم جدلاً بين الأساط السعودية...هذا ماحدانا أن نبتدأ موسمنا السابع بفلم عوضاً عن كتاب.
كانت أمسيتنا مقسمة كالتالي:

  8:30 - 8:45 بطافة تعريفية للفيلم والمخرجه - لماذا وجدة ؟


8:45 - 9:15   وجدة والمهرجانات السينمائيه والرؤية الفنيه


9:15 - 9:45   قضايا وجدة والدلالات الرمزية


9:45 -10:00  مقالات عن وجدة


10:00 -10:15 الخاتمة
بطاقة تعريفية للفلم والمخرجة:
ولدت هيفاء المنصور عام 1974 في المنطقة الشرقية، والدها هو الشاعر عبد الرحمن المنصور. درست الأدب الإنجليزي المقارن في الجامعة الأميركية بالقاهرة

أعمالها
قامت بإخراج عدة أفلام منها: «من»، «الرحيل المر»، «أنا والآخر» و«نساء بلا الظل». وبسبب إصرارها على عملها الفني حصدت هيفاء المنصور جوائز عديدة، منها: «الخنجر الذهبي» لأفضل فيلم وثائقي في مهرجان مسقط السينمائي. وتعتبر تلك الجائزة أول ذهبية في تاريخ السينما السعودية. كما شاركت في العديد من المهرجانات والمؤتمرات المحلية والدولية المتعلقة بالسينما
على صعيد حياتها العائلية، فهي متزوجة من الأميركي برادلي نيمن، المسؤول عن مكتب الشؤون الخارجية في القنصلية الأميركية بالظهران، الذي أنجبت منه طفلها آدم
وجدة فيلم سعودي من إخراج وكتابة هيفاء المنصور صدر سنة 2012، يعتبر أول فيلم روائي طويل يتم تصويره بالكامل في المملكة العربية السعودية
تاريخ الاصدار : ٢٩ نوفمبر، ٢٠١٢
المخرج والسيناريو : هيفاء المنصور
مدة التشغيل : 100 دقيقه
اللغة : لغة عربية
النوع : درامي
بطولة : ريم عبدالله (الام) – الطفلة وعد محمد (وجدة)– الطفل عبدالرحمن الشهري (عبدالله)– عهد(مديرة المدرسه الانتاج : شركة روتانا ومجموعة ريزور فيلمز ومجموعة هاي لوك

لماذا وجدة؟
أوضحت المخرجه هيفاء المنصور في احد لقائتها الصحيفيه سبب اختيارها لاسم وجدة للفيلم وذلك لان الاسم غير متعارف عليه في المجتمع السعودي فالاسم مستوحى من (الوجد)، وهو ما تملكه هذه الفتاة من شعور تجاه دراجة خضراء. "

عندما سالت هيفاء لماذا وجدة أجابت : "الشخصية ذاتها فريدة من نوعها، وأنا مؤمنة بأنها تستحق اسماً فريداً مثلها، ودورها يتلخص في أنها تقف في وجه العادات والتقاليد وتتحداها إلى أن تنتصر عليها".
وتضيف المنصور: الكثير من السعوديين أخبروني بعد مشاهدتهم الفيلم بأنه ذكرهم بأنفسهم في عدة مراحل من أعمارهم، وهذا تحديداً ما كنت أتمنى تحقيقه من خلال هذا الفيلم".
المخرجة السعودية كانت ترغب في أن ترسل رسالة إلى كافة المجتمعات من وراء فيلمها لتوضح بأن المرأة السعودية ليست منكسرة بل قادرة على تحدي العادات والتقاليد والاعتماد على نفسها.

