الجمعة، 3 فبراير 2012

اللقاء الثالث- العرب وجهة نظر يابانية

العرب
وجهة نظر يابانية
نوبواكي نوتوهارا
دار الجمل

تاريخ النقاش: ٣٠ يناير ٢٠١٢
مديرة الحوار: لينا خشيم


افتتاحية:
لابد أن نتحدث قليلاً عن كاتب الكتاب:نوبواكي نوتوهارا مستعرب ياباني درس الأدب العربي واللغة العربية في قسم الدراسات الأجنبية في جامعة طوكيو ،  قضى أربعين سنة في تعلم اللغة العربية  زار خلالها الكثير من البلدان العربية كمصر والمغرب العربي واليمن ،أول رحلاته كانت إلى مصر في عام ١٩٧٤ .عاش مع الفلاحين وزار القرى وأتقن لهجتهم . أحب الأدب العربي..قرأ كثيراً وترجم عدداً من الأعمال. كتب هذا الكتاب بالعربية -كما يقول- لأنه يريد أن يقول للقارئ العربي مسائله كما يراها هو من الخارج كأي أجنبي عاش في البلدان العربية وقرأ الأدب العربي واهتم بالحياة اليومية في المدينة والريف والبادية.
قسمت مديرة الحوار اللقاء إلى عدة محاور :

اليابان وجهة نظر سعودية:

  • كان للينا زيارة لليابان قبل سنوات..وقد حدثتنا لينا عن رأيها وانطباعها..اعجابها بالنظام، بالنظافة..واستغرابها من الأدب الجم والانحناءات في كل وقت..
  • كان من المهم أيضاً أن لا نغفل برنامج "خواطر" حين عرض مقارنة بين العالم العربي واليابان وما أثاره من جدل آن ذاك..قلنا أنه ليس من العدل المقارنة بين مجتمعين لكل منهما تاريخ وثقافة ومسار تطور.. ومن له معرفة بعلم الأنثروبولوجي يعلم أن لكل مجتمع تاريخه وظروفه وخصوصيته وأنها مقارنة مجحفة بحقهما الاثنين..
  • لخصت لينا أهم النقاط التي أثارها الكتاب من وجهة نظرها في ما يلي:
- العدالة الاجتماعية
- قضية فلسطين
- الديموقراطية تميمة مملة وهي دكتاتورية.
- التعلم من الأخطاء ومنع تكرار الأخطاء.
- الاهتمام بالموهبة.
- نظرة الأجنبي للعرب(السرقة-الشحاتة - الوساخة)
- المشاعر لا تصنع مستقبلاً.
- يجب أن نعرف دورنا بصورة صحيحة.

الصحراء التي لا يوجد بها أي شيء ويوجد بها كل شيء:
  • من خلال قراءة الكاتب لإبراهيم الكوني، تعرض لكثير من قيم الصحراء : الضيافة- الكرم- عدم التملك-الأساطير- الصبر- التأمل- القوة والتدبير..ذلك جعلنا نتسائل: هل إعجاب الياباني بهذه القيم لهذه الدرجة لأنها فقط بيئة مختلفة تماماً عن بيئته الخضراء الرطبة؟ أكان قوله "اذا انقرضت الثقافة الصحراوية البرية فإن البشرية كلها ستخسر وجهاً عظيماً من وجوهها الثقافية" لأنه قادم من مجتمع يفتقد لهذه العناصر الثقافية؟
  • كل الأنبياء مروا في حياتهم بفترة تأمل صحراوية- كان العرب يرسلون أطفالهم ليقضوا عدة سنوات من طفولتهم ليتعلموا اللغة والصبر والقيم و"تدبير الأمور" ، مع حالة الانتقال من حياة البداوة إلى المدنية كيف يمكننا الحفاظ على قيم الصحراء؟ أليست المدنية هي نوع من أنواع الإعمار في الأرض..إذن لم نشجع البقاء على حياة البداوة كي لا نخسر قيمها؟ هل يكفي الذهاب للصحراء في رحلات خلوية تأملية للحفاظ على ما تبقى من فلول هذه الثقافة الصحراوية؟
  • الكاتب كان مقدراً لنظام الحياة الاجتماعي في الصحراء بكل ما فيه- بل كان معجباً به جداً لأنه حاول أن يتفهمه، فتح ذلك حواراً حول استخدامنا لجملة" لا تسويي زي البدو" وكم من العنصرية التي بها والتي نكرسها في عقول أطفالنا لمجرد أن البدوي قادم من ثقافة مختلفة رغم أنها ليست أدنى، البدوي كذلك يعيّر الحضري لأنه بعيد عن قيم حياته غير قادر أن يتفهمها. محاولة التفهم تؤدي إلى التقدير والاحترام وتقبل الاختلافات.
عبداللطيف اللعبي الذي لا يؤمن بالبؤس الفردي: 

