وصايا
محمد الرطيان
تاريخ الحوار: 4 فبراير 2013
مديرة الحوار:رولا بادكوك
بدأت مديرة الحوار بعرض جدول الأمسية والذي كان كالتالي:
- 8:30 - 8:45 الأمثال والحكم والوصايا
- 8:15-8:30هل كانت فعلا وصايا أم وصاية؟
- 9-9:30 بين لقمان الحكيم...الشريف بركات..وجاكسون براون
- 9:30-9:50 مع أو ضد
- 9:50-10:10 وصايا تواقه
- 10:10-10:15 مناقشة الكتاب الجديد
افتتاحية:
الأمثال والحكم والوصايا:
الأمثال والحكم والوصايا:
افتتحت مديرة الحوار الأمسية بالسؤال: هل ستصبح وصايا الرطيان حكماً متداولة فيما بعد؟ مالذي يجعل ذاكرة الزمن والتاريخ تحتفظ بوصية خاصة من أب لابنه كحكمة مشاعة بين الكل ؟ لماذا بقيت كثيراً من الحكم والأمثال الشعبية محفوظة ؟ هل تحتاج المجتمعات دوماً إلى هذا النوع من الخطاب الذي يقدم لها حكمة وتجربة ووصية وربما وصاية؟ ذلك دعانا للحديث عن الفرق بين الأمثال الشعبية وبين الحكمة:
- تعتبر الأمثال الشعبية من أبرز عناصر الثقافة الشعبية فهي مرآة لطبيعة الناس
ومعتقداتهم، لتغلغلها في معظم جوانب حياتهم اليوميه، وتعكس المواقف المختلفة،بل
تتجاوز ذلك أحياناً لتقدم لهم نموذجاً يُقتدى به في مواقف عديدة، والأمثال تساهم
في تشكيل أنمـاط اتجاهات وقيم المجتمع. الأمر الذي جعلها محوراً أساسياً لاهتمام
الكثير من العلماء والباحثين المعنيين بدراسة الثقافة الشعبية و بداية الأمثال الشعبية ونشأتها،ليست وليدة الساعة،بل لكل مثل
شعبي حكاية تشكل نموذج عيش وتماثل مع التجربة التي أحاطت بمن ضرب به المثل.
- قد
يستعمل المثل بين الناس ولا يعرف قائله ، ومنها ما اقتبس عن الفصحى بنصه أو شيء من التغييرالطفيف على لغتها واستمد من كتب
التراث الأدبي أو من الأغاني الشعبية .
- إذا كانت الأمثال تخص مجتمعات بعينها فإن الحكم أكثر شمولية بل قد تكون متداولة في عدة ثقافات وبعدة لغات. مثل: a friend in need is a
friend in deed, acts speak louder than word.الصديق عند الضيق, الاعمال خير من
الاقوال..ونحن لا نعرف أين كان أصل المنشأ.
- الحكمة
ناتجة عن خبرة ودراية وتكون ذات مضمون أعمق ونابعة من فلسفة ورؤيا ثاقبة للامور
وينطلق بها شخص عارف او عالم ويستنبط كلامها ولغتها من دراسة واطلاع وبحث
- الحكمة هي حادث نابع من صميم المجتمع وليس وليد ساعة
والمثل هو حادث معين يقال فيه قول نتيجة تكرار يحدث مع أحد، ولكل مثل قصة.