مهرجانات وجوائز:
"وجدة" شارك في 12 مهرجاناً دولياً منذ العام 2012 وفاز حتى اليوم بـ 14 جائزة عالمية أبرزها ثلاث جوائز من مهرجان البندقية السينمائي الدولي وجائزة أفضل فيلم وأفضل ممثلة لـ "وعد محمد" من مهرجان دبي السينمائي الدولي وجائزة "فرنسا ثقافة سينما" في مهرجان كان
يعرض الفيلم في الصالات الاوربيه والأميركية حاليا
مع فيلم (وجدة) ستشارك المملكة العربية السعودية للمرة الأولى في ترشيحات جوائز الأوسكارلجائزة أفضل فيلم أجنبي في آذار/مارس 2014

وجدة والمهرجانات السينمائية والرؤية الفنية:
السؤل الآن:

ماذا يميز وجدة لينجح في أهم وأكبر المهرجانات العالميه؟؟؟؟؟


من المقالات التي تحدثت عن هذا الموضوع بعنوان أعطوا وجدة دراجة جدة !للكاتب خلف الحربي حيث تعطى مع فكرة المشككين بأحقية الفيلم للانتشار عالميا بأسلوب ساخر
((فجأة، ودون مقدمات، أصبحت السعودية مرشحة لنيل إحدى جوائز الأوسكار، طبعا في بلد ليس فيه دور سينما ويتكبد قسم من الناس فيه مشقة السفر إلى دول الجوار من أجل دخول السينما يعتبر مجرد التفكير بالترشح للأوسكار إنجازا يفوق الخيال.. أليس كذلك؟،......
ثالثا، نحن أمام حالة فيها (مرأة وسينما وأمريكا)، أي أن المخطط التغريبي مكتمل الأركان، ورابعا وخامسا... وحادي عشر هناك مليون سبب يجعلنا نتمنى عدم فوز فيلم وجدة بالأوسكار))


أما التواقات فقد كان لديهن آراء متباينة حول تقبلهن للفلم، حول استحقاقه لكل هذه الضجة، ولعل هذا الجانب استأثر بوقت طويل من الحوار وهنا بعض مما قيل:
- أشعر أن الفلم فاز بكل هذه الجوائز لأغراض أخرى، ربما سياسية أو تتعلق بوضع المملكة الاجتماعي ، حتماً هناك أهداف أخرى غير كونه يستحق
-هذا الفلم السعودي الأول، فهل حقاً هذا المستوى الذي نطمح له من ناحية الفكرة والتعبير عن المجتمع؟
-الأفلام نوع من الفن، والفن ليست وظيفته الإصلاح، الفنان يعبر عما يشعر به، عن إفرازات مجتمعه ، ليس من الضروري أن يكون الفن واقعياً..
-ماذا لو قارنا وجدة بالأفلام الأخرى الحاصلة على جوائز في نفس الفئات؟ ماذا لو فهمنا المعايير التي تحكّم على أساسها الأفلام؟
- الفلم يعتبر "نشر غسيل" لكل عيوب المجتمع السعودي، والمخرجة استغلت ذلك لصالحها.
- ماذا لو فكرنا في الفلم بحيادية حتى نستطيع الحكم بتجرد؟ لنجرد الفلم من كونه" سعودياً" ونعود للنظر إليه من وجهة نظر فنية.
- أرى أن الفلم واقعي جداً ، لماذا نعرف عيوبنا لكننا نتعامل معها بتغطيتها ..أليس ذلك قمة الأدواجية التي يظهرها الفلم بشكل واضح؟
- رغم أن الفلم آلمني بواقعيته، إلا أنني أحببت الدراما التي بني عليها وأقنعني جانبه التمثيلي الدرامي.
- ماذا سيقول عنا الآخرون؟ في مجتمعنا نماذج أخرى فلماذا هذه الصورة هي التي تنتشر حول العالم عنا؟
- لسنا مضطرين لأن نحسن صورتنا أمام أحد، حتى الأفلام الأمريكية ورغم أنها تمجد لأمريكا إلا أنها تظهر جانباً سيئاً في نواح عديدة، ونحن لا نعمم ونعرف أن هذه الأفلام لا تمثل كل المجتمع الأمريكي.
- أخشى أن لا يتم التفريق بين الإسلام والعادات والتقاليد عند عرض الفلم عالمياً، مما يسيء للإسلام.
- ليس هذا الفلم هو الصورة الوحيدة التي تعكس صورة المسلمين و العرب..فلم كل هذا الخوف؟
- الفلم يشبه رواية بنات الرياض، نجاحه لأنه عبر عن المسكوت عنه والذي يعرفه الجميع وليس لارتفاع في أدائه الفني.
- للفلم نبرة هادئة لم نعتد عليها في التعامل مع قضايانا.
- لو انعرض هذا الفلم علينا فقط "في السعودية" دون أن يتفرج علينا العالم، هل سيكون لدينا ذات ردة الفعل؟
من الناحية الفنية:
لكل فلم حالة ابداعية وسنمائية مختلفه تأثر فيها العوامل الفنية عند انتاج الفيلم من هذه العوامل ..

