الجمعة، 25 ديسمبر 2015

اللقاء الثالث- لنفتح الأبواب 2- الحديقة الصخرية

 
نيكوس كازنتزاكيس
 
تاريخ اللقاء:30 نوفمبر 2015
مديرة الحوار: د.سعاد الصبيحي
 
 


عرضت علينا مديرة الحوار محاور اللقاء وهي كالتالي : 

 أولا :الشعر والترجمة
ثانيا : عن الكاتب
ثالثا : التأرجح مابين السماء والارض و مناقشة كل من (العقل – القلب – الأمل –الفعل –الصمت )
رابعا :العودة

 أولا: الشعر والترجمة :

بدأت أمسيتنا بالاستماع لقصيدة لمحمود درويش حيث وضعتنا مديرة الحوار في أجواء شعرية . استمتعنا بالقصيدة..بلغتها ، بمعانيها ، وبأجواء محمود درويش.
ثم طرحت علينا تساؤلاً: ماذا لو سمعنا هذا الشعر بلغة أخرى غير العربية؟ ...إلى أي مدى سيتأثر المعنى؟
كان ذلك مدخلاً لمناقشة الترجمة ومدى تأثر المعنى بالترجمة فالكاتب شاعر وفيلسوف ولاشك أن الترجمة سرقت من المعنى , كان هناك شبة اتفاق بين العضوات أن الكتاب صعب القراءة ولم يستطع الأغلب الاسترسال بقرائته !!!
عُرضت بعض أسماء المترجمين وكيف أن كثيراً من الأعمال العالمية لا تقيم فقط بكاتبها بل بمترجمها أيضاً. ويمكن أن يوجد العمل الواحد بأكثر من ترجمة وبالتالي يكون التفضيل فيها بحسب لغة المترجم.

ثانيا : عن الكاتب 


 انتقلت بنا مديرة الحوار الى الحديث عن بعض جوانب من حياة الكاتب محاولة لفهم أسلوبه وفكره في الكتابة

نيكوس كازانتزاكيس
هو كاتب و فيلسوف يوناني ولد في جزيرة تكريت (١٨فبراير١٨٨٣)  توفى (٢٦أكتوبر١٩٥٧)وقد اشتهر بروايته (زوربا اليوناني)

نيكوس كازانتزاكيس والسياسة
كان والده (الكابتن ميخائيل) ضمن الذين حاربوا الأتراك. وكان يؤمن: "بأن النضال لا يقتصر على القتال، بل يكون أيضاً بالعلم" أرسل ابنه لدراسة الحقوق في مدرسة القانون في اثينا. تطوع في العام 1912 في الجيش اليوناني في حرب البلقان، وعمل في السياسة لفترة قصيرة، ثم عُيِّن وزيرًا في الحكومة اليونانية في العام 1945

 نيكوس كازانتزاكيس بين حضارتين: الشرق والغرب
عين مديرًا في اليونسكو في العام 1946. وكانت وظيفته العمل على ترجمة كلاسيكيات العالم لتعزيز جسور التواصل بين الحضارات، خاصة بين الشرق والغرب.

تسائلنا :أين هم العرب من الحضارة الشرقية و الغربية ؟
تناقشنا كيف أن الشرق رغم تفوقه في الروحانيات في جميع بلدانه تقريباً إلا أن ذلك االأمر تغير جداً حيث بدأت روحانياته العريقة تصبح أمراً من التاريخ وبدأ اتجاهه بشدة نحو الماديات.

تسائلنا هل الروحانية مرتبطه بالدين؟ وللإجابة على هذا التساؤل تولد سؤال آخر وهو : مالمقصود بالدين أساسا؟ هل نقصد بها فقط الأديان السماوية والتي كانت في منطقة الشرق الأوسط؟ ماذا عن الديانات الشرقية وأصولها؟ هل يوجد من ضمنها دين سماوي يمكن اعتباره من الأديان والرسل التي لم تُقصص علينا؟ هل فكرة الدين تعني "الإيمان" ؟ وبغض النظر عما يمكن الإيمان به تتوالد الروحانية طالما أن هنك إيمان؟

نيكوس كازانتزاكيس والتصوف
درس التعاليم البوذية في فيينا ،يقول كازنتزاكيس في بوذا:

(من بين الناس الذين ولدتْهم الأرضُ جميعًا يقف بوذا متألقًا في الذروة، روحًا نقية خالصة، دون خوف أو ألم، مليئًا بالرحمة والحكمة. كان يمدُّ يده ويفتح الطريق إلى الخلاص وهو يبتسم بوقار، والكائنات كلُّها تتبعه دون تفكير، وتخضع بحرية)


لقد كان بوذا في نظر كازنتزاكيس المرشد الذي نظَّم فوضى أسئلته، وأعطاه السكينة والسلام الداخليين.
تناول الكاتب في هذا الكتاب لبعض مفاهيم التصوف لكنها ليست واضحه وعميقه كما في كتبه الأخرى، مثل الإغواء الأخير للمسيح، والكوميديا الإلهية لدانتي.

 حالما نولد تبدأ العودة...
نجيء من هاوية مظلمة وننتهي إلى هاوية مظلمة، ونسمي الفاصل المضيء: الحياة.
كل هذا العالم الذي نراه، ونسمعه، ونلمسه، هو ذاك المتاح للحياة البشرية، إنه تكثيف للقوتين الكبيرتين للكون
تهبط إحدى القوى وتريد أن تتبعثر، أن تهدأ، أن تموت. تصعد القوة الأخرى وتجاهد من أجل الحرية، والخلود.
انحدار نحو التفكك، نحو المادة، نحو الموت
ارتقاء نحو التركيب، نحو الحياة، نحو الخلود
هذان الجيشان المظلم والمضئء، جيشا الحياة والموت، يصطدمان بشكل دائم. والإشارات المرئية لهذا الإصطدام هي بالنسبة إلينا النباتات والحيوانات والبشر


 هذه كانت من كتابات كازانتاكس وهي تبين حسه الصوفي والروحاني ومما سبق سيكون محرك نقاشنا: الصاعد إلى السماء والهابط إلى الأرض والاصطدام بينهما.

عبارة طلب أن تكتب على التابوت عند وفاته:
"لا آمُل في شيء، لا أخشى شيء، أنا حر"



ثالثا : التأرجح مابين السماء و الأرض
بدأت مديرة الحوار تقرأ لنا بعض من ما كتب الكاتب حول مفاهيم مختلفة على التوالي و طلبت منا أن نذكر الى اي اتجاه يأخذنا كل مفهوم..... الى السماء ام الارض و لماذا ؟ وكان هناك كروت زرقاء بلون السماء وكروت خضراء بلون الارض لكي نضعها على الشريط المعد . 

 العقل
الشمس تشرق وتغرب في جمجمتي. النجوم تشع في دماغي، الأفكار، الرجال، الحيوانات ترعى في رأسي المؤقت...
دماغي يمحو وعندها يختفي كل شيء مع السماء والأرض...
لماذا نبدد أنفسنا في مطاردة المستحيل؟ داخل الحيز المقدس لحواسنا الخمس من واجبنا أن نعترف بحدود الإنسان...
واجب الإنسان الأول هو أن يرى ويقبل حدود الذهن البشري دون تمرد لا طائل منه، وأن يعمل ضمن هذه القيود الحادة دون توقف أو احتجاج...


 اختلفت آراء التوقات وتأرجحت فالبعض رأى ان العقل ياخذنا باتجاه الأرض فالعقل يضعنا أكثر على أرض الواقع ولعقلانية هي بشكل أو بآخر مضادة للإيمان وللتوجه السماوي، العقلانية تطلق كثيراً من الأسئلة ، والإيمان والغيبيات أمران لا يحتملان أسئلة، والبعض رأى العقل يأخذنا باتجاه السماء للأعلى فكل ما عرفت أكثر كل مازاد ايمانك بالله أكثر خاصة أن التكليف تبدأ باشتراط العقل فكيف يمكن أن يكون الإيمان نقيضاً للعقل؟
وبالمجمل.. حاز العقل على الأعلى باتجاه السماء الأصوات الأكثر

القلب
لن أقبل الحدود... أختنق... إن الواجب الثاني هو أن أنزف في هذا الألم وأعيشه بعمق...
يرن أمر في أعماقي: احفر! مالذي تراه؟
رجالا وطيورا وأحجارا... احفر أعمق! مالذي تشاهده؟
أفكارا وأحلاما، أخيلة وايماضات... احفر عميقا أكثر!
لا أرى شيئا! ليلا ساكن كثيف كالموت. لا بد أنه الموت.
احفر عميقا أكثر!
آه لا أستطيع أن أخترق الحاجز المظلم! أسمع أصواتا وبكاء. أسمع رفرفة أجنحة على الشاطيء الآخر
لا تبك، لا تبك! ليست على الشاطئ الآخر. الأصوات والأجنحة والبكاء هي قلبك...
دمر جميع الحدود، مت كل لحظة لكن قل إن الموت غير موجود


 حاز القلب على الأعلى باتجاه السماء الأصوات الأكثر



الامل
اللحظة ناضجة: اترك العقل والقلب وراءك، تقدم إلى الأمام، قم بالخطوة الثالثة.
حرر نفسك من الرضا البسيط للعقل الذي يفكر بوضع جميع الأشياء في نظام آملا أن يخضع الظواهر. حرر نفسك من رعب القلب الذي يبحث ويأمل أن يجد جوهر الأشياء
اغز الأخير، الإغراء الأعظم لكل شيء: الأمل
هذا هو الواجب الثالث...
دون أمل، لكن بشجاعة، من واجبك أن توجه القيدوم نحو الهاوية وأن تقول: (لا شيء يوجد)


 حاز الأمل على أصوات أكثر بأنه للأسفل باتجاه الأرض، الأمل يجعل الإنسان يتباطئ ، يثق ، وينتظر، وبالتالي يفقد شيئاً من حريته؟

الفعل
إن الشكل المطلق الأكثر قداسة للنظرية هو الفعل
الفعل هو البوابة الأوسع للحرية، وحده يستطيع أن يجيب على تساؤلات القلب وتعقيدات العقل والمنطق والمادة
مالذي نعنيه بالعمل؟ أن نملأ الدائرةالبشرية بالرغبات، بالقلق، وبالأفعال، أن ننتشر ونصل إلى حدود لا تقدر على احتوائنا فتتفسخ وتنهار. من خلال هذه الطريقة في التعامل مع المظاهر، نوسع الجوهر ونزيده، فتكتسب عودتنا إلى الظواهر، بعد اتصالنا مع الجواهر قيمة لا تقدر.


