الجمعة، 27 ديسمبر 2013

اللقاء الثالث-حوجن

حوجن
إبراهيم عباس
يتخيلون ٢٠١٣

تاريخ اللقاء: ٢٣ ديسمبر ٢٠١٣
مديرة الحوار: هناء حسنين
ضيوف اللقاء: إبراهيم عباس-ياسر بهجت


مرحبا بضيوفنا:

كانت أمسيتنا مختلفة، ليس لأننا فقط سنناقش الكتاب الذي أثار جدلاً مؤخراً "حوجن" بل لأن تواقة استضافت الشريكين أصحاب يتخيلون: كاتب الكتاب "إبراهيم عباس" وشريكه مترجم النسخة الإنجليزية: "ياسر بهجت"۔۔وهنا القليل عن ضيفينا وشركتهما 
و....حوجن 

حوجن:
صادرة عن "يتخيلون" 2013، رواية حوجن اليوم هي الأعلى مبيعاً في جرير وڤيرچن وبوكاتشينو، ولا تزال مبيعاتها في ازدياد، ترجمت للغة الإنجليزية وحازت على إعجاب الكثيرين من قراء أدب الخيال العلمي، من ضمنهم فائزون بجائزة النيوبيلا العالمية لكتابة الخيال العلمي. وصلت للكاتب آلاف (نعم آلاف) الرسائل التي يقول أصحابها أنها أجمل رواية قرأوها، وأنهم لم يستطيعوا تركها إلا بعد إنهاء قراءتها في جلسة واحدة!

إبراهيم عباس:
كاتب رواية حوجن۔۔خريج هندسة كمبيوتر، عمل مسوقاً في شركة بروكتر آند جامبل ومدير مبيعات في شركة فوكس ، أسس شركة خاصة عام 2006 استمرت سبع سنوات ثم قابل صديقه ياسر بهجت وأسسا معاً رابطة الخيال العلمي "يتخيلون" وكانت رواية "حوجن" أولى الأعمال، يصف إبراهيم نفسه بأن لديه "شغف مزمن يتوقد كلما حقق حلماً ليختلق له أحلاماً جديدة، ويستمر باستمرار أنفاسه".
ياسر بهجت:
شريك مع إبراهيم في يتخيلون، خريج هندسة كمبيوتر تخرج من جامعة سينجيولاريتي للتقنيات المستقبلية في مركز أبحاث ناسا بسيلسكون فااي،أسس عدة شركات في مجالات مختلفة من تقنية معلومات ورياضات إلكترونية وتقنيات النقل، مهتم جداً بالخيال العلمي ونشره من خلال الأعمال بطابع عربي.
يتخيلون:
هي شركة أسسها إبراهيم وياسر معاً، قائمة على فكرة الخيال الذي هو أساس كثير من الإختراعات والنتاج العلمي، يقول ياسر: الدول التي ترتفع فيها الإصدارات التي تعتمد على الخيال وتغذيه كالقصص والروايات والأفلام والألعاب يرتفع فيها أيضاً النتاج العلمي، وعند النظر إلى الدول العربية نجد أن النسبة منخفضة في الجهتين، حقيقة نحن لا نعلم هل الخيال هو أساس العلم أم أن العلم يغذي مزيداً من الخيال، كل ما هو واضح أن هناك ارتباط بينهما۔۔يتخيلون اسم على هيئة جملة فعلية وهي تدعم هذه الفكرة۔


بعد هذه المقدمة التعريفية كنا نسأل ضيوفنا سؤالاً ثم نعود للعضوات بسؤال آخر :


·مالدافع وراء كتابتك للرواية؟ و هل تصنف نفسك كاتباً ؟ كيف جاءتك فكرة كتابة حوجن؟


·   إبراهيم: كثير مما ورد في الرواية له أصول في موروثي الثقافي، بدأت بكتابة حوجن حلقات متتالية على الإنترنت، لم أكن مخططاً ماذا سيحدث۔۔لكن متابعي حوجن على الإنترنت كانوا ينتظرون الحلقة الأسبوعية، شجعتني زوجتي على إكمالها، كنت أستمتع وأنا أكتبها،
· إبراهيم: أكره أن أصنف كاتباً أو روائياً ، يزعجني ذلك لأنني كتبت بشكل غير مقصود۔۔ثم إن الكتابة حالة، وليست تصنيفاً۔۔إن كنت سأصنف فأنا أحب أن يقال عني أني ممتع وتثير كتاباتي الخيال، علقت التواقات أن هذا ليس تصنيفاً فكان رد إبراهيم: ذلك كمن يأتي بنوع جديد من الفاكهة ليس برتقالاً ولا تفاحاً ولا أي نوع معروف، أحب أن أكون أنا وكتاباتي هذا النوع الجديد الغير مألوف من الفاكهة۔
· ياسر: يصنف الكاتب كاتباً إذا كان يكسب من عمله ويدخل له منه دخلاً يمكنه من أن يعيش.