•السيناريو والحوار
•البعد الزمني
•المشاهد الدلالية
•الحبكة الدرامية بداية , نهاية
أجمعت التواقات أن التمثيل في الفلم كان احترافياً، لم يكن متكلفاً وكان مقنعاً جداً، كما أن الفلم رغم أنه مثل في الرياض إلا أنه نجح في عدم الخضوع لمناطقية معينة، كثير مما عرض لامس الكثيرات رغم أننا من بيئة الحجاز، كما أن اللهجة كانت بسيطة ولا تكرس لمنطقة معينة.
لم يكن خط الزمن واضحاً في الفلم ، يظهر في بعض المقاطع أنه يحكي عن الثمانينات ثم يعود وتظهر بعض التفاصيل التي تشعرنا أنه حديث وفي هذه الأيام، لعل المخرجة تعنّت ذلك ولم تشأ أن تربطه لا بمنطقة ولا بزمن..!


القضايا المطروحه في الفيلم ...


ارتكز الفلم على طرح عدد من القضايا التي تعيشها المرأة في المجتمع السعودي بشكل عام:



  • قيادة المرأة
  • تعليم المرأة والنظام التعليمي بشكل عام
  • إهمال الزوج وتعدد الزوجات
  • عمل المرأة
  • زواج القاصرات
  • مفهوم الطفولة
  • المسئوليات الأسرية
  • مشاكل العمالة 


علقت التواقات:
-لم لجأت المخرجة إلى حشد كل هذه القضايا في فلم واحد؟ هذا جعل الطرح سطحياً لكل القضايا ألم يكن من الأجدى التركيز على قضية واحدة بعمق؟
-قضية غياب الرقابة عن الأطفال من القضايا المرعبة في الفلم: الفتاة التي كانت تذهب للمدرسة وحدها، التي تذهب لمقر سكن السائق، التي تذهب لمحل بيع الداجات، يترك المجتمع شيئاً خطيراً كهذا بدون رقيب رغم أنه يصر على أشياء ومظاهر أخرى تافهة مثل: لا ينبغي للفتاة ركوب دراجة.
-أزعجني عرض حلقات القرآن وحفظه وتدارسه بهذه الصورة..ألا ينبغي أن يكون للقرآن قدسية خاصة واحترام أكبر؟
- حتى الآيات التي اختيرت في الفلم كان لها دلالات مختلفة.
- بعض المشاهد لم يكن لها داع، أو أنها لم تكن مفهومة، لم دخنت الأم في السطح حين عرفت أن زوجها تزوج؟ ما دلالة ذلك؟
- لم تعجبني الصورة النمطية عن المرأة العاملة في مجتمع مختلط، كشفت وجهها وتباسطت مع الرجال وليس هذا ما يحدث دوماً..
- لم اشترت الأم الدراجة لوجدة بعد أن تزوج عليها زوجها رغم رفضها في البداية؟ ألا تتحرك المرأة أو تنتج أو يكون لها تأثير إذا كانت تعيش مطمئنة ومشبعة عاطفياً في كنف رجل؟
- بعض التفاصيل الصغيرة ، ملامح وجه وجدة أحياناً، ردودها، نوع الفستان الذي اختارته ، جعلتنا مرتبطين ببيئة الفلم عاطفياً لأننا نفهمها جيداً.
- لم أحب الحالة الشعورية في الفلم، كانت منخفضة ولم أجد التفاعل الشعوري المطلوب بين شخصيات الفلم أو من خلال أدوارهم المختلفة.
- هل عرض الفلم لقضية علاقة البنت بالولد وهم صغار، ثم كيف تغيرت هذه العلاقة بعرضها علاقة الأم والأب، وتأثير المجتمع في تشكيل هذه العلاقات؟
- وجدة كانت تخرج وتتحرك وتتفاعل وتتعلم وحدها، نحن نحيط أبنائنا بسياج من حماية لا يوفر لهم حياة التواصل مع الشارع،،أي النموذجين أفضل ؟