  • يوسف اللعبي كاتب من المغرب الأقصى قضى أطول فترة عرفها كاتب عربي في السجن ، اختاره الكاتب كما يقول ليقدمه كمثال عربي في البحث عن الحرية وكتجربة حية في النضال ضد القمع وكطموح حر نفاذ للتوحيد بين السلوك والكلمة، كثيرات علقن أن الكاتب عرفنا على كتّاب عرب لم نسمع بهم قبلاً ودفعنا للبحث عنهم وعن انتاجهم على الأقل عبر جوجل..
  • البؤس الفردي: هل كان الكاتب يعني بهذه العبارة أن همه لم يعد ينحصر في ذاته وأن همه تعدى نفسه وصار يحمل هم أمته كلها، أم أنه يرى عزاء حين يجد أناس حوله يشاركونه بؤسه أيضاً مما يخفف من وطأة الألم والقهر.، البؤس في النهاية كلمة عميقة: والبؤس يولد البؤس ولا يستطيع الإنسان الخروج من هذه الدوائر إلا إذا قام بكسر أحدها.
  • أدب السجون من أنواع الآداب المعروفة، وحقيقة لسنا نعلم إن كان هذا الجنس من الأدب موجوداً بنفس المسمى في اللغات الأخرى أم أنه خاص بالثقافة والأدب العربي فقط ، من تلك الكتب: تلك العتمة الباهرة- الطاهر بن جلون، السجينة-مليكة أوفقير، ثلاثية غرناطة-رضوى عاشور .
يوسف إدريس الذي سمع صوت ضميره ولم يتبع أي سلطة:
  • يقول الكاتب أن أدب يوسف إدريس أخذه إلى أعماق الشعب في مصر، وأنه الكاتب الذي قدم الواقع الملموس طازجاً حياً في قصص دافئة ممتعة، يصف يوسف إدريس أيضاً بأنه كاتب موقف وأنه لم يكن تابعاً لأي سلطة سوى سلطة ضميره الأدبي ولم يستسلم لأي ضغط خارجي.
  • كان التساؤل والنقاش: إلى أي حد تتبع السلطة وتراعي توجه المجتمع حين يكون لك فكر مخالف؟ إلى أي حد قد تستعذب الصدام في قضية والتمسك بفكرة قد تراها بعد فترة لا تستحق كل هذا الإصرار؟ كيف تعرف أصلاً أن قضيتك تستحق؟ رسولنا الكريم عليه صلوات الله قدم لنا نموذجاً يراعي التدرج مع المجتمع لحمله على تقبل الفكر الجديد دون صدام، خلال مراحل الدعوة التي بدأت سرية ثم جهرية حتى قويت مثالاً لهذا النموذج، رغم ذلك دوماً وفي كل مجتمع وزمن هناك مناضلين يؤمنون بفكرة حد الموت من أجلها ، هؤلاء المناضلين يقدمون نموذجاً للصمود ونجاح الفكرة في زمن معين..
اللغة العربية وقضية فلسطين:
  • الكاتب فهم قضية فلسطين عبر قراءة الآثار الكاملة لغسان كنفاني ، وبالنسبة لرجل لم يعرف شيئاً عن قضية فلسطين إلا من خلال الغرب كان كنفاني هو الصوت الأصفى والأقوى الذي صدقه وسط تلك الضوضاء..هذا قادنا للحديث عن الآثار الأدبية، الروايات ، والقصص كعنصر من عناصر التوثيق لمرحلة وثقافة وقضية وحياة، إن كان الشعر ديوان العرب قديماً فالرواية هي ديوان العرب في العصر الحديث، وإن كانت الشعوب الغربية تحتفظ بآثار تاريخها ومجتمعها من خلال مقتنياتها في المتاحف، فتاريخنا وآثاره محفوظان عبر الكلمات في أدبنا.
  • لغة مجتمع هي ثقافته، لذلك لجأ الكاتب إلى المزاوجة بين تعلم اللغة العربية والتواصل مع الحياة الاجتماعية في العالم العربي لمزيد من الفهم، ترى: أنفقد شيئاً من ثقافتنا حين نفقد شيئاً من لغتنا؟ نحن نستخدم كثيراً من الإنجليزية في حديثنا العادي، وأبناؤنا يدرسون ويقرأون بالإنجليزية لأنها لغة العمل والعلم، كيف إذن نحل هذه المعضلة ونحن نرى اللغة تتغير حسب قانون الأقوى ؟ هل اختلاف اللغة المنطوقة عن المكتوبة يمثل مشكلة؟
الشكر والعرفان لوفيق خنسة:
آخر ما ختمت به لينا الحوار أن أشارت إلى الكاتب الذي شكر من دعاه لكتابة هذا الكتاب "وفيق خنسة" والذي قال له مراراً : "حتى الأعمى إذا أمضى أربعين سنة في مكان استطاع أن يرى شيئاً يستحق الكتابة"، ثقافة الشكر عند كتابنا العرب تكاد تكون معدومة مقارنة بالكتب الأجنبية ، لماذا لا يلتفت الكتّاب إلى كل من ألهموهم وشجعوهم وساندوهم؟ ذلك لا ينقص من مجهودهم شيئاً.

