الجمعة، 30 ديسمبر 2011

اللقاء الثاني- بيكاسو وستار بكس

بيكاسو وستار بكس
 ياسر حارب
دار مدارك للنشر



تاريخ النقاش: الاثنين-٢٦ ديسمبر ٢٠١١
مديرة الحوار: هناء حسنين

الافتتاحية:
في البداية كنا نعلم أنه من الصعب تقسيم الكتاب على حسب مواضيعه ومن ثم مناقشتها ، لأن الكتاب عبارة عن مقالات وكل مقال يحوي موضوعاً مستقلاً يفتح باباً للنقاش لا يمكن إغلاقه أو الانتهاء منه في أمسية واحدة من أمسيات تواقة، لذلك كانت إدارة الحوار تشكل تحدياً أمام مديرته والتي قررت في النهاية أن تجعل الحاضرات يركبن سفينة وهذه السفينة تبحر بنا حسب اتجاه التيار وقوة الموج، كانت أحياناً تتلاطم الأمواج وتارة أخرى يحملنا تيار هادئ إلى شاطئ وارف...هذه أبرز المحطات في رحلتنا البحرية: 

SurveyMonkey
قامت مديرة الحوار باستخدام برنامج تقييم الكتروني فوري لاستطلاع الآراء حول محاور متعلقة بالكتاب ويمكنكم تنزيل نتائج الاستبيان من هنا


وحول السؤال الثالث" هل استمتعت بقراءة الكتاب" كانت التعليقات التالية:
  • لم يعجبني الكتاب لأنه عبارة عن مقالات ولم أشعر أنني مضطرة لقراءته ككتاب متكامل، أفضل قراءة المقالات بشكل منفصل وعلى فترات.
  •  قرأت الكتاب مرتين، وقد ركزت في المرة الثانية على المقالات التي شدتني أكثر.
  • أعجبني الكتاب وقد انتقل هذا الإعجاب إلى أفراد الأسرة وفتح مجالاً للنقاش فيما بيننا كأسرة واحدة
أما حول تفضيلات القراءة فقد حصد مقال" ماذا لو اختفت الدائرة" ٥٠ ٪ من التفضيلات:
كان مقال الدائرة من أكثر المقالات التي حصلت على تفضيل عال ليس لأنه عن الدائرة، بل لأنه كان يدعو إلى فكرة عدم تقبل المسلمات كما هي ونسيانها في الحياة بل النظر مرة أخرى إلى أهمية الأشياء العادية واليومية في حياتنا والتي لا نستطيع الاستغناء عنها رغم ذلك نحن لا ننتبه إليها.


حول سؤال الغلاف وعنوان الكتاب كانت التعليقات التالية:
  • عنوان الكتاب من الأمور التي كان لها علاقة في تسويق الكتاب .
  • عدد الطبعات على الكتاب كذلك إحدى وسائل التسويق وإن كنا لا نعلم كم يطبع في الطبعة الواحدة وليس هناك معيار معين في عالمنا العربي لذلك لا يمكننا أن نحكم على مدى انتشار ونجاح الكتاب من عدد طبعاته.
  • هناك ذكاء إعلاني في تصميم الغلاف: فاللون الأخضر بدرجاته يرمز للحياة واللون الأبيض يرمز للسلام وكلمة بيكاسو ترمز لألوان الحياة المبهجة وكلمة ستار بكس ترمز للاختيار وتلك المفاهيم تشكل محور مقالات ياسر حارب.
ماذا لو؟
انتقلت مديرة الحوار إلى محطة أخرى حين قررت أن تسأل سؤالاً ورد كآخر عبارة في المقال الأخير والذي كان بعنوان: سؤال إلى أبي..
السؤال كان:
ماذا كان سيفعل طه حسين لو كان بصيراً؟
وقبل أن نجيب على السؤال اكتشفنا أن الأغلبية اللذين اقتنوا الطبعة الرابعة كان ينقصهم هذا المقال، لذا قرأناه بصوت عال من الطبعة الثامنة..
وجدنا أن هذا السؤال مرتبط بعنوان المقال الأول في الكتاب: أنا أتألم إذن أنا موجود..!