بعض المقابلات والقراءات حول الفلم:

كان لفيلم وجدة قراءات في الساحه الادبيه في المجتمع السعودي...من هذة المقابلات والقراءات:
وجدة أول فيلم سعودي يخوض منافسات الأوسكار! برنامج ياهلا

المخرجة السعودية هيفاء المنصور تتحدث عن فلم وجدة

هيفاء المنصور وأزمة الرؤية في فلم وجدة- طامي السميري

أعطوا وجدة دراجة جدة- خلف الحربي

وجدة (هيفاء المنصور) - مها الوابل

حوار مع منتج الفلم الألماني
أخيرا ...
هل حققت حلمك أو ثابرت  لمتابعة طموحك؟

نتمنى بإنطلاق فيلم وجدة أن تتجلى الحاله الإبداعيه في المجتمع السعودي سواء كانت أدبية أو فنية أو سينمائية . وأن نجد حراكاً سريعاً في حل قضايا المجتمع وبالأخص قضايا المرأة العالقه، ويزداد وعي المرأة والرجل بحقوق المرأة في المجتمع من خلال هذه الأعمال التي تحث المجتمع على إعمال العقل في إتخاذ قراراته وعدم التشبث بأفكار قديمة .

..هل كانت وجدة ودراجتها تعبير عن التشبث بالحلم ودلالة على متابعة أحلام الطفولة؟

اللقاء المقبل:
كان لدينا تصويت بين كتابين للقاء المقبل:
١- ساق البامبو : الرواية الحاصلة على جائزة البوكر ٢٠١٣
٢- حوجن: الرواية الأكثر مبيعاً في جرير- المثيرة للجدل مؤخراً في المجتمع- المطلوبة من فئة القارئين الصغار..

بعد التصويت فازت رواية حوجن لإبراهيم عباس بقراءة التواقات للشهر المقبل..

وقتاً سعيداً حتى نلتقي











السبت، 2 نوفمبر 2013

مدينة الكتب- اللقاء الأول -الموسم السابع


وأخيراً بدأنا موسمنا السابع...
مع كثير من عضوات تواقة الحبيبات من المواسم السابقة، وعدد من العضوات الجديدات المرحب بهن...
وعدنا الكل أن نكمل التحليق على أجنحة من كتب للموسم السابع على التوالي..
إلا يبدو ذلك محمساً؟ مبهجاً..فاتحاً لكل النوافذ والأبواب في الأفق..
.
.
برنامج أمسيتنا الأولى من الموسم السابع كان كالتالي:

7:30-8 دفع الرسوم-طلب المشروبات.

8-8:15 الترحيب والتعريف بالتواقات.

8:15- 10:15 مدينة الكتب –تقرير عن معرض فرانكفورت2013+نقاش حول بعض المحاور.

10:15-10:25 The Flying Book

10:25-10:30 التقديم لفلم اللقاء القادم.

10:30-11 العشاء.

الترحيب بالتواقات :
أهلا من القلب بالتواقات من المواسم السابقة:

د.أروى خميس - د. أماني الرشيدي- د.إلهام العويضي-عفت طربزوني-لينا نصيف -هناء حسنين -رنا الرميح -أنوارأبو الخير -غادة جمجوم -مشاعل العويضي - منال شطا –د.جولين قطب -رؤى قاضي -رولا بادكوك - فدوى حكيم- أروى جليدان- أروى عجاج-نهلة حكيم-بسمة حكيم- هيفاء حسنين-د.سعاد الصبيحي –د.ريم مغربي-هنادي العامودي- بسمة حكيم -أريج نصيف -أمل حميد الدين-لينا خشيم-داليا تونسي

ومرحبا مع كل الحب بالتواقات الجديدات:
رفاء سندي-د.نسرين يعقوب-د.فوزية باشطح-جمانة هندي-أبرار هوساوي-أريج بادكوك -هديل العباسي