 حاز الفعل على الاتجاه للأعلى نحو السماء.الفعل يقربنا من أهدافنا ومن إنجازنا، لكن ماذا عن الفعل الشرير الذي يحقق غاية شريرة؟ هل هناك فعل شرير وغاية شريرة أن أن الموضوع نسبي ويختلف بحسب موقعنا منه أصلاً؟

الصراع
نحن كائنات بشرية ، بائسون جميعا، بلا قلب، تافهون. لكن في داخلنا يسوقنا جوهر متفوق إلى الأعلى دون رحمة.
إن البشرية كتلة طين، كل واحد منا قطعة طين. ما هو واجبنا؟ أن نصارع بحيث يمكن أن تنمو زهرة صغيرة من كومة قمامة لحمنا وعقلنا...
من المقابلة العابرة للقوى المتعارضة التي تؤلف وجودك، جاهد كي تخلق أي شيء خالد يخلقه كائن فان في هذا العالم – صرخة...
مت كل يوم، انبعث كل يوم. الفضيلة المتفوقة هي أن لا تكون حرا وإنما أن تقاتل من أجل الحرية...


 حاز الصراع على أصوات أكثر بكونه في لاتجاه للأعلى نحو السماء ، الصراع يعني تقاتل قوتين والأفضل هي التي تبقى، لكن من يحدد الأفضل؟ هل هي الأقوى؟ الأكثر تأثيراً؟ هل نرى الأمور بشكل مختلف بعد عدد طويل من السنوات مما يسبب تغير نظرتنا لما كنا نراه ظالماً أو غير جدير؟

الصمت
الكون دافئ، محبوب، مألوف، وتصدر عنه رائحة كرائحة جسدي. إنه الحب والحرب، قلق غاضب، إلحاح وغياب لليقين.
غياب اليقين والرعب. في لمعة برق عنيفة أميز، على أعلى قمة للقوة، الزوجين الأخيرين ، الأكثر هيبة، يتعانقان: الرعب والصمت. وبينهما، لسان لهب.


حاز الصمت على الأصوت الأكثر للأسفل باتجاه الأرض، باعتبار الصمت شكل من أشكال الموت.

هل للعودة نهاية؟ بهذه العبارة ختمت مديرة اللقاء الحوار
التقت ريحان عنيفتان متعارضتان، إحداهما ذكر والأخرى أنثى، واصطدمتا عند مفترق طرق. للحظة، وازنتا بعضهما، تكثفتا وأصبحتا مرئيتين...
هذا التقاطع هو الكون

 انتهى اللقاء و مازال بعضنا محلق في السماء و البعض الاخر سيعود لقراءة الكتاب او استكماله فقد نجحت مديرة الحوار بان تقنعنا بالرجوع للكتاب وتامل بعض العبارات العميقة .

الكتاب الجديد:
1984
جورج أورويل..
 
قراءة ممتعة حتى نلتقي.


 

الأربعاء، 18 نوفمبر 2015

اللقاء الثاني -لنفتح الأبواب2- اللامتناهي في راحة اليد


 
 
جيوكندا بيلي
دار المدى
 
تاريخ اللقاء:2 نوفمبر-2015
مديرة الحوار: مي القرشي
 
 
 




بدأنا اللقاء بالترحيب بالجميع و التذكير ببعض أسس النقاشات في لقاءات تواقة التي طالما أعطتنا المساحه للحوار و النقاش و احترمت الرأي و الرأي الآخر و تضعنا في ثراء و عمق و احترام جميع الافكار بعيدا عن فكرة المناظره فكل الاراء في تواقة مسموعه و محترمة .

 بدأت مديرة الحوار بعرض جدول الأمسية وهو كالتالي :

· التعريف بالكاتبة
· استلهام القصص المقدسة في الأعمال الأدبية
· عن   شخصيات الرواية
· الدهشة الأولى والمعاني الأولى
· المعرفة والتعلم والخيال
· الكتاب القادم



المحور الأول:عن الكاتبة 

كاتبة و شاعرة من نيكاراغوا
 لجيوكوندا بيلي أنشطة السياسية
رواياتها 17
جوائزها 11 و اغلبها عالمية
وتقول الكاتبة عن الرواية:

(و هذه الرواية , هي تخيل يستند إلى تخيلات كثيرة يستند إلى تخيلات اخرى و تفسيرات , و إعادة تفاسير , نسجتها البشرية حول اصولنا منذ أزمنة لا ترقى إليها الذاكرة)



المحورالثاني:استلهام القصص المقدسة في الأعمال الأدبية:



من الملاحظ حتى قبل نقاش الرواية ردود الأفعال المختلفة التي أثارتها الرواية لدى التواقات كون أنها مقتبسة من قصة مقدسة في جميع الأديان وهي قصة آدم وحواء، لهذا كان المحور الأول خاصة أنها ليست العمل الأدبي الوحيد المقتبس من قصص مقدسة، عدد من الأفلام والروايات تنحى هذا المنحنى ، ورغم أن كاتبها يقتبس الخطوط العريضة وربما الأسماء ويملأ المساحات البيضاء بكثير من الأحداث المتخيلة إلا أن ذلك لا يلقى قبولاً من جميع شريحة القراء.
لذلك طُرح التساؤل التالي:

-ما رأيك في استلهام القصص الدينية في الأعمال الأدبية؟ هل يمكن للقارئ أن يشعر أنه عمل مقتبس أو تخيلي أم أن ذلك جارح للمشاعر والمعتقدات الدينية ؟


لعل هذا السؤال كان محوراً جوهرياً في نقاش الرواية..


البعض قال أنه لا يليق وأنه جارح للمشاعر الدينية الحديث عن أمور تحدث عنها القرآن بهذا الشكل، خاصة أن الرواية حملت ذات لأسماء في القصة الحقيقية لذا فإنه من الصعب الفصل وقراءة الرواية بشكل مجرد وافتراض أحداث هي في صميم قصة الخلق التي لا نعرف عنها إلا ما قد ورد في الآيات والأحاديث، ورأى البعض الآخر أن تعريف الرواية :هي في الأساس فن تخيلي ، وبمجرد القراءة بهذا المفهوم سيصبح من السهل عدم اعتبار أن ما ورد في الرواية شيء يعارض المسلمات.

 قالت البعض أن اسمي آدم وحواء مجرد رموز للرجل والمرأة، وقالت أخريات أن المقارنة بين النص الأصلي في القرآن والنص المكتوب يعطي تكثفاً للمعنى الذي نؤمن به ونعرفه عن قصة الخلق.
أما البعض فقلن أن رواية كهذه قد تسبب خلطاً في المعلومات وزعزعة للمعلومات الصحيحة، وتسائل البعض عن مفهوم التاريخ والدين وعلاقتهما بالأعمال الأدبية.

في النهاية لم نصل لرأي واحد لكن تبادل الآراء المختلفة والتعبير عنها بشفافية كان في منتهى الثراء.


