الأربعاء، 18 نوفمبر 2015

اللقاء الثاني -لنفتح الأبواب2- اللامتناهي في راحة اليد


 
 
جيوكندا بيلي
دار المدى
 
تاريخ اللقاء:2 نوفمبر-2015
مديرة الحوار: مي القرشي
 
 
 




بدأنا اللقاء بالترحيب بالجميع و التذكير ببعض أسس النقاشات في لقاءات تواقة التي طالما أعطتنا المساحه للحوار و النقاش و احترمت الرأي و الرأي الآخر و تضعنا في ثراء و عمق و احترام جميع الافكار بعيدا عن فكرة المناظره فكل الاراء في تواقة مسموعه و محترمة .

 بدأت مديرة الحوار بعرض جدول الأمسية وهو كالتالي :

· التعريف بالكاتبة
· استلهام القصص المقدسة في الأعمال الأدبية
· عن   شخصيات الرواية
· الدهشة الأولى والمعاني الأولى
· المعرفة والتعلم والخيال
· الكتاب القادم



المحور الأول:عن الكاتبة 

كاتبة و شاعرة من نيكاراغوا
 لجيوكوندا بيلي أنشطة السياسية
رواياتها 17
جوائزها 11 و اغلبها عالمية
وتقول الكاتبة عن الرواية:

(و هذه الرواية , هي تخيل يستند إلى تخيلات كثيرة يستند إلى تخيلات اخرى و تفسيرات , و إعادة تفاسير , نسجتها البشرية حول اصولنا منذ أزمنة لا ترقى إليها الذاكرة)



المحورالثاني:استلهام القصص المقدسة في الأعمال الأدبية:



من الملاحظ حتى قبل نقاش الرواية ردود الأفعال المختلفة التي أثارتها الرواية لدى التواقات كون أنها مقتبسة من قصة مقدسة في جميع الأديان وهي قصة آدم وحواء، لهذا كان المحور الأول خاصة أنها ليست العمل الأدبي الوحيد المقتبس من قصص مقدسة، عدد من الأفلام والروايات تنحى هذا المنحنى ، ورغم أن كاتبها يقتبس الخطوط العريضة وربما الأسماء ويملأ المساحات البيضاء بكثير من الأحداث المتخيلة إلا أن ذلك لا يلقى قبولاً من جميع شريحة القراء.
لذلك طُرح التساؤل التالي:

-ما رأيك في استلهام القصص الدينية في الأعمال الأدبية؟ هل يمكن للقارئ أن يشعر أنه عمل مقتبس أو تخيلي أم أن ذلك جارح للمشاعر والمعتقدات الدينية ؟


لعل هذا السؤال كان محوراً جوهرياً في نقاش الرواية..


البعض قال أنه لا يليق وأنه جارح للمشاعر الدينية الحديث عن أمور تحدث عنها القرآن بهذا الشكل، خاصة أن الرواية حملت ذات لأسماء في القصة الحقيقية لذا فإنه من الصعب الفصل وقراءة الرواية بشكل مجرد وافتراض أحداث هي في صميم قصة الخلق التي لا نعرف عنها إلا ما قد ورد في الآيات والأحاديث، ورأى البعض الآخر أن تعريف الرواية :هي في الأساس فن تخيلي ، وبمجرد القراءة بهذا المفهوم سيصبح من السهل عدم اعتبار أن ما ورد في الرواية شيء يعارض المسلمات.

 قالت البعض أن اسمي آدم وحواء مجرد رموز للرجل والمرأة، وقالت أخريات أن المقارنة بين النص الأصلي في القرآن والنص المكتوب يعطي تكثفاً للمعنى الذي نؤمن به ونعرفه عن قصة الخلق.
أما البعض فقلن أن رواية كهذه قد تسبب خلطاً في المعلومات وزعزعة للمعلومات الصحيحة، وتسائل البعض عن مفهوم التاريخ والدين وعلاقتهما بالأعمال الأدبية.

في النهاية لم نصل لرأي واحد لكن تبادل الآراء المختلفة والتعبير عنها بشفافية كان في منتهى الثراء.


المحور الثالث:شخصيات الرواية ولغتها 

من هي ا لشخصيات الرئيسية في الرواية ؟ ما ملامح كل منهم؟
ماهو تقييمك للغة النص؟
هل كان آدم يلوم حواء في هذا النص ؟
لو كانت جيكوندا «الكاتبة» رجلاً كان كتابتها للشخصيات ستختلف؟




الشخصيات:
رأى البعض أن الحية هي الشخصية الرئيسية والمحرك للأحداث لكن هل كانت الحية شخصية شريرة؟ هل كانت ترمز للشيطان؟ لماذا في أغلب قصة آدم وحواء عبر التاريخ يظهر الشيطان في شكل ثعبان؟