من أقوال التواقات:
  • منذ أن قرأنا كتاب "موت الغرب" في الموسم الأول من تواقة حولت لغة الجوال إلى العربية ، ولا أطلب إلا خيار اللغة العربية في أجهزة الصراف، منذ ست سنوات وأنا أحاول تفعيل العربية في حياتي اليومية بشكل كامل، أليست اللغة العربية لغة أهل الجنة؟ - عفت طرابزوني
  • الكتاب مكتوب بالعربية إلا أنه مكتوب بعقل ياباني لغته الأم غير عربية، هذا ما جعل الكتاب به أخطاء لغوية واختلاف في بناء الجمل وفي ترتيب أفكار الكتاب بشكل عام، ذلك لا ينقص أبداً من قيمة الكتاب ومجهود الكاتب- أروى خميّس
  • حتى فيما يتعلق بموضوع النضال لن أتبع خطوات أحد، لي طريقتي وتفردي في فهم الأمور ورسم طريقي- هيفاء حسنين
  • أيهما يأتي أولاً: الوعي أم اللغة؟ - داليا تونسي
  • رغم أن كثير من أبناء الوطن مبتعثين ، ورغم أنهم يتعلمون لغة أخرى إلا أنهم لا يريدون بذل أي مجهود في فهم أدبيات الثقافات الأخرى- لا يزالوا يتعاملون مع الاختلاف بمدأ: إحنا أحسن- أماني الرشيدي.
  • أتسائل ما سيكون شكل المجتمع حين يعود كل هؤلاء المبتعثين اللذي لديهم أطفال صغار لم يتعلموا اللغة العربية كلغة أم. دارين إدريس
  • لا أحب الصحراء، ولا أستطيع أن أرى فيها ما يرى الكاتب من روعة، لنذهب إلى عرض البحر ونمارس التأمل بدلاً من عمق الصحراء- نهلة حكيم
  • نمط الحياة في الصحراء ليس أدنى أو أفضل، إنه مختلف فقط- إلهام العويضي.
تشويقة:

كتاب تواقة للشهر المقبل:
رأيت رام الله
للشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي.
هي سيرة ذاتية، أو رواية، أو خلاصة تجربة كتبت بماء القلب..
الكتاب من تقديم إدوارد سعيد ، وقد طبعت منه ٦ طبعات عربية وترجم إلى الإنجليزية والأسبانية والفرنسية والإيطالية والهولندية والنرويجية والبرتغالية والأندونسية والصينية.
للتواقات أن يحصلوا عى الكتاب من جرير- فرع جرير مول..

قراءة ممتعة حتى نلتقي









الخميس، 2 فبراير 2012

عن إدارة الحوار

في كل لقاء لدينا مديرة حوار لإدارة النقاش..
مديرات الحوار يأتون بالجديد كل مرة..ويمنحون اللقاء طعماً وثراءاً
هنا عن إدارة الحوار:


·       مديرة الحوار هي قائدة سرب الحمام، عليها أن توضح منذ بداية اللقاء المسار و الطريقة التي ستتبعها في إدارة الحوار، وماذا تتوقع من الحاضرات وماذا يتوقعون منها.
·       لمديرة الحوار الحرية في التخطيط للقاء بالطريقة التي تراها مناسبة لموضوع الكتاب،  رأيها وخبرتها الشخصية وإبداعها محل تقدير واحترام.
·       يتراوح النقاش في اللقاء بين الإنطباعات الشخصية التي أثارها موضوع الكتاب وبين الرد على نقطة معينة أثارتها إحدى الحاضرات ، من الجميل أن تضيفي رأيك الشخصي ومن المهم أن لا يطول النقاش كثيراً حول نقطة واحدة وعلى أن لا يتم تكرار نفس النقاط.
·       يهمنا دائماً تفعيل الكتاب وربط صفحاته بواقعنا دون سرد لمواقف شخصية لا تثري الحوار كثيراً.
·       من أجمل وأنجح الحوارات تلك التي تعطي فرصة لكل الحاضرات أن يضفن شيئاً جديداً مع الإحترام المطلق لكافة الآراء والتوجهات مهما كانت مختلفة فنحن نرى الكتاب دوماً بأكثر من عشرين عيناً ورؤية.

في تواقة ندلل عقولنا ونمنح أرواحنا ترفاً فكرياً ، لذلك نحن دائماً نحلق على أجنحة الكتب كسرب عصافير مغردة.