المحور الثالث:شخصيات الرواية ولغتها 

من هي ا لشخصيات الرئيسية في الرواية ؟ ما ملامح كل منهم؟
ماهو تقييمك للغة النص؟
هل كان آدم يلوم حواء في هذا النص ؟
لو كانت جيكوندا «الكاتبة» رجلاً كان كتابتها للشخصيات ستختلف؟




الشخصيات:
رأى البعض أن الحية هي الشخصية الرئيسية والمحرك للأحداث لكن هل كانت الحية شخصية شريرة؟ هل كانت ترمز للشيطان؟ لماذا في أغلب قصة آدم وحواء عبر التاريخ يظهر الشيطان في شكل ثعبان؟

البعض قال أن الكاتبة نجحت في تصوير الحية بمظهر الشيطاني المتجرأ الوقح، والبعض قال أنها كانت تظهر في بعض الزوايا المفصلية للقصة لدفع الأحداث.
ورأى البعض الآخر أن حواء هي الشخصية الرئيسية و التي كانت تتميز بحب الاستطلاع وشغف التعلم وكان لديها أيضاً عاطفة جياشة و حدس عالي.
أما آدم فقد أظهرته الكاتبة حاملاً صفات الرجل: من تحمل المسئولية والخوف من الإقدام دون حساب النتائج
وقد تم اتفاق الأغلبيه أنه من الواضح أن الكاتبه تدافع عن حواء وفي صف حواء وبالتأكيد سيتغير الطرح لو كانت الكاتبة رجلا .
بالنسبة للغة فقد كانت سلسة و سهلة، كما أن خيال الكاتبة خصب وواسع وقد كانت الترجمة مقبولة لدى الجميع 
طرح تساؤل هل الصورة لآدم و حواء في الرواية هي الصورة الفطرية ؟ و خروجنا عنها شبه مستحيل ؟ و لماذا ؟
كانت حواء تلعب دور الاحتواء للمرأة و أما آدم كان يركز على العيش و البقاء، مما أظهر أن أدوارهم كانت فطرية تكاملية




المحور الرابع: الدهشة البكر والمعاني الأولى:


عرضت الرواية العديد من المعاني في صورتها الأولى والبدائية والتي لم نعد نفكر فيها بهذه الطريقة بعد الإرث البشري الذي نحمله ونكتسبه بمجرد الولادة
بعض المعاني حسية كالجوع، العطش، الألم، الجنس ،القتل , الرضاعة, الولادة ، الدورة الشهرية.   
 . وبعضها معنوي المعنوية كالاغتراب،الخوف، الشعور بالذنب،المسئولية، الأمومة، الحب، الرغبة.

كان السؤال المطروح ....ماهو أكثر موقف لامسك في الرواية يصور دهشة أو معنى؟
من أكثر المعاني و المواقف المؤثرة في الرواية كانت لحظة الولادة فقد تفاعلت الحيوانات معها وكان الكون كلها يقف بجوارها.
كذلك لحظة الغيرة بين الرجال والفتيات والتي صورت معنى بإحساسه الأولي وتداعياته.
من الأفكار المؤثرة فكرة قتل الحيونات من أجل الطعام والبقاء على قيد الحياة والصراع الأخلاقي الذي احتدم وقتها في أبسط صوره في نفس حواء.
من جماليات النص عرضه للفكرة الأولية للرسم وقص الحكايا: حواء وحسها الفني ولجؤها للتعبير الرسم على الجدران، وآدم وحكاياته التي يرويها لحواء كل يوم عما فعل في يومه وهو بعيد عنها مما يجعلها تتخيل كل الأحداث.

 مفهوم الشر جاء بعدة اوجه و اختلفت مواقفه وبالتالي اختلف الحكم عليه 
  كما كان هناك وقفة ومقارنة بين الحيوان و الانسان و باعتبار الانسان كائن اخلاقي يحمل كل هذه القيم والمعاني و الفطرة التي ولد عليها كما طرحت تساؤلات حول مفهوم الانسانية ؟

الجميل أثناء النقاش طرحت عدة مرادفات وكلمات جميعها تدور حول نفس المعنى (الفطرة والنسق الاولي والإنسانية)
   تحدثنا كذلك هل يملك الإنسان ذلك الحنين الخفي للجنة باعتبار أنها موطنه الأول؟



المحور الخامس:المعرفة والتعلم والخيال

ماهي الأساليب التي تعلم بها الإنسان الأول ؟ هل من خلال تراكم المعرفة الإنسانية أو ماعلمه إياه الله أو مراقبة الحيوانات او التجربة والخطأ أو التساؤل.

دار الحوار حول هل المعرفة تتطلب حرية و ماهي العلاقة بين المعرفة و الحرية و المسؤلية
كما طرح تساؤل حول مدى ارتباط التعلم بالألم و هل يجب ان اتألم لكي أتعلم فقد يكون في بعض الاحيان التعلم عن طريق خوض التجارب المؤلمة و يولد حاجه للعمل و التعلم أكثر
كما تطرقنا عن شغف التعلم الذي كانت تملكه حواء بصورة واضحه و الذي يشبة شغف تعلم الاطفال و حبهم للاكتشاف كل شي من حولهم مثل المولود الصغير.

 في آخر اللقاء ختمت الدكتورة فوزية باشطح بكلمة جميلة لخصت نوع التعلم و النقاش الذي قامت به التواقات وقسمت علم دراسة الرواية الى ثلاث أقسام :
دراسة لواقع الرواية وأحداثها بشكل مجرد.
دراسة عبر الكاتب وظروف الكتابة والنشر.
دراسة الرواية من خلال المتلقي.
وقد كانت التواقات يتبعن المنهج الثالث أثناء نقاشهن للرواية




بعض أقوال التواقات عن الرواية



# استمتعت بالرواية و تمنيت أن لا تنتهي

# لم اتقبل اي شي يتكلم عن احد الانبياء بصوره خرافية 

# الرواية عمقت صلاتي و إحساسي بالحنين للجنة

#لابد من التفرقة مابين أدم و حواء الأصليين و أدم و حواء الرواية

# أنا كشابة لم تخلق لدي الرواية أي لبس في المفاهيم

# البلد التي جاءت منها الكاتبة تمنع التطرق لأي توجه ديني في الكتابة

#هذا النوع من الروايات يخلق لدينا القدرة على النقد والوعي

#الرواية عبئت المساحات البيضاء
  



الكتاب الجديد

الحديقة الصخرية للرائع نيكوس كازانتزاكيس 
 
قراءة ممتعة حتى نهاية الشهر القادم





السبت، 24 أكتوبر 2015

اللقاء الأول-لنفتح الأبواب(2)- الموسم التاسع


كبداية كل عام ننتظر اللقاء الاول بفارغ الصبر و بكل شوق ،بتاريخ 12 /اكتوبر كان لقاؤنا الأول في موسمه التاسع وقد كان برنامج اللقاء كالتالي :

 - أهلاً بالجميع
- سؤال و جواب
-عن تواقة 9
- مشروع تواقة
- هدية تواقة
- كتاب اللقاء القادم

- أهلاً بالجميع:
بدأت أروى خميّس  بالترحيب بالجميع،  بالعضوات المجددات و العضوات الجدد و أفادت أن نادي تواقه بدأ منذ عشر سنوات وتوقف لعام خلال دراستها في بريطانيا . وهو الآن في موسمه التاسع وعامه العاشر.
 سنستمر في هذا الموسم بقراءة الروايات، هذه التجربة التي بدأناها العام الماضي وسوف نستمر بها حسب تصويت العضوات . وسيكون مخصصاً للروايات الأجنبية عدا عن ذلك سيستمر تواقه كما هو بإدارة هناء حسنين وبتغيير المكان .
وأضافت هناء أن هذه  مسؤلية للمحافظة على استمرارية النادي بنفس المستوى وقد أفادت  انها ستساعد اروى في العمل إذ أنهما تقاسمتا العمل ....
 نادي تواقه قد أصبح جزءً من حياتنا والذي فعلاً ننتظره كل شهر بفارغ الصبر، و هو الذي أعطانا مساحة للتعبير و الحوار و النقاش في جو حميم، ففي كل لقاء لا نخرج بفكر الكاتب وحده بل نخرج بفكر 30 عقلاً يوسّع من دائرة تفكيرنا .

- سؤال و جواب:
كعادتنا في كل عام يكون لدينا فقرة تعارف نتعرف بها على بعضنا البعض , و بما أن أغلبية العضوات يعرفن بعضهن، وضعنا مجموعة أسئلة امتزجت بين الجد و المزاح  كنوع من التغيير في سبيل معرفة المزيد عنا، وقد كان من ضمن هذه الاسئلة:
- هل هناك كتاب جيد و كتاب سئ و لماذا ؟
- لو قررت أن تكتبي كتاباً ماذا سيكون موضوعه ؟
- شخصية اجتماعية مشهوره تفضلينها ؟
- صفي نفسك في كلمة ؟
- اذا كانت حياتك رواية فماهو عنوانها ؟
- من هو كاتبك المفضل ؟
- ماهو مفهوم الجمال؟
- ماذا تفضلين اكثر في الرواية : اللغة ام الموضوع ؟
- من من الموجودات تجدينها جميلة ؟
في جو حميم ومرح كانت الإجابات لطيفة وصادقة وشفافة إلى حد ما :-))

- مشروع تواقة:
جاءت فكرة مشروع تواقه بمبادرة من السيدة ريم خريجي مشكورة وهي عضوة من عضوات تواقة، حيث أنه بعد إقفال مقهى أندلسية الذي كنا نقيم فيه لقاءاتنا في كل عام ، بدأنا بالبحث عن مكان للقاءنا الشهري، وقد تبرعت لنا بالحضور لمنزلها مقابل أن يتم استخدام المبلغ الذي كنا ندفعه لمقهى اندلسية بعمل مشروع يتنفع منه المجتمع .
وقد كانت معايير اختيار المشروع :
- ان يكون له علاقه بالقراءة و الثقافه
- - أن يحقق استدامه
- أن يكون في حدود الميزانية قرابة  اثنا عشر ألف ريال
- إمكانية تحقيقه والعمل عليه

ومن ثم تقسمنا لمجموعات بحيث أن كل مجموعة تقوم بعصف ذهني للأفكار و تناقش أفكارها ومن ثم تخرج بفكرة يتم التصويت عليها لاحقا .
الجميل أن كل مجموعة خرجت بأكثر من فكره و قد كانت جميع الأفكار قيّمه لكن كان يحكمنا المعيار، كما كان هناك تشابه في بعض الأفكار فقمنا بتجميع الأفكار المتشابهة كالتالي:
- دعم مشروع قائم (مكتبتي ، تواقة جونير ، مواكب الاجر )
- إقامة مكتبات في السجون / في المستشفيات
- عمل تطبيق الكتروني (تواقه آب ) / تطبيق لقصص الأطفال
- عمل كتب مسموعة للمكفوفين
- عمل جائزة تواقه للكتاب
- توفير كتب للاجئين
- توصيل كتب
- تعليم الخادمات
- كتب للأطفال في الممشى
- استضافة كتّاب في يوم الكتاب العالمي
وقد كان لكل عضوة صوتين، بعد التصويت نالت فكرة دعم المشاريع القائمة أعلى صوت، تلتها فكرة توفير كتب للاّجئين،كما تم اقتراح توزيع المبلغ، و أخيرا تم الاتفاق على أنه سيتم مناقشة آلية تنفيذ و توزيع المهام  في وقت لاحق .