  • متى يسمى الكاتب كاتباً؟ وهل من حق أي شخص أن يكتب ؟


  • رداً على كلام ياسر تناقشت التواقات حول وضع الكتب والكتّاب هنا وفي العالم الغربي، لا يمكن في عالمنا أن يكسب الكاتب دخلاً معقولاً من كتاباته فقط وذلك بسبب سياسات النشر أو وضع العالم العربي بالنسبة للقراءة وشراء الكتب و متوسط عدد النسخ المطبوعة عادة من الكتاب۔ 
  • كان هناك اتفاق بين ياسر والعضوات حول معيار النشر وكيف أنه في العالم الغربي مختلف، يظل الكاتب يبحث كثيراً عن دار نشر تقبل بنشر أعماله ، لا تقبل دور النشر بسهولة لأنها ستدفع للكاتب مقدماً ولأنها ستصرف علي تسويق الكتاب ،لعل ذلك يضع معياراً للعمل وبالتالي لمسمى كاتب، عكس العالم العربي والذي بإمكان أي شخص كتابة أي كتاب ثم نشره خاصة إذا ساهم بماله في تكاليف النشر۔ 
  • نهلة: من حق أي أحد أن يكتب، لو حقق الإستمرارية واستطاع أن يحتفظ بنجاحه سيطلق علي اسم كاتب، هنا نعود لبداية السؤال مرة أخرى: "من" أو "ما" الذي يطلق على الكاتب اسم كاتب: جمهوره؟ عدد مبيعات كتبه وطبعاتها منه؟ قيمة الكتاب؟

·   كم عدد مبيعات حوجن؟ من جمهوره؟ هل هناك أي خطط مستقبلية بشأنه؟ هل هو ظاهرة وترند جديد في الكتاب العربي؟ هل حوجن النسخة السعودية من هاري بوتر؟ ما رأي الشباب اللذين قرأوا الرواية؟
· وصلت مبيعات حوجن حوالي 25 ألف نسخة قبل أن تحدث الأزمة وإيقاف بيع الرواية في المكتبات ، كما حكى لنا ياسر وإبراهيم عن التوفيق الإلهي في بيع الرواية  والذي لم يكن مخططاً له أبداً، كان ذلك لأول مرة في مؤتمر تيدكس إذ طبعا فقط ألف نسخة ، تم بيع جميع النسخ وبدأ التدوال والحديث عن الرواية على مواقع التواصل الاجتماعي، وبعد أن قبل جرير في البداية بثلثمائة نسخة فقط تحت الضغط ، صارت النسخ تنفذ بسرعة  ويطلب منهما جرير طباعة نسخ إضافية مما زاد عدد المبيعات ، كما كانت حفلة توقيع كتاب حوجن في فيرجن من أكبر حفلات التوقيع حضوراً وأكثرها مبيعاً۔
·  واضح أن جمهور الكتاب كان من العمر الشبابي صغير السن وبالأخص طالبات المتوسط والثانوية، يقول ياسر أن جمهور الكتاب من البنات حوالي 80%،  استضفنا في تواقة 4 فتيات ممن قرأن الرواية: رهف وسديل في الثانوية، ومريم وأسيل من المتوسطة وكلهن قلن أنهن استمتعن بقراءة الرواية وأعجبن بها كأول كتاب أو رواية عربية مشوقة ومليئة بالأحداث التي تحمسهم على استمرارية القراءة لنهاية الكتاب، بالإضافة إلى لغتها السهلة التي لا تشبه لغة الروايات العربية الأخرى
· أما بخصوص الخطط المستقبلية لحوجن يقول إبراهيم: بدأت العمل على كتابة النص السينمائي للرواية وخطة الإنتاج والجدوى الاقتصادية.. لا أتحدث عن فيلم محلي، وإنما فيلم عالمي ينافس أفضل أفلام هوليوود تتبعه مجموعة أفلام أخرى تترجم شغفنا وتنقل ثقافتنا لشعوب الأرض..
· إبراهيم: ربما انتشرت حوجن لأنها عفوية جداً وكما قالت البنات لغتها سهلة وبسيطة وغير متكلفة ، وربما لأنها كما قلنا ليست تفاحاً ولا برتقالاً بل فاكهة جديدة استطاب طعمها الشباب وأخذوا يتناقلونه بينهم۔