مدينة الكتب:

على خلاف مواسمنا السابقة والتي تعودنا فيها أن نفتتح الموسم بقراءة قصة أطفال ومناقشتها ، ستعرض أروى خميس في اللقاء الأول ملخصاً عن تجربتها في معرض كتاب فرانكفورت في ألمانيا والذي كان في بدايات أكتوبر 2013 ، زخم المعرض والتجربة الفرانكفورتية تستحق أن تعرض في تجمع يقدر الكتاب ويحتفي به ، ولا مكان كتواقة يحتضن مثل هذه التجارب..:
أروى: كنت مستضافة من برنامج Invitation program والتابع لمعرض فرانكفورت، عرفت عن هذا البرنامج حين كنت في معرض أبو ظبي للكتاب العام الماضي عبر الحديث مع إحدى ممثلات الجناح الألماني ، في البداية كانت متشككة أنني قد أقبل في البرنامج لأنني ناشرة من السعودية ولست من إحدى الدول النامية، رغم ذلك نصحتني بالتجربة، بعد أن قدمت الأبليكشين بعدة أشهر جاءتني الموافقة . كان البرنامج يمتد لمدة 10 أيام من 4-14 أكتوبر بحيث تكون التكاليف كلها على حساب المعرض، الأيام الأربعة الأولى تشمل سيمينارات وعروض وورسات قصيرة عن النشر في العالم، باقي الأيام سيحصل كل من البرنامج على ستاند مجاني في المعرض لعرض كتبه والتواصل مع الناشرين من أنحاء العالم.
أولاً: عن المعرض:

يعود تاريخ معرض فرانكفورت للكتاب إلى القرن الخامس عشر(500 سنة) حين قرر Johannes Gutenberg عمل معرض متنقل للكتب على مسافة عدة كيلومترات من فرانكفورت.وحتى القرن السابع عشر احتفظت فرانكفورت بمكانتها في أوروبا لعرض وتطوير وبيع الكتب، مع الاضطرابات السياسية والثقافية في القرن الثامن عشر انتقل المعرض إلى مدينة Leipzig كأكبر ثاني معرض كتاب في ألمانيا.

في عام 1949 عادت فكرة معرض الكتاب إلى فرانكفورت مرة أخرى إذ تجمع 205 ناشراألماني في سبتمبر في كنيسة باولوس في فرانكفورت لأول معرض للكتاب بعد الحرب. والآن عام 2013 يتم المعرض دورته 65 كأكبر تجمع لصناعة الكتاب وأكبر سمة ثقافية في العالم قياساً بعدد دور النشر المشاركة وزوار المعرض.

المعرض يشغل 5 أيام في أكتوبر سنوياً (9-13)، الثلاثة الأيام الأولى يكون الدخول محصوراً على الناشرين والعاملين في صناعة الكتاب واليومين الأخيرين للجمهور من عامة الناس..أما أهمية المعرض فكما هو مكتوب في الويب سايت:
ولعل أهمية المعرض الأساسية تتركز في بيع حقوق الكتب وترجمتها وعقد الصفقات المختلفة بالإضافة إلى إبراز الكتاب وحفلات توقيع كتبهم الجديدة. ولعل هذا المفهوم-خاصة ما يتعلق بالترجمة وبيع الحقوق- يختلف تماماً عن مفهوم معارض الكتب العربية..
لأن المعرض دام سنوات طويلة ، ولأنه لم يتوقف رغم الظروف السياسية والاقتصادية والحروب المختلفة سألنا : كيف يمكن أن تتطور الأفكار؟ لا تموت ولا تنتهي؟
هل لأن فكرة كفكرة المعرض تحقق إشباعاً وفائدة لعدة فئات في المجتمع، أم لأن الثقافة صارت جزءاً من نمط الحياة كرد فعل على الكنيسة والسلطة الدينية؟ أم لأن ألمانيا أخذت السبق في هذا المجال ولا تريد أن تتخلى عن هذه الريادة؟



ثانياً: مشاهداتي الخاصة في المعرض:



·         كانت ستانداتنا تقع في الهول 5.0 والذي يضم المشاركات الدولية ، وقد كان موزعاً بأناقة في مساحات صغيرة مناسبة، كتب على كل ستاند اسم دار النشر والدولة، قبل أن نبدأ في ترتيب مواقعنا،  ذهبنا مع مرشدتنا "كوري" في جولة استغرقت ساعة للتعرف على أروقة المعرض المختلفة،يتكون المعرض من عدة مباني كل مبنى 4 أدوار تتوزع فيه أجنحة الناشرين، مبنى من أربعة أدوار كبيرة يشمل الناشرين الألمان باقي المباني الضخمة بأدوارها المختلفة تتوزع فيها: دور النشر باللغة الإنجليزية: كندا –أمريكا-بريطانيا-أستراليا- مكان مخصص للناشرين الأوروبيين والإنترناشيونال، دور لكل ما يتعلق بصناعة الكتب الإلكترونية والإي بوك والديجتال ، مبنى يضم كل ماله علاقة بطباعة الكتب أو ماله علاقة بصناعة الكتب مثل الألعاب والتيشيرتات وصناعات أخرى لا تخطر على البال، أجزاء أخرى خاصة بالإيجنتس ومراكزهم ولعله من أهم أجزاء المعرض ولا يتم دخوله إلا بموعد سابق، طبعاً هذا غير الصالات الموزعة للأنشطة المختلفة والمحاضرات والمطاعم وأكشاك القهوة والمساج والهدايا وقاعة المعرض الخارجية التي تحتوي على حديقة كبيرة ونوافير ومكان أنشطة مخصص للأطفال. خلال تجولنا كان الكل يعمل في كل المباني والأجنحة بمنتهى التركيز والإتقان والنشاط.


أصبت بالذهول..هذا ليس معرض كتاب..هذه مدينة كتب كاملة بإمكانك أن تعيش فيها ولن تحتاج إلى أي شيء خارجها، ألا يبدو بالله خاطر جميل،،؟!
·         عدنا إلى ستانداتنا، رتبناها خلال ساعة أو أكثر..كنت مستمتعة بما أفعل، وبعد إن انتهيت ،نظرت إلى كتبي المرصوصة بأناقة ، يا لجمالها وألوانها وقربها من قلبي، يا للأيام الكثيرة التي قضيتها في العمل عليها، والعلاقة الخاصة والحميمة بيني وبينها، ابتسمت لها أو أنها ابتسمت لي ..لا أدري..المهم أني جلست على الأرض، امتلئت عيناي بالدموع..أخيراً..ولأول مرة أشعر أن عالم الكتب الذي أحببته من قلبي يبادلني الحب أيضاً..!

·         ضيف الشرف في المعرض هذه السنة البرازيل، حضرنا حفلة الافتتاح ، رسمية جداً في مسرح كبير في المعرض، منظمة وأنيقة لأبعد حد..ذهبنا بعد ذلك لزيارة الجناح البرازيلي الذي له الجانب الأكبر في المعرض، صور للكومكس المشهورة في البرازيل على جانب من الحوائط بطريقة فنية، على حوائط  ضخمة أخرى كتبت مقاطع من روايات  برازيلية مشهورة، احتفاء بالكتاب البرازيليين بطريقة مبدعة وعرض سيرهم الذاتية وأعمالهم للزوار، أسرة للاستراحة وسماع الأوديو بوكس، منطقة حرة للقراءة في أجواء السامبا البرازيلية والتي تعزفها فرقة متواجدة طوال الوقت.



أمامي كان الجناح السعودي وأمامي أيضاً كان جناح معرض الشارقة الأنيق وشعارهم الذي أحب أن أقرأه وأتفائل به: "في حب الكلمة المقروءة"، جاء اليوم الأول الشيخ القاسمي حاكم الشارقة وفيما يلي من أيام كانت بدور القاسمي موجودة دوماً، الشيخة بدور أيقونة عربية في مجال كتب الأطفال،  بدور مبتسمة وجميلة، ونشيطة جداً في دعم كتب الأطفال العربية.

      

·         ذهبت إلى جناح كتب الأطفال الألمانية الكبير جداً، تجولت وحدي ، صورت،استمتعت، ابتهجت ،تمنيت أن أضيع هناك، وأن لا يجدني أحد..ما أجمل الألوان، الديكور، التفاصيل، الإتقان...كل شيء بالألماني، لكن ...كم كان ملهماً وبديعاً..



·         في تقليد ألماني جميل، يفتح المعرض أبوابه للناس في اليومين الأخيرين، ومن يرتدي زياً من أبطال الكتب يدخل المعرض مجاناً..منذ الصباح ولمدة يومين متتالين تحولت فرانكفورت لصفحات كتاب..في الباص والقطار والحدائق والشوارع المحيطة بالمعارض تجد ليلى الحمراء تتجول في سلام مع ذئبها، أبطال هاري بوتر مبتسمين طوال الوقت ، أميرات القصص تحولوا إلى حقيقة بفساتينهم المنفوشة وشعورهم الطويلة، أبطال الكتب التاريخية يأخذونك إلى عالم آخرخلف أبواب التاريخ، ..يا للبهجة..!


·         فجأة أسمع صوت تصفيق عالي، فأعرف أن البلو سوفا والقريبة منا قد انتهت فيها مقابلة مع كاتب، في مكان آخر ترى ازدحاماً فتعرف أن ثمة توقيع لكاتب،حفلات الريسبشن في نهاية كل يوم كانت فرصة لمقابلة الكثير من الناشرين والمهمين العاملين على مستوى الميديا، المحاضرات والدورات والسيمينارات والمقابلات كانت تملأ المساحات في كل قاعة.



·         انتهى المعرض بعد أن أعلن في المكروفونات الساعة السادسة في يوم 13 اكتوبر..فجأة ضج المعرض بالتصفيق احتفالاً بهذا الإنجاز، وقبل أن أفيق من الذهول انتشر فريق كالجراد ينزعون البساط والاستاندات ويفككون كل شيء،،وكأن شيئاً لم يكن..!

حتى نصل للعالمية..هل هناك تنازلات؟ هل يستحق الأمر؟ من هم أصحاب القرار؟
ثالثاً: العالم الصغير:

 في البرنامج كنا 27 ناشر من عدة دول موزعة حول قارات العالم:
أفريقيا: بنين-نيجيريا-جنوب أفريقيا- الجزائر-مصر-ناميبيا
آسيا: السعودية-لبنان-الصين-ماليزيا-أندونسيا-روسيا-الهند-باكستان-سيريلنكا
أوروبا: جورجيا-بلغاريا-هنقاريا
أمريكا الجنوبية: الأرجنتين-تشيلي-الأورجواي –الإكوادور-بوليفيا-البيرو



أمريكا الشمالية: جامايكا


أليس مدهشاً الحديث بالإنجليزية بكل هذه اللهجات المختلفة؟




أليس مدهشاً تحطيم ال"ستريو تايب" الذي تحمله عن كل جنسية ؟ الحديث في الدين والسياسة والأدب والتاريخ؟ تعلم بعض العبارات من لغات مختلفة وسط الضحك واللغط؟






هل نريد أن نفتح أبوابنا لكل طارق ثقافي من كل مكان في العالم؟ ميوعة العولمة أم خبرة الانفتاح؟
انتهى اللقاء بمناقشة المحاور السابقة وبتطلعنا لمستقبل الكتاب في بلدنا وانتظارنا لافتتاح مكتبة الملك فهد قريباً كبادرة ثقافية - وإن كانت بسيطة إلا أنها ستعني لسكان جدة الكثير..
في النهاية تم عرض
The Fantastic Flying Books حيث التحليق منذ لقاء تواقة الأول على أجنحة من كتب :-)




اختيارنا للقاء المقبل:
فلم وجدة وهو فيلم سعودي من إخراج وكتابة هيفاء المنصور صدر سنة 2012، ويعتبر أول فيلم روائي طويل يتم تصويره بالكامل في المملكة العربية السعودية. 
وقد اخترنا الفلم لما يدور حوله من ردود أفعال مختلفة سواء محلية أو عالمية، ولأنه حاصل على عدة جوائز كما أنه يناقش قضايا مجتمعية مهمة .

وحتى نلتقي الشهر القادم نتمنى لكم مشاهدة ممتعة. :-)