- هل لا تزال الأمثال الشعبية تصنع أم أنها رهينة وقت معين؟ هل يفهمها أبنائنا الآن؟ هل نتفق معها حتى الآن رغم أنها قيلت في وقت وسياق وقصة خاصة: هل نفهم "مد لحافك على قد رجولك" أنها دعوة سلبية للقناعة وعدم التطلع إلى ماهو أفضل لتغيير الحال؟- هل نفهم "الباب اللي يجيك منو الريح سدوا واستريح" أنها هرب من المشاكل؟
- هل لا تزال الأمثال الشعبية تصنع أم أنها رهينة وقت معين؟ هل يفهمها أبنائنا الآن؟ هل نتفق معها حتى الآن رغم أنها قيلت في وقت وسياق وقصة خاصة: هل نفهم "مد لحافك على قد رجولك" أنها دعوة سلبية للقناعة وعدم التطلع إلى ماهو أفضل لتغيير الحال؟- هل نفهم "الباب اللي يجيك منو الريح سدوا واستريح" أنها هرب من المشاكل؟
هل كانت فعلاً وصايا أم أنها وصاية؟
- للتجربة وهج خاص ووقع في النفس وتأثير عميق، إلا أن فكرة الكتاب ووصاياه أثارت أسئلة عديدة: هل من الممكن تعميم تجاربنا الشخصيه على
الجميع ومن ثم إصدار النصائح الإرشادية؟ ألا يشبه ذلك "الوصاية"- وإن كانت معنوية- خاصة أن كل زمن وكل شخص وكل سياق له ظروفه وخصوصيته أم أن التجارب الإنسانية واحدة وشمولية؟
- تناقشت التواقات إن كان الآباء هم أفضل من يقوم
بالنصيحه والتوجيه لأبنائهم، مالذي تفعله الأم طوال حياتها إذن؟ الأب لا يتواصل مع أبنائه بذات الطريقة التي تتواصل بها الأم فهل ذلك يجعل حديثه ووصاياه أكثر وقعاً وهيبة ؟ لم يضع الرطيان أي نموذج نسائي لتقديم الوصايا فهل هذا تأكيد على ذكورية المجتمع خاصة أننا حين حاولنا أن نتذكر أي وصايا نسائية وردتنا عبر التاريخ لم نتذكر إلا وصية الإعرابية لابنتها في ليلة زفافها والتي كانت تؤكد بشكل لا جدال فيه سطوة المجتمع الذكوري خاصة أننا درسناها في المدرسة..
- تسائلنا إن كان من الأفضل أن يستنتج أبناؤنا الحكمة من خلال تجاربهم
الشخصية أم من خلال إعطائهم
إياها جاهزة مغلفة في قوالب؟ هل النصيحة الشفوية أو المكتوبة هي الطريقة المثلى للتوجيه؟ أم أن التوجيه من خلال النموذج هو الأفضل؟ ربما نجمع بين الإثنين عن طريق إعطاء علامات الطريق والقيم الأساسية ومراقبة الأبناء وهم يخطئون ويتألمون كي يتعلموا ويصلوا إلى قيمة يتبنونها في حياتهم ، كما أننا قلنا أن السن الصغير يحتاج إلى وصاية وأن مرحلة المراهقة هي الأصعب حين يحاول الأبناء الانتقال من هذه المرحلة ، هي مرحلة انتقالية صعبة على كل من الأبناء والآباء إذ يعيدون تأسيس الحدود والحريات ومفهوم المسئوليات من جديد .
بين لقمان الحكيم..الشريف بركات..جاكسون براون
- تعنّى الكاتب أن يأتي في كتابه بثلاثة نماذج منحتنا بعض الوصايا، النماذج مختلفة جداً: لقمان الذي ورد في القرآن الكريم ووُصف بالحكمة وبقي لقمان الحكيم على مر كل العصور، الشريف بركات الحجازي الذي عاش قبل ٢٠٠ سنة وصاغ وصاياه في لهجة شعبية، جاكسون براون الأب الأمريكي المعاصر الذي تميزت وصاياه بمحاكاة مجتمعه العملي جداً، وأخيراً الرطيان الكاتب السعودي من شمال المملكة صاحب القلم واللغة الآسرة. هذا التمازج والتنوع أثرى الكتاب كثيراً وأرسل ماسجاً أن الإنسانية واحدة وإن تعددت الجغرافيا وتقادم التاريخ.
- علقت بعض الحاضرات أن كثيراً من الوصايا كانت بديهية ومعروفة، الجديد فقط في إعادة صياغتها في قالب لغوي جميل ، البعض قلن أهو نوع من الغرور المبطن حين يصدر الرطيان كتاباً يحمل اسم وصايا ومذيلاً باسمه؟ إن كان يكتب وصاياه لابنه فهذا شأن خاص لكن أهي ثقته بنفسه وبما يكتب دفعته لأن يصدر وصاياه في كتاب ليقرأها الكل؟ إجابة على هذا السؤال تناقشت الحاضرات إن كان المجتمع- أي مجتمع- بحاجة إلى أن يقول له أحد ماذا يفعل وكيف يفعله، وإن كان جزء من نمو المجتمعات وتطورها الاحتفاظ بالحكم والتجارب وتعميمها وتطبيقها.