-عن تواقة 9:
تواقة 9 سيكمل ما بدأه العام الماضي من تجربة الخوض في عالم الروايات تحت شعار "لنفتح الأبواب"، ومزيد من التجارب الجديدة مع الروايات الأجنبية حيث سنقرأ 7 روايات خلال الموسم وسنشاهد فلماً لإحدى الروايات، كما سنجرب القراءة لكتاب إلكتروني أيضا ، و كالمعتاد في كل لقاء يتم إختيار إحدى العضوات لإدارة الحوار.

تجربتنا هذا العام ستكون مختلفة  من عدة نواحي:أولاً من حيث المواضيع  والطرح فلاشك أن الكتّاب الأجانب لهم نمط حياة اجتماعية وقضايا مختلفة عن الكتّاب العرب مما سيجعل البعد الاجتماعي والتاريخي للروايات مختلف إلى حد ما عن الروايات العربية، ثانياً من حيث اللغة، فلغة الرواية حين تكون مترجمة تفقد الكثير من سحرها وزخمها . رغم ذلك من الجدير بنادي تواقة أن يخوض هذه التجربة  وأن يتعرف على أنماط مختلفة من الكتّاب و الروائيين بالرغم من بعض الصعوبات التي ستواجهنا في توفير الكتب و..

- معايير اختيار الكتب :
وضعنا عدة معايير لاختيار الروايات هذا الموسم:
1- التنوع الجغرافي حول العالم: أدب روسي-أمريكا الجنوبية- بريطاني-أوروبي...الخ
2- أن تتراوح القراءة بين الروايات الكلاسيكية والمعاصرة أيضاً.
3- قراءة كاتب على الأقل حاصل على نوبل.
4- الأخذ في الحسبان روائع الأدب التي لابد أن نقرأها.
رغم أن توفير الكتب ليس سهلاً أبداً لكننا سنحاول الإلتزام بهذه المعايير

-هدية تواقة :
الهدية كانت عبارة عن كتاب"حفلة شاي في قصر سندريلا" الصادر حديثاً لأروى خميّس عن دار نشر أروى العربية. والذي ترشح الأسبوع الماضي في جائزة إتصالات فئة كتب اليافعين.


- الكتاب القادم :
سيكون كتابنا القادم كتاباً إلكترونياً بعنوان:
اللامتناهي في راحة اليد
للكاتبة : جيوكوندا بيللي من نيكارجوا (أمريكا الجنوبية )
الترجمة : صالح علماني
وقد حصلت على جائزة بيبلوتيكا بريفي الاسبانية عام 2008 لتفردها وقدرتها على استحضار عوالم ما قبل العالم .

قراءة ممتعة
دمتن بحب حتى نلتقي

الأحد، 3 مايو 2015

اللقاء السابع- لنفتح الأبواب - حكاية حب

 
 
 
غازي عبدالرحمن القصيبي
دار الساقي
 
تاريخ اللقاء: 27 إبريل 2015
مديرة اللقاء: غادة جمجوم
 
هي المرة الثانية أو الثالثة التي نقرأ فيها في تواقة لكاتبنا الكبير غازي القصيبي يرحمه الله .. وبدأنا طبعاً بالحديث عنه وعن سيرته الأدبية والعملية وأدواره المتعددة:
- ولد عام ١٩٤٠ ودرس في المنامة ثم القاهرة ثم أمريكا ثم بريطانيا
- عايش الفترة الإنتقالية في الخليج و لمس اثر التحول من مجتمع (ما قبل النفط) الى مجتمع ( ما بعد النفط)
- عمل في مجال التعليم في جامعة الرياض و عمل في مكتب استشارات قانونية كتب عامود بشكل نصف شهري و أعد برنامج تلفزيوني اسبوعي عن المستجدات في العلاقات الدولية
- عاش تجربة الدراسة في الخارج وحصل على شهاداته (بكالوريوس-ماجستير-دكتوراه) ما بين مصر وأمريكا وبريطانيا  فعايش الحياة في دولة عربية و الانفتاح الإجتماعي و السياسي في الدول الأجنبية بالإضافة إلى معايشة الاختلاف الثقافي.
- عاش الحياة السياسية من خلال المناصب التي تولاها: وسواء كان وزيراً او سفيراً كان له دور في بلورة الوعي لديه  بقضايا الواقع العربي 
 - كان لديه احساس قوي بأهمية دور المثقف في تشكيل عنصر مغيّر للمجتمع
- من صفاته ككاتب: التحدي و المواجه والشجاعة في الطرح الأدبي بواقعية

أهم المناصب التي تولاها الدكتور غازي:


١- عميد كلية التجارة
٢- مدير مؤسسة السكة الحديد عام ١٩٧3
٣- وزير للصناعة و الكهرباء عام ١٩٧٥
٤- وزير للصحة عام ١٩٨٢
( في عام ١٩٨٤ تم إعفاءه من الوزارة ) بسبب قصيدة سيف الدولة الحمداني، وقد قال في احدى لقاءاته ان نشرها كان خروجاً على القواعد الإجتماعية و السياسية مم أدى إلى إعفائه.
٥- سفير في البحرين ( ٨ سنوات)
٦- سفير في بريطانيا ( ١١ سنة)
٧- وزير للمياة
٨- وزير للعمل.

 قال في احد اللقاءات ان خطه المهني كان معقداً جدا من الجماعة الى قطار فمحطة كهرباء ثم مصنع ومنه الى مستشفى ثم سفارة.

ما قيل عن غازي القصيبي

- ( أخط إسم غازي القصيبي ، وأشعر ان قلبي يقول ها انت امام مدخل مدينة المجددين
( معلمه الأديب الراحل عبدالله محمد الطائي)

-  القصيبي كان يريد نهضة مجتمعه ووطنه، وأن يرى الناس أن هناك عوالم أخرى، وأن هناك حضارات وقيم أخرى، وأن السبيل للنهضة هو بممارسة الفكر المتجدد والتجريب، من هنا كانت نجاحاته في كل منصب تقلده نجاحا متميزا، في الصناعة والكهرباء وفي وزارة

- سر غازي في شخصية غازي، كان الروح المحركة للمجتمع السعودي، ومن دونه ربما عاشت البلاد ردحا أطول من الرتابة التي اعتادت عليها. هو الذي فجر فيها الكثير من الأفكار والقضايا والجدل بشجاعة لا تبارى، في الاختلاف مع المتطرفين، أو مسائل التنمية والإدارة، أو في مقارعته للدعاية العراقية إبان محنة السعودية والكويت، أو في خروجه على المألوف الدبلوماسي بقصيدة سياسية عندما كان سفيرا لدى بريطانيا. …….. وهو عندما جاء إلى لندن سفيرا كتبت الصحافة البريطانية قصته عندما وقع في مسبح المياه أمام الجمهور الكبير الذي جاء على شرفه، وبعد أن خرج مبللا بالمياه، وقف أمامهم مرتبكا ومبتسما وقال: إنني هنا، أي كسفير، لأحرك المياه!
(عبد الرحمن الراشد)
 - قد نجد وزيرا ً بدلا ً عن غازي ..
وقد نجد سفيرا ً بدلا ً عن غازي ..
وقد نجد شاعرا ً بدلا ً عن غازي ..
وقد نجد روائيا ً بدلا ً عن غازي ..
وقد نجد قائدا ً وكاتبا ً ومتحدثا ً ، لكننا كيف نجد كل هذا في شخص واحد بديلاً عن غازي ؟
كيف نجد غازيا ً بدلا ً من غازي ؟
رحل آخر « الغزاة « المحترمين .. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجعل أعماله ، كل أعماله ، في ميزان حسناته .. آمين
( زياد الدريس)

من كلام غازي القصيبي

١- الإبداع هو إنعكاس التجربة وليس ضرورياً أن تكون تجربة حب، قد تكون تجربة جوع أو تجربة نضال أو تجربة شك أو تجربة يقين.
٢- يخطئ الذين يعتقدون أن الرواية مجرد سيرة شخصية
٣- الأزمة العربية الشاملة هي تخلف ، جهل ، تعصب، في مناخ مرتبط بعدم الحرية، و الحل ( تنمية ، تعليم ، تسامح في مناخ حر)
4- قدري ان أكون من المثقفين التجديدين.
5- لا مفر للموهوب الحقيقي من موهبته.
6- علاقتي مع السلطة علاقة انتماء.