البعض قال أن الكاتبة نجحت في تصوير الحية بمظهر الشيطاني المتجرأ الوقح، والبعض قال أنها كانت تظهر في بعض الزوايا المفصلية للقصة لدفع الأحداث.
ورأى البعض الآخر أن حواء هي الشخصية الرئيسية و التي كانت تتميز بحب الاستطلاع وشغف التعلم وكان لديها أيضاً عاطفة جياشة و حدس عالي.
أما آدم فقد أظهرته الكاتبة حاملاً صفات الرجل: من تحمل المسئولية والخوف من الإقدام دون حساب النتائج
وقد تم اتفاق الأغلبيه أنه من الواضح أن الكاتبه تدافع عن حواء وفي صف حواء وبالتأكيد سيتغير الطرح لو كانت الكاتبة رجلا .
بالنسبة للغة فقد كانت سلسة و سهلة، كما أن خيال الكاتبة خصب وواسع وقد كانت الترجمة مقبولة لدى الجميع 
طرح تساؤل هل الصورة لآدم و حواء في الرواية هي الصورة الفطرية ؟ و خروجنا عنها شبه مستحيل ؟ و لماذا ؟
كانت حواء تلعب دور الاحتواء للمرأة و أما آدم كان يركز على العيش و البقاء، مما أظهر أن أدوارهم كانت فطرية تكاملية




المحور الرابع: الدهشة البكر والمعاني الأولى:


عرضت الرواية العديد من المعاني في صورتها الأولى والبدائية والتي لم نعد نفكر فيها بهذه الطريقة بعد الإرث البشري الذي نحمله ونكتسبه بمجرد الولادة
بعض المعاني حسية كالجوع، العطش، الألم، الجنس ،القتل , الرضاعة, الولادة ، الدورة الشهرية.   
 . وبعضها معنوي المعنوية كالاغتراب،الخوف، الشعور بالذنب،المسئولية، الأمومة، الحب، الرغبة.

كان السؤال المطروح ....ماهو أكثر موقف لامسك في الرواية يصور دهشة أو معنى؟
من أكثر المعاني و المواقف المؤثرة في الرواية كانت لحظة الولادة فقد تفاعلت الحيوانات معها وكان الكون كلها يقف بجوارها.
كذلك لحظة الغيرة بين الرجال والفتيات والتي صورت معنى بإحساسه الأولي وتداعياته.
من الأفكار المؤثرة فكرة قتل الحيونات من أجل الطعام والبقاء على قيد الحياة والصراع الأخلاقي الذي احتدم وقتها في أبسط صوره في نفس حواء.
من جماليات النص عرضه للفكرة الأولية للرسم وقص الحكايا: حواء وحسها الفني ولجؤها للتعبير الرسم على الجدران، وآدم وحكاياته التي يرويها لحواء كل يوم عما فعل في يومه وهو بعيد عنها مما يجعلها تتخيل كل الأحداث.

 مفهوم الشر جاء بعدة اوجه و اختلفت مواقفه وبالتالي اختلف الحكم عليه 
  كما كان هناك وقفة ومقارنة بين الحيوان و الانسان و باعتبار الانسان كائن اخلاقي يحمل كل هذه القيم والمعاني و الفطرة التي ولد عليها كما طرحت تساؤلات حول مفهوم الانسانية ؟

الجميل أثناء النقاش طرحت عدة مرادفات وكلمات جميعها تدور حول نفس المعنى (الفطرة والنسق الاولي والإنسانية)
   تحدثنا كذلك هل يملك الإنسان ذلك الحنين الخفي للجنة باعتبار أنها موطنه الأول؟



المحور الخامس:المعرفة والتعلم والخيال

ماهي الأساليب التي تعلم بها الإنسان الأول ؟ هل من خلال تراكم المعرفة الإنسانية أو ماعلمه إياه الله أو مراقبة الحيوانات او التجربة والخطأ أو التساؤل.

دار الحوار حول هل المعرفة تتطلب حرية و ماهي العلاقة بين المعرفة و الحرية و المسؤلية
كما طرح تساؤل حول مدى ارتباط التعلم بالألم و هل يجب ان اتألم لكي أتعلم فقد يكون في بعض الاحيان التعلم عن طريق خوض التجارب المؤلمة و يولد حاجه للعمل و التعلم أكثر
كما تطرقنا عن شغف التعلم الذي كانت تملكه حواء بصورة واضحه و الذي يشبة شغف تعلم الاطفال و حبهم للاكتشاف كل شي من حولهم مثل المولود الصغير.

 في آخر اللقاء ختمت الدكتورة فوزية باشطح بكلمة جميلة لخصت نوع التعلم و النقاش الذي قامت به التواقات وقسمت علم دراسة الرواية الى ثلاث أقسام :
دراسة لواقع الرواية وأحداثها بشكل مجرد.
دراسة عبر الكاتب وظروف الكتابة والنشر.
دراسة الرواية من خلال المتلقي.
وقد كانت التواقات يتبعن المنهج الثالث أثناء نقاشهن للرواية




بعض أقوال التواقات عن الرواية



# استمتعت بالرواية و تمنيت أن لا تنتهي

# لم اتقبل اي شي يتكلم عن احد الانبياء بصوره خرافية 

# الرواية عمقت صلاتي و إحساسي بالحنين للجنة

#لابد من التفرقة مابين أدم و حواء الأصليين و أدم و حواء الرواية

# أنا كشابة لم تخلق لدي الرواية أي لبس في المفاهيم

# البلد التي جاءت منها الكاتبة تمنع التطرق لأي توجه ديني في الكتابة

#هذا النوع من الروايات يخلق لدينا القدرة على النقد والوعي

#الرواية عبئت المساحات البيضاء
  



الكتاب الجديد

الحديقة الصخرية للرائع نيكوس كازانتزاكيس 
 
قراءة ممتعة حتى نهاية الشهر القادم