- لعل الوصايا من الأب أو الأم يكون لها وقع أعمق بعد أن يغادرا الحياة، علقت لينة نصيف: كنت أتمنى لو ترك لي أبي قبل أن يموت أي وصايا مكتوبة ، كنت سأحتفي بها وأحفظها طوال عمري وهو الأب الذي كان له خبرة في جميع أمور الحياة ولم يُقدّر لي أن أستقيها منه، قالت ماجدة القاضي: كانت أوبرا قد استضافت في برنامجها فتاة هي ابنة لسيدة مصابة بالسرطان وقد تركت وصايا لابنتها مسجلة على فيديو ، ماتت الأم وتركت لابنتها صندوقاً كاملاً مسجلاً لتكون معها في كل مرحلة من حياتها، كان ذلك مؤثراً فعلاً..علقت داليا تونسي: هذه الفكرة تشبه فكرة رواية فتاة البرتقال لجوستاين غاردنر.
مع أم ضد:
بعض الوصايا اتفقنا عليها جداً وبعضها اختلفنا حولها وبعضها أثارت أسئلتنا وشهيتنا للتفكير، وستظل خصوصية وقع كل مقطع في الكتاب يختلف باختلاف المتلقي، سنورد هنا مثالاً فقط مما قيل في الحوار:
مع:
كن صديقاً للأطفال في حيك .
ابتسم في وجوههم ، وألق عليهم التحية كلما مررت بهم.
تحمل ضجيجهم وإزعاجهم ، وعاملهم بلطف.
سيكبرون على محبتك
علقت د. أماني: لن أصادق أطفال الحي بالطبع ولكني أطبق هذه الوصية فعلاً مع أبناء عائلتي، أحب أن يقولوا عندما يكبرون: نحن نحب عمة/خالة أماني.
مزيداً من أرقام الوصايا التي اتفق معها البعض: (79)- (179)- (21)- (83)- (47)
ضد:
لا تدخل في ملاسنة مع امرأة..
فالنساء- في الغالب- لهن ألسن طويلة!
ولا تدخل في عراك مع رجل برفقته زوجته أو أولاده الصغار..
من النبل أن تتحاشاه وتغفر له خطأه.
التعليق من قبل أغلب التواقات: تعميم سيء وذكورية بغيضه، هل النساء في الغالب ألسنهن طويلة والرجل باتباع وصية يصبح نبيلاً؟ علقت ريم مغربي: لم لا نقول : النساء يجدن التعبير عما في أنفسهن مثلاً..!
مزيداً من أرقام الوصايا التي لم يتفق معها البعض: (219)-(109)- (187)- (48)-(31)
تساؤل:
أول شيئين عليك أن تفكر بامتلاكهما في هذه الحياة هما:
المنزل الجيد والسمعة الحسنة.
علقت سارة خميّس: هل هذه وصية سعودية جداً وتحتفي بخصوصيتنا المزعومة؟ منزل وسمعة أهم شيئان في الحياة؟
مزيداً من أرقام الوصايا التي أثارت تساؤلات ونقاش: (33)-(218)-(16)
وصايا توّاقة:
بطاقات مستطيلة الشكل وزعت على الحاضرات، لوحة "كانفس" كبيرة في طرف الغرفة، ألوان خشبية ومائية وفولوماستر على الطاولة، ثم طلب من الحاضرات أن يخترن وصاياهن المفضلة سواء من الكتاب أو من خارجه ثم تكتبها على البطاقة ، ترسم ما شاءت وتكتب اسمها..جمّعنا كل البطاقات بعد أن انتهت ثم وزعناها بشكل عشوائي على الحاضرات بحيث خرجت كل منا ببطاقة من صديقة..أعدنا كتابة كل ما كتبناه في البطاقات على الكانفس وأهدينا كلوحة لتوّاقة..
هنا بعض ما كتب في البطاقات أو اللوحة:
تشويقة:
كتابنا الجديد بعنوان: ثم صار المخ عقلاً- متوالية الوعي والذكاء،العقل، الذات، للدكتور عمرو شريف ..مواضيع الكتاب علمية فلسفية وهنا لقاء الدكتور عمرو مع الدكتور محمد العوضي:
قراءة ممتعة حتى نلتقي