· كيف حصلت عن المعلومات حول الجن؟ لأي درجة المعلومات صحيحة؟ ما رأيكم في لغة الكاتب؟ خياله،سرده؟ الرواية من الناحية الأدبية؟
· إبراهيم: لا أريد أن أجيب۔۔! :-)  لكن طبعاً كان هناك بحث عن كل المعلومات الواردة في الكتاب مع خلطها مع كثير من الخيال۔۔ اعترض البعض عن ضمها ضمن روايات الخيال العلمي، فأجاب إبراهيم أن بها جزء منطقي وجزء خيالي  ولا يشترط نسبة أي منهما بل الكاتب يمزج النسب كما يشاء۔۔عموماً فالرواية بها امتزاج ما بين الموروث الشعبي والموروث القرآني والحقائق العلمية والخيال.
·  أماني: لم أستطع أن أطلق عليها لفظ رواية فهي لا تشبه الروايات الأخرى بل هي خفيفة ولا يوجد بها العمق الكافي، أنوار: ولماذا نقارنها بروايات أخرى ؟ من وضع المعيار؟ دانية:هل كنت تقصد الرسائل التي كتبتها في أول كل فصل أم أنها جاءت بشكل عفوي مع السرد؟

·  ماهي القضايا التي أثارتها الرواية؟ مالذي أجج الرأي العام؟ 
·  من القضايا التي أثارها الكتاب: عالم الجن والشعوذة-الغيبيات-الحب والعلاقات -المرض- اهتمامات الشباب، أضاف إبراهيم من وجهة نظره: من أهم القضايا محاولة تبني رؤية الطرف الآخر والجلوس مكانه على الجانب الآخر من الطاولة حتى لو كان هذا الآخر: جني۔۔! ولعل قضية الحب العذري التي أثيرت على جميع المستويات من أهم القضايا: الحب للحب فقط۔۔! حب حوجن لسوسن وهو يعلم أنه لن يتزوجها بل إن هذا الحب دفعه لمحاولة إنقاذها وعقد صداقة مع الطبيب الشاب، حب حوجن لأمه، حب جمارى لحوجن۔۔ علاقة سوسن بأمها ،باختصار كان هناك إعادة تعريف للحب وللعلاقات العائلية أيضاً۔
· ياسر: من القضايا التي أثارها الكتاب دون قصد قضية القراءة۔۔هل نحن حقاً شعب لا يقرأ؟ أم نحن شعب لا يجد ما يقرأ؟ شغف الشباب ورغبتهم في اقتناء الرواية يدل على أن الشباب سيقرأ لو وجد ما يمتعه ويتناسب معه ويخاطبه بلغته
·  قضية الجن والعفاريت والشياطين قضية حساسة وغيبية ، تحدث إبراهيم عن ذلك، وقال أنه لم يورد أي معلومات أساسية غير صحيحة في هذا الموضوع وأنه بحث وراجع كثيراً، كما تحدث عن الجن وأنهم الجنس الآخر الغير بشري المذكور في القرآن والمخلوق للعبادة والمكلف مثلنا ومن هنا انطلق خياله في أن لهم حياة أخرى موازية لحياتنا وعالم آخر يعيشون في بمعايير مختلفة عنا
·  تحدثنا كثيراً عن ماسجات الواتس أب وقصة منع بيع حوجن في المكتبات بحجة أنها تروج للتعامل مع الجن والشياطين والكفر مع أنها أخذت فسح رسمي من وزارة الثقافة والإعلام، كما أن الرواية  فيها تحذير واضح من التعامل مع المشعوذين وافتراض سلطة الجن علينا ، كل منا وصلتها ماسج أو أكثر بشأن حوجن، حكوا لنا البنات رأي معلماتهن في المدرسة وموقفهن هذا عدا الحملة المنظمة على تويتر واتهام إبراهيم بالكفر،عانى إبراهيم وياسر كثيراً جراء ما حصل لكن لم يزدهم ذلك إلا إصراراً وأعطاهم فهماً أعمق للمجتمع ، كثيرون لم يقرأوا الرواية واكتفوا بالماسجات التحذيرية التي وصلتهم من أشخاص لم يقرأوا الرواية أيضاً،رغم تقارير بعض الشيوخ الإيجابية، ذلك جعلنا نتسائل: إلى متى ومجتمعنا يتوجس من كل شيء جديد؟ ويفترض سوء النية عند نجاح شيء أو انتشار كتاب أو فكرة؟ إلى متى والوصاية هي الحل؟ رغم أن الكل بوسعه أن يحصل على الرواية ببساطة أون لاين؟ هل كان يعرف مانعو الرواية أن اللذين قرأوها من بنات المدارس سيفقدن المصداقية في معلماتهن ؟ من الذي يؤجج الرأي العام في مجتمعنا؟ قال ياسر: لدينا حسن نية لدرجة الجريمة، وحرص غير مبرر لدرجة الضرر و تكفير للآخر من باب الإحتياط۔
·  كمحاولة لفهم سبب ردود الأفعال ناقشنا لعبة "الويجا " التي كانت مذكورة في الكتاب، كثيرات من التواقات اعترفن أنهن لعبنها في سنوات مراهقتهن وبين الكذب والتصديق دار الحوار مع إبراهيم الذي كان يشرح أن حركة اليد على الأحرف لها تفسير علمي يسمى:  الحركة العصبية الذهنية ،إذ يوحي الذهن إلى اليد بالتحرك دون أن يكون هناك من يحركها فعلاً، يمكن تطبيق هذا التفسير على عدد من الألعاب والخدع التي كنا نلعبها صغاراً۔
· ترجمت الرواية منذ البداية للإنجليزية وقد ترجمها ياسر وتباع على أمازون، كما أنها الآن تترجم لكل من البرازيلي والأسباني والكوري۔
·خطتنا كل ستة أشهر رواية، ومن رواياتنا القادمة: هناك-بنيامين-المتمغنطون-دايزر-آرام-زرآب-يقطينية