قسمت مديرة اللقاء محاور الأمسية كالتالي:
 
أولاً: الأسلوب الروائي و العلاقات في الرواية ( الشخصية، الزمنية ، المكانية، خيالية):
تناقشت التواقات حول أسلوب الروائي المسترسل السهل العفوي العميق والذي يعتمد في هذه الرواية على الحوارات القصيرة والمتقطعة والذكية جداً..إحداهن قالت أن الرواية على قصرها كانت متحركة جداً كالإلكترون الذي لا يهدأ.
من خلال الحوارات ما بين البطل والشخصيات المختلفة نقرأ الأحداث ونتعرف على البيئة الزمانية والمكانية وملامح كل شخصية..
الشخصية الرئيسية ساخرة جداً، ذلك النوع من السخرية الذي يخفي في طياته الكثير من الرموز والمعاني.
الحوارات كذلك تشي بشخصية كل من في الرواية وتحمل أبعاداً ثقافية لكل منها، الأجنبي والعربي..الراهب والطبيبة النفسية، الممرضة والحبيبة...
تساءلنا كثيراً: هل كان غازي القصيبي يكتب نفسه؟ شذرات من حياته؟ قناعاته السياسية؟ هزائمه العاطفية؟ هل كتب غازي كل ماحدث أم كل مالم يحدث أم ما كان بينهما؟

آراء عن أسلوب غازي القصيبي في حكاية حب:

1- القصيبي يعرف كيف تُحبك الحكايا والقصص
2- حب و خوف ، انكسار وانتصار ، خيال و واقع ، وهم و حقيقة
3- حكاية حب مخادعة للقدر
4- لم ينقذ الوضع الا رشاقة حرف غازي
5- اللغة أكاديمية،
 انسيابية، وإطار السرد واسع.
6- الرواية ملغمة بالأسئلة الفلسفية
7- له اُسلوب أخاذ يعيش معه القارئ حاله نادرا وفريدة بين الواقع والخيال و الحقيقة و الحلم و السعادة و الندم، في الرواية تنوع لفظي حسب الشخص والمكان
8- ندخل من القصة و نخرج في الحلم يتذكر اللحظات السعيدة ويشعر بالندم يناقش رجل الدين يغازل ممرضة و في النهاية نضحك.
 
ثانياً: الرموز وأحداث الرواية:
قامت مديرة الحوار بتصميم خريطة ذهنية مقتبسة من أحداث الرواية وشخصياتها كالتالي:
 
وقد قسمت الخريطة إلى حاضلر وماضي وما بينهما: الروايات -اللاوعي- الخيال
وقد ضمنت في الحاضر شخصيات المستشفى وفي شخصيات الماضي ابنه وزوجتيه وروضة وبناتها وأمها، ثم رواياته، أحلامه التي كان يراها بعد أخذ المورفين، قصصه التي كان يحكيها للممرضة ويستشهد بها..
ما بين كل ذلك رموز لا تنتهي وخلط ما بين الحقيقة والخيال..وقد طلبت مديرة الحوار إيجاد أي روابط بين أي عناصر من المجموعات السابقة والحديث عن دلالاتها ومعانيها.
من أقوال التواقات حول ما سبق:
- لعل وجوده في المستشفى فقط هي الحقيقة ، ما سوى ذلك من حكاية روضة فهي مجرد هلوسات ما بين النوم والأحلام بفعل المورفين والمسكنات، لعل روضة مجرد امرأة رآها لمرة واحد كبائعة..وما سوى ذلك مجرد خيالات صاغها كأمنيات تمنى أن يعيشها..
- يمثل الذراع الأول الواقع ، بينما يمثل الذراع الثاني الفراغات التي تمنى أن يعيشها والتداعيات ما بين هواياته وعلاقاته وإنجازاته.
- هل روضة فتاة من "الغجر"؟ هكذا تساءلت إحدى التواقات وقد استشفت ذلك من حواراتها ، بناتها وأمها الملازمين لها.
- عاش بطل القصة حكايته من امرأة في عمر العشرين ثم فقدها وانغمس في حياته وانجازاته، هل كان يعيش سنوات شبابه بأثر رجعي في عمر الكهولة؟ هل بدأ حكاياته بعد أن انتهى شبابه؟ هل كان يفتقد المرأة في حياته فعاش زوجته التي ماتت في قصة روضه، وأمه التي ماتت أيضاً في زينب التي ولدتها روضة؟
-هل تتمنى النساء "دار سرور" كالرجل حيث لا حديث فيها عن أزواجهم أو أولادهم أو أعمارهم؟
- لم كانت تناديه بيا "رجل"؟ أكانت حيلة كما قالت تخادع بها القدر أم أنها لم تكن تريد تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية حتى لا تبدو قاطعة وفادحة وتنتهي؟
- ما دلالة رمز وجود أم روضة في القصة؟ ولماذا لم يكن يريد أن يعرف إن كانت زينب ابنته أم لا؟ هل الجهل أفضل من الخوف من الحقيقة؟
- حواراته الذكية جداً مع المرضة اتي تحملت سخافات مريضها، وحواراته مع نزلاء المستشفى حول قضايا عدة: دينية واجتماعية وسياسية ...كل ذلك في رواية لا تتعدى صفحاتها 120 صفحة..
- نوصي التواقات بقراءة رواية "رجل جاء وذهب " ورواية "الزهايمر" فهي تتحدق عن نفس الشخصيات وتستمر القصة دون أن يقول القصيبي شيئاً..
انتهى الوقت وعدنا محملين بكثير من الأسئلة المفتوحة والاحتمالات التي لم يجزم الكاتب بشأنها...
 
كتاب الشهر القادم:
لقاؤنا الأخير للموسم الثامن مع رواية من المغرب "جيرترود" لروائي المغربي"حسن نجمي"

قراءة ممتعة حتى نلتقي..








 



 
 


 
 
 
 

الجمعة، 3 أبريل 2015

اللقاء السادس- لنفتح الأبواب- سمراويت

 
حجي جابر
المركز الثقافي العربي
 
تاريخ اللقاء:30 مارس 2015
مديرة الحوار: فاطمة بادكوك
 
احترنا في التصنيف الجغرافي لروايتنا في هذا اللقاء ، هل تعتبر من الأدب الأفريقي أم السعودي؟  في النهاية أعجبنا هذا التمازج بين قارتين وثقافتين..
 
كانت أمسيتنا كالتالي:
التعريف بالكاتب والحديث عن اريتريا.  8:30-9:00
عن أسلوب الرواية وبعض الآراء. 9:00 – 9:30
طرح أسئلة النقاش. 9:30 - 10:15
التقديم للرواية الجديدة. 10:15 – 10:30
 
عن الكاتب والجائزة:
مامعنى كلمة سمراويت:

سمراويت، هو اسم أنثوي شهير في إريتريا وإثيوبيا، وهو هنا اسم شخصية رئيسية من شخصيات الرواية يغرم بها بطل القصة حين يلتقيها في أسمرا، لكن الاسم حتماً لا ينتهي عند هذه الفتاة، بل يتعداها لينوء بحمل كل ما تطرق إليه العمل عن إريتريا، فسمراويت هي الوطن بحضوره وغيابه، بجماله وبتلك اللحظات بالغة القسوة. والذين قرأوا العمل لاحظوا حتماً أن سمراويت الأنثى تلاشت في النهاية دون ضجيج من أجل سمراويت الوطن.
 كثير من التواقات علقن بأن رمز سمراويت "كوطن" لم يصل إليهن، كما قلن إن قصة الحب كانت مقحمة وغير مقنعة خاصة في بداية الرواية حين يصل للقارئ حب البطل لسمراويت بدون  مصداقية كافية، لكن بعد القراءة أكثر تصبح هذه العلاقة جميلة ومبررة: كلاهما نصفه أريتري والنصف الآخر ينتمي لمكان آخر، كلاهما يتشاركان في اكتشاف هذا الجزء الذي يشتركان فيه ويتمتعان بهذا الاكتشاف...كان حباً في الوقت والمكان المناسبين، لكن ماذا لو تزوجا؟ هل كان الحب سيستمر ؟
 
عن الكاتب: حجي جابر
حجي جابر، صحفي وروائي إرتري من مواليد مدينة مصوع الساحلية 1976 *حاصل على بكالوريوس علوم اتصال *عمل في الصحافة السعودية لسنوات *عمل مراسلاً للتلفزيون الألماني "دويتشه فيلله" في السعودية * يعمل حالياً كصحفي في غرفة الأخبار بقناة الجزيرة القطرية *حصلت روايته "سمراويت" على جائزة الشارقة للإبداع العربي 2012، يقيم حاليا في الدوحة بقطر.
 
عن جائزة الشارقة التي حصلت عليها الرواية:
تجدر الإشارة إلى أن جائزة الشارقة للإبداع العربي التي تصدر عن دائرة الثقافة والإعلام بإمارة الشارقة تهدف إلى مكافأة الأعمال التي تساهم في تشجيع الثقافة والتراثالعربي، الى جانب تحفيز المبدعين ودعمهم مادياً ومعنوياً، والمساهمة في رفد حركة النشر العربي بإصدارات لأعمال إبداعية في حقول متعددة، عبر التكفل بطباعة جميع الأعمال الفائزة بمراكز الجائزة، وقيمة مادية تقدر بستة آلاف دولار للمراكز المتقدمة،مع الاحتفاظ الجائزة لنفسها بحقوق الطبعة الأولى من هذه الأعمال.
 
رأي الكاتب عن روايته في بعض المقابلات الصحفية:


الرواية ليست سيرة ذاتية على أي حال، لكنها تلامس كثيراً مما عشته أو عايشته في جدة وأسمرا"، وتابع "بطل الرواية يشبهني لكنه شخص آخر، استفدت في تشكيله من حيوات كثيرة شاهدتها أو سمعت عنها".
وفيما يتعلق بمدى اعتبار الرواية نوعاً من الأدب الإفريقي قال حجي "يسعدني تصنيف الرواية ضمن الأدب الإفريقي المكتوب بالعربية، وهذا أمر لا يحمل تناقضاً، فالعربية لغة رسمية في إريتريا، والوجود العربي قديم في اريتريا قدم الإسلام، فمصوع مدينتي الساحلية كانت بوابة هذا الدين الذي حُمل على أشرعة المراكب التي أقلّت الصحابة الهاربين بدينهم إلى الملك العادل، وأن تصدر "سمراويت" بالعربية، فيه تأكيد على الجانب العربي الأصيل من إريتريا".
 سمراويت عمل أول، كتبته بروحي لكن بأيد مرتجفة بعض الشيء. أحبه كثيرون، لكني في المقابل جنيت من ورائه دروساً هائلة في الكتابة، استثمرتها في مرسى فاطمة.
•ما الذي يدفعك للكتابة؟
أنا كاتب مغرض، وغرضي هو إرتريا. أعرف أني هنا أصطدم بالذين يفضلون الأدب خاليا من شوائب السياسة. لكني لا أستطيع أن أترك هذا الكم الهائل من الآلام خلفي. كل ما أستطيع فعله هو أن أكون أكثر حرصا على ألا يطغى غرضي على جماليات الكتابة، على ألا أحوّل أعمالي لمناشير سياسية. غير ذلك ستظل إرتريا أمامي وخلفي كلما اقترفت فعل الكتابة. يلي ذلك حالة المتعة التي اكتشفتها وأنا أؤدي غرضي. الكتابة تصنع عالما موازيا نكون نحن أصحابه. أولسنا نتمنى دائما أن تطاوعنا الأشياء؟ أن تسير على هوانا؟ أن ترسو الأمنيات في شواطئنا؟ في الكتابة يحدث كل ذلك لنصبح نحن أسياد اللعبة.
 


•ما الفرق بين أن يكتب الكاتب من خلال هويته و ظروفه الخاصة و بين الكتابة من هوية مختلفة تماما؟
برأيي أن الجميع ينطلق من هوية ما في الكتابة، أيا كانت تلك الهوية. قد تكون الوطن في حالتي، وقد تكون أمراً آخر في حالات الآخرين. نحن نكتب لنعالج عطبا أصاب أرواحنا بشكل أو بآخر. روحي معطوبة من جهة إرتريا، وحتى تبرأ تماما سأظل ألتفت لوجعي. أما إذا كنت تقصدين الفرق بين الكتابة عن مكاني وأمكنة الآخرين، فأنا لا أجيد الكتابة عن بعد، وأنا هنا أقصد بالبعد مدى إحساسي بالمكان. هناك من يتساوى لديه الاحساس بمكانه وأمكنة الآخرين، لذا يتقن الكتابة عنهما بذات المستوى، وأنا أغبطه على ذلك بالطبع.

 

•تبرز جدة في عملك بشكل كبير. إلى أي مدى حضرت حياتك الحقيقية في «سمراويت» وأنت أحد سكان هذه المدينة بالفعل؟
ساعدني هذا كثيراً، ولولا هذه الرابطة الوجدانية بجدة لما استطعت الكتابة عنها بشع وحب وكراهية حتى. أعشق جدة ولا أتصور نفسي بعيداً عنها لوقت طويل. هنا مقابرعائلتي، وهنا الصحب والرفاق والحكايات التي لا تنتهي. لكن هذا كله لا يعني أن العمل هو سيرة ذاتية محضة. هو خليط من كل شيء رأيته، أو عشته، أو سمعت عنه، إضافة لما تخيلته بالطبع.
 
عن أريتريا:
دولة أفريقية عاصمتها أسمرة. يتحدث الكثير من سكانها العربية، يحدها البحر الأحمر والمحيط الهندي شرقا والسودان من الغرب، إثيوبيا من الجنوب، وجيبوتي من الجنوب الشرقي. يمتد الجزء الشمالي الشرقي من البلاد على ساحل البحر الأحمر، مباشرة في مواجهة سواحل السعودية واليمن .
اسم إرتريا مشتق من التسمية اليونانية للبحر الأحمر سينوس إرِتريوم وتعني البحر الأحمر،
في شهر رجب من العام الثامن قبل الهجرة سنة 614 م كانت الهجرة إلى الحبشة البعثة الإسلامية الأولى وهناك على أرض مصوع أو (باضع) كما كان يطلق عليها العرب قديما، هناك قام الصحابة ببناء أول مسجد في الإسلام المسمى بمسجد رأس مدر. ومصوع هي بوابة دخول الإسلام في أفريقيا.
ينتشر الدين الإسلامي والمسيحية بين سكان اريتريا كما أن اللغتين الأكثر انتشاراً هما التيغرينية والعربية وتتشابه التيغرية إلى حد بعيد في جذورها مع العربية.
تساءلنا هل طُبعت الرواية في أرتيريا أيضاً؟ هل بيعت هناك بالعربية؟ هل تُرجمت؟ هل يهم الناس هناك أن يقرأوا عن شاب أريتري سعودي؟
هل كان لها أي حضور في المشهد الأدبي الأرتيري؟
 
عن أسلوب الرواية:

آراء بعض النقاد في الرواية:
 
•أشرف فقيه
سمراويت رواية عن إريتريا كتبها إريتري مغترب.. وهي مع ذلك يجب أن تُقرأ في السعودية. لأنها تستمد من جدة نصف روحها ونصف قصتها. وحجي جابر، مثلما كتب قبله معتز قطينة ومثلما سيكتب آخرون، يستحضر ملامح حياة موازية هي جزء من التركيبة التي تشكل السعودية اليوم وشكّلت جدة منذ الأزل.
 
محمد ديريه
تخليد للقصيدة على ضفتي البحر الأحمر .. كل فصل من سمراويت يبدأ بمقطع موسيقي باذخ للمرحوم محمد الثبيتي رحمه الله، والفصل الذي يليه يستهل بموسيقى باذخ للعذب الزلال محمد مدني الشاعر الإريتري ذي الجرس اللغوي الخاص به..
 هنا عمل سيتذكره الإريتريون الناطقون بالعربية لأجيال عديدة.. منها أنه الوحيد الذي تكلم باسمهم جميعا ولملم خيوط الحكاية باقتدار.. هذا عمل يصبو لجمع شتات الكثيرين.
يؤخذ على العمل أنه كتب بلغة تقريرية صحفية أفقدته جزءا من الشاعرية التي كان يجب أن يتكئ عليها الكاتب حنينا وصوت ناي.
ووجود بعض الحشو الزائد -المبرر- في ظروف كثيرة, وأتفهم شخصيا هذا الشيء ما دام العمل بمجمله رسائل من تحت الماء لشعب في كل بقاع
ا الدنيا.
أما عن رأي التواقات في الرواية:
قالت البعض أن المراوحة في البيئة المكانية في الكتابة بين أرتيريا وجدة كفصول متعاقبة لم يكن مريحاً في القراءة وإن كان هذا الأسلوب متبع في كثير من الروايات التي قرأناها، لكن الفرق أن الفصول هنا قصيرة وتنتهي قبل أن تأخذ البيئة المكانية أجواؤها وتأثيرها .
لغة لكاتب جميلة وبسيطة وقضيته كانت واضحة وإنسانية، انبثق سؤال هنا: لماذا أغلب الروايات العربية لابد أن تحتوي على قصة حب ؟ أهي طبيعة القلم العربي الذي يحفل بالعاطفة؟ أم أنها طريقة للحديث عن قضية لا يتحدث عنها المجتمع علانية؟ لماذا هناك كثير من الروايات الأجنبية تدور حول قضايا معينة وعلاقات إنسانية دون الزج بعلاقة حب إن كان السياق لا يحتاج إليها؟  
 
 
محاور للمناقشة:
هل ممارسة الدين في مكان ما يجعلنا نشعر به بإحساس آخر؟
"تذكرت جدتي وهي تصر أن إسلام أريتريا أجمل،كنا نناكفها فتعجز عن مجاراتنا دون أن تغير رأيها"
تحدثت التواقات عن اختلاط ممارسة كثير من الطقوس بالعادات والتقاليد مما يجعل لهذه الطقوس نكهة مختلفة مثل العيد ورمضان مثلاً، على الصعيد الآخر فإن البعض قلن أن ممارسة الدين بعيد عن أي عادات وتقاليد له خصوصية واقتراب أكثر من جوهر الطقس ذاته ، كصلاة العيد خارج المملكة والصلاة أو الصوم بعيداً عن العائلة والمجتمع.
تحدثنا عن العمارة في بناء الكنائس والمساجد والفرق بين الاحساس بالروحانية والقداسة ،  هل الأبنية الدينية المعتنى بها نتيجة أغراض هندسية فقط؟ أم أنها بهذه الطريقة تعطي إحساساً روحانياً أقوى ؟ لماذا إذن يحرص الصوفيين مثلاً على الأماكن البسيطة الغير متكلفة لاستحضار الشعور الروحاني والتخفف من الدنيا؟
 
هل حقاً ينبع الإبداع من رحم الألم؟
"أعتقد أن مجموع المعاناة وحب المعرفة واتخاذ قدوة جعل مني الرجل الذي يجلس معكم اليوم"
ظروف أخرى مصاحبة تُطوّر الإنسان وتصقل إبداعه أو مواهبه ، وإلا ماهو عدد اللذين يعانون في العالم ولماذا ليسوا كلهم عظماء ومبدعين وبالمقابل هناك الكثير من المبدعين اللذين لم يعانوا على المستوى الشخصي بل كانوا يحملون هماً فكرياً واجتماعياً.
تساءلنا أيضاً هل الوعي الأدبي يرتبط بالسياسة؟ بالثورات؟ بالحروب؟ لعل ذلك ملاحظ بشدة في الأدب العربي لما تمر به الأمة دوماً من صراعات مختلفة تولد هماً يعبّر عنه بالأدب ويكون لا محالة جزءاً منه.

 
للوصول الى التوازن الفكري هل لابد من المرورعلى النقيضين؟؟ و ما الذي يدفعنا الى الانتقال من نقيض الى آخر؟؟
"ثلاثة أعوام فقط قضيتها في كنف الطواعة، احتجت بعدها إلى أعوام طويلة كي أتعافى من كل ما لحق بي"
كيف نعرف ماهو الوسط والتوازن؟ ماهو المعيار؟
ليس الأمر بالمرور على النقيض قبل الوصول للمنتصف ولكنه توجه صحوي بدأ في المجتمع السعودي بعد حادثة جهيمان عام 1980 وكان هذا التيار الصحوي على أشده بين 1407-1417 هـ ،  هذا ما جعل إحدى الحاضرات تتسائل: أهي نوع من "الموضة" الفكرية أن يتحدث الشخص عن تجربته في التيار الصحوي كما هو حاصل الآن ،وفي الواقع هي ليست موضة بقدر ماهي تجربة تكاد تكون مشتركة لدى الجيل الذي عاصر هذه الفترة بكل تداعياتها وتأثيراتها.
أما كيف يتغير الإنسان، أو بعبارة أخرى لماذا تغير المجتمع بشكل جماعي فلأن سياسة الدولة وأيدولوجياتها تغيرت.
 


هل علاقتنا بالمدن تحددها التوقعات أم العمر، ام الاستعداد النفسي أم روح المدينة ذاتها أم هل هي تجاربنا السابقة؟؟ ما هي المدينة التي زرتها ووقعت في غرامها و الشيء الذي قالته لك أنت شخصيا؟؟ "المدن كالأحلام، وما يبهرك في مدينة ما ليس روائعها السبع، أو السبع سبعين بل الجواب الذي تعطيه على أحد أسئلتك"
إن كنت تريد أن تسمع صوت المدينة وتكتشف جوهرها اكتشف ما يميزها، خصوصيتها ، شوارعها، أرصفتها، قهوتها، وتلك الأسرار الصغيرة الي لا تمنحها للسياح عادة.. من أقول التواقات:
رولا بادكوك:
أحببت نيوبورت بيتش في كاليفورنيا، مدينة تحتضن كثير من المتقاعدين، صوتها فيه سلام وهدوء وأتمنى أن أعيش فيها مع أحفادي حين أكبر
داليا تونسي: لم أكتشف سنغفورة والتي هي مدينة كبيرة ومتمدنة جداً إلا حين ركبت التُكتُك ..ورأيت التنوع والتعايش بين الثقافات والأديان المختلفة بين البسطاء من الشعب، سمعت وقتها صوت سنغفورة.
هناء حسنين: وجدت روحي في لندن بعد أن زرتها بعد غياب طويل، ثمة صوت أسمعه واكتشفت أنه صوت ذكريات مراهقتي حين كنا نزور لندن كثيراً.
أمل حميد الدين: عشت في لبنان فترة طفولتي وجزء من مراهقتي، تركناها للحرب وذهبنا للأردن ثم للرياض ثم لجدة..لكل مدينة صوتها ، لكن صوت بيروت مختلف..


 
ما الذي يجعل الجداوي جداوي؟ و هل اختلف معنى الجداوي قديما عن ماهو الان؟ و ماذا تكسب جدة سكانها بحيث يحبونها هذا الحب الجم؟؟"شكلك جداوي..كثيراً ما سمعت هذه الملاحظة بمجرد أن أنطق، لم تكن جدة تحتاج أكثر كي تتبدى في لغتي وفي نبرة صوتي بل وفي ابتسامتي"
جدة من أكثر المناطق احتضاناً لكل الاختلافات والثقافات في المملكة إلا أن ذلك جعل لها أيضاً بعض المواصفات: فالجداوي بغض النظر عن أصوله يشعر أنه جداوي أكثر من كونه سعودي، برغم أن جدة متقبلة للاختلافات إلا أن فئة كبيرة من سكانها يشعروا أنهم من منطقة حضرية وهذا يخلق نوعاً من العنصرية الخفية أو الظاهرة أحياناً مع المجتمعات القبلية السعودية.
ولأنها تحتضن كل الاختلافات فلم يكن هناك نظرة مختلفة إلى أي عربي من أي منطقة كالفلسطيني واليمني خاصة إذا كان لفترة طويلة يعيش في جدة، ظهرت هذه الاختلافات بشكل واضح أيام حرب الخليج وذلك بسبب مواقف سياسية ولازالت تداعيات تلك الفترة حتى الآن..
 
كتاب الشهر القادم:
عدنا ثانية للأدب السعودي ورواية للدكتور غازي القصيبي رحمه الله:
 " حكاية حب"..
 
قراءة ممتعة حتى نلتقي
 
 


 

الجمعة، 6 مارس 2015

اللقاء الخامس- لنفتح الأبواب- بين القصرين



نجيب محفوظ
دار الشروق


تاريخ اللقاء: 2 مارس 2015
مديرة الحوار: راوية الأحمدي
 
طالما أن موسمنا عن الرواية فقد كان لابد لنا من قراءة رواية من روايات عميد الرواية العربية الحاصل على نوبل: نجيب محفوظ
كانت محاور أمسيتنا كالتالي:

من هو نجيب محفوظ:

¢نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا .
¢ولد 11 ديسمبر 1911 م القاهرة ، توفي 30 اغسطس 2006 م القاهرة و كان عمره 94 سنة .
¢روائي مصري أول عربي حائز على جائزة نوبل في الأدب .
¢ أول مقال له 1930 قبل أن يبلغ العشرين من عمره ( احتضار معتقدات و تولد معتقدات )
¢ألتحق بجامعة القاهرة 1930 ليسانس الفلسفة.
¢رسالة الماجستير عن جمال في الفلسفة الإسلامية.ثم قرر التركيز على الأدب.
¢عمل في عدد وظائف حكومية في وزارة الأوقاف و وزارة الثقافة.
¢اخر منصب حكومي رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما 1966/1971م.
¢بعد التقاعد عمل أحد كتاب مؤسسة الأهرام .
¢تزوج 1952م.


رواياته:


¢له أكثر من سبعين رواية .
¢بدأ في كتابة القصص القصيرة في مجلة الرسالة في عام 1939 م .
¢روايته الأولى ( عبث الأقدار ) واقعية تاريخية ثم توالت الروايات .
¢معظم رواياته واقعية اجتماعية نفسية ثم اتجه إلى الرمزية مثل : ( الشحاذ ) (أولاد حارتنا ) التي كانت سببا في محاولة اغتياله .
¢و رواياته تمثل مرآة للحياة السياسية و الاجتماعية في مصر.
أشهرها :
1) بين القصرين 1956 م .
2) قصر الشوق 1957 م .
3) السكرية 1957 م .
¢وبعد الثلاثية دخل حالة صمت وانتقل من الواقعية الاجتماعية والسياسية الى الواقعية الرمزية .
¢بدأ نشر روايته أولاد حارتنا في عام 1959 م و تعتبر هذه الرواية مع الثلاثية السابقة سبب في فوزه بجائزة نوبل للأدب كما كانت السبب للتحريض على قتله وقد طبعت هذه الرواية في بيروت عام 1967م بسبب منعها في مصر ، و أعيد طباعتها 2006 في مصر.
¢وتعتبر الثلاثية أفضل رواية عربية في تاريخ الأدب العربي حسب اتحاد كتاب العرب .
¢يركز نجيب محفوظ في السرد الروائي على النمط الانساني لا على العقدي ، ويعتمد على التحليل النفسي و الاجتماعي بلا ميلودراما .
¢يقدم لنا حياة حية مشهودة في فترة زمنية في مصر كأننا نعيش فيها في الأحداث و الصور السائدة في العمارة و المنزل و الملابس و الموسيقى و الغناء و التقاليد الاجتماعية مع السياق الاقتصادي .
يرسم كل نموذج انساني وتناقضه الداخلي العميق و أبعاده النفسية و الموضوعية المستقلة عن النماذج الأخرى.
¢و قد تأثر بالمدرسة الواقعية الفرنسية و مدرسة الروائيين الانجليز .

نقاده :

- أول ناقد له مغمور : محمد جمال الدين درويش
في مقالة انطباعية ( عبث الأقدار ) 1939 م . 
- من أوائل النقاد المؤثرين له : سيد قطب
حيث نقد رواية ( كفاح طيبة ) 1944 م ، هي أول مقالة نقدية مهمة للرواية ، ومن كثر إعجابه بها طلب أن تُوجد في كل بيت مصري.
طه حسين : الذي علق على رواية ( بين القصرين )
"أتاح للقصة أن تبلغ من الاتقان و الروعة ومن العمق و الدقة ومن التأثير الذي يشبه السحر لم يصل إليه كاتب مصري قبله ."
¢و قد قال الناقد الطاهر العراقي : لقد سعت الجائزة إلى نجيب محفوظ ولم يسعَ إليها فأختارت مكانها الصحيح هذه المرة .وهو يتسلم جائزة نوبل:

 بعد هذا العرض لسيرة نجيب محفوظ وحياته وإنجازته تناقشت التواقات حول مفهوم التكريم من الخارج والآراء التي أثيرت حول هذه القضية والتي تدعم نظرية المؤامرة والتي تفترض أن نجيب محفوظ أرضى جهة "خارجية" في كتاباته من حيث كونها ضد الدين وتنقد الوضع الاجتماعي لذلك حصل على نوبل.تعرّض بعد حصوله على الجائزة كما هو معروف لمحاولة اغتيال كرد من بعض التيارات المعارضة والمؤيدة لنظرية المؤامرة الغربية. 
في هذا السياق تحدثنا كذلك حول الفترة الزمنية التي حصل فيها نجيب محفوظ على نوبل والتي كانت تمثل عز انتشار الأفكار الصحوية ، ماذا لوحصل نجيب محفوظ على الجائزة الآن، هل ستختلف ردود الأفعال؟
لماذا حصل نجيب محفوظ على نوبل؟ أهي بسبب قدرته على تسجيل وتوثيق الحياة الاجتماعية السياسية والفكرية في مصر عبر إطار محكم من الحكايات والحوارات والشخصيات والأحداث الواقعية والرمزية؟
من المواضيع التي أثيرت بين التواقات أيضاً : علاقة الأدب بالسلطة..من منهما يؤثر في الآخر؟ ماهي مهمة الأدب في المجتمعات؟ هل على السلطة أن تحمي أيدلوجياتها عبر التأثير في الأدب؟ هل الأدب يؤثر في وعي المجتعات بطريقة مباشرة أو غير مباشرة؟ السلطة- المؤسسة الدينية- الفن والأدب..مالعلاقة بين أضلاع هذا المثلث في المجتمعات؟
 
محاور للنقاش:
 
1- المرأة و الرجل الزوج و مفهوم الطاعة:
 أنا رجل ، الآمر الناهي ، لا أقبل على سلوكي أية ملاحظة ، وما عليك إلا الطاعة ، فحاذرى أن تدفعيني إلى تأديبك ”
وقر في نفسها أن الرجولة الحقه و الاستبداد و السهر إلى ما بعد منتصف الليل صفات متلازمة لجوهر واحد .
 
تحدثنا عن قدرة نجيب محفوظ في رسم الشخصيات حتى تبدو كأنها حقيقية، سي السيد وأمينة صارا شخصيتين موجودتين في وجدان الشعوب العربية، الأسئلة التي طرحت ونوقشت: هل أمينة كانت سعيدة؟ هل كانت تعرف شيئاً آخر غير نمط الحياة الذي تعيشه والتي كانت تعتقد أنه هو الوحيد أو الأصوب؟ من أين أتت أمينة بكل هذا الاتساق مع واقعها والرضى بينما هي في رأينا امرأة مسكينة تسلط عليها زوجها، هل كانت تستمتع بتسلط زوجها عليها؟ من هو أكثر حرية القلِق الذي يبحث باستمرار أو التي تعيش روحه في رضى وبساطة؟ ألا يوجد نموذج أمينة في كل مكان؟ هل يمكن تطبيق نموذج سي السيد كسلطة حكومية؟ وهل الشعب وقتها يمثل أمينة بكل سلبيتها وخضوعها؟
 
2- الرجل والمرأة العشيقة:
 


قالوا لي إنك زير نساء وعبد شراب
فتنهد بصوت مسموع يذيع به ارتياحه و قال :
- حسبته ذمًا و العياذ بالله
- ألم أقل لك إنك رجل قارح فاجر ؟!
- هي الشهادة لي بأني حزت القبول إن شاء الله
فرفعت المرأة رأسها في غطرسة وقالت :
- بعدك ! .. لست كمن عرفت من النساء .. إن زبيدة معروفة بعزة النفس ودقة الاختيار
و قال بطمأنينة :
عند الامتحان يكرم المرء أو يهان .
 
كان سي السيد خائناً ولكنه كان يجد مبررا لخيانته دائماً، وضع هذا المبرر وصدقه وعاش به والذي يعتمد على أن خيانته لا تؤذي أحداً، كانت لغته وتعامله مع النساء خارج إطار سلطته (زوجته وبناته) مختلفة جداً، لعل النساء خارج سلطته يشكلن له نوعاً من التحدي والإثارة.
ماهو مفهوم الخيانة؟ وهل لها مبرر؟ من يتحمل خيانة الزوج ولم المجتمع دوماً يحمّل طرفاً آخر غير الزوج؟ هل يمكن تحميل أمينة مسئولية خيانة سي السيد؟
 
3- الرجل الابن والمرأة الأم:

ياسين ! .. ابني ! .. كيف أصدق عيني ؟! .. ربي .. صار رجلا ..
......... إلخ
لكنه على حرارة استقبالها لم يجد رغبة للارتماء في حضنها او تقبيلها . 
نوقش الفرق بين الأم والوالدة، لمن فيهما الحب؟ هل هو شيء ينمّى؟ يطلب؟ يربى عليه الأولاد؟ هل حب الآباء يشكل نوعاً من رد الجميل لهذا لم يكن ياسين يحب أمه؟

4-المرأة الأخت:

 تحركت طبيعة خديجة الساخرة فقالت : ما أكثر ضحاياك لو صدقت فيما تروي من أخبار لما أبقيت على أحد من أهل النحاسين حيًا .. ماذا تقول لربنا لو حاسبك على أخبارك هذه ؟!
ووجد في خديجة مهاجمًا يقدر عليه ، وكعادته كلما ارتطم بسخريتها راح يعرض بأنفها قائلاً :
- أقول له إن الحق على منخور أختي
فقالت الفتاة وهي تضحك
- من بعض ما عندكم .. ألسنا في البلوى سواء !
 
كانت العلاقة بين الأخوة بناتاً وأولاداً في الرواية جميلة، رغم السخرية اللاذعة بينهم إلا أن العلاقة كانت دافئة، هل كان ذلك بسبب الأم ودفئ تعاملها وعلاقتها الفياضة مع الأبناء؟ ماذا لو كانت الأسرة مفككة هل سيؤدي هذا إلى تجمّع الإخوة مع بعضهم أكثر أم إلى تفرقهم؟
 
5- المرأة والمراهقة والحب:
غادرت الأم المشربية وتبعتها خديجة ، على حين تلكأت عائشة حتى خلا لها الجو فأنتقلت إلى جانب المشربية المطله على بين القصرين .....



الحب احتياج خاصة في مرحلة المراهقة، في مجتمعنا لا يوجد أي قنوات للحب أو التعامل بين الجنسين إلا بشكل مخفي وسري بينما حتى في المجتمعات القبلية كانت فكرة الحب متقبلة وواردة جداً وغالباً ما كانت تنتهي بالزواج.
تحدثنا عن جمال وبراءة المشاهد في الرواية والتي كان المراهقين يتبادلون فيها الإعجاب من النوافذ والشرفات، وتحدثت تواقاتنا عن عدد من ذكرياتهن وقصصهن في هذه الفترة :-)

6- أدوار الإنسان والإتقان:

كما يعمل فيتفانى في عمله ، ويصادق فيفرط في مودته ، ويعشق فيذوب في عشقه ، و يسكر فيغرق في سكره . مخلصًا صادقًا في كل حال ، هكذا كانت الفريضة حجة روحية يطوف فيها برحاب المولى ، حتى إلى انتفل من صلاته تربع و بسط راحتيه وراح يدعو الله أن يكلأه برعايته ويغفر له و يبارك في ذريته وتجارته .
 
هل يمكن أنسنة المجرم؟ أو تجريم الإنسان؟ ماالحد الفاصل بين الطبيعي والمثالي؟ لماذا يسعى الإنسان للنموذج المثالي رغم أنه لا يوجد ، ومن يضع "النموذج"؟ متى يميل الإنسان إلى أحد الجانبين وكيف يمكن قياس هذا الميل ؟ كان التطرف أو التناقض في شخصية سي السيد متسق ولم تظهر الرواية أي نوع من الصراع النفسي، هل كان ذلك التناقض متقبلاً في المجتمع كنموذج لذلك لم يسبب له أي صراع أو تساؤل؟
كتابنا المقبل:
سمراويت وهي رواية للكاتب السعودي الأرتري : حجي جابر
الرواية حاصلة على جائزة الشارقة للإبداع العربي 2012
قراءة ممتعة حتى نلتقي