بعض الأقوال في اللقاء:
  •     سعاد: بعد أزمة منع حوجن والتعامل بحذر مع كل الجهات، هل سيفقد إبراهيم التلقائية التي كانت تميزه كشخص وككاتب؟
  •    من أجمل ردود الأفعال حين يدخل شاب للمكتبة: هل يوجد لديكم شيء يشبه حوجن؟
  •    ياسر: حين حضرت مؤتمر الخيال العلمي في تكساس كانت غريبة إضافة أو تصنيف فكرة العلم الشرعي كخيال علمي
  •  إبراهيم: حوجن رواية تصويرية تهتم بالحدث أكثر من المتحدث، لا يوجد بها تفاصيل ولا تشرح الشعور، إيقاعها سريع۔
  •     منال: تخيلت أم حوجن لابسة حجازي ومحرمة ومدورة ۔
  •    نهلة: سعيدة أنا لوجود كتاب عربي لفت نظر صغار السن لهذه الدرجة
  •    أروى: لماذا ظهر هذا النمط عالمياً في الرواية وجذب الشباب كثيراً: هاري بوتر-هنجر جيمز-لورد أوف ذا رينج- وغيرها...هل السر في الهروب للخيال وإسقاط الواقع عليه؟ هل هي حركة أدبية عالمية؟ هل يمكن الحصول على أي دلالات من خلال ذلك؟ 
  •    إلهام: لقاءنا مع شباب يتخيلون أعطى الرواية عمقاً، ودرساً أن النجاح إصرار وإيمان وشغف

انتهى اللقاء بتوقيع إبراهيم لنسخنا العربية، وتوقيع ياسر لمن أراد اقتناء نسخة إنجليزية. كانت أمسية جميلة. نشكر فيها ضيفينا على حوارهم الممتع  ونرجو لهم من تواقة دوام النجاح 

الكتاب القادم: سيكون كتابنا القادم 

اللاهوت العربي

 ليوسف زيدان

شكراً لكل من حضر 
وقراءة ممتعة حتى نلتقي.

هناك تعليق واحد:

  1. استمتعت بقراءة اللقاء (:
    و اتمنى ان تستضيفوا الكاتب عبد الله الملغوث صاحب كتاب كخه يا بابا
    واصلوا التميز

    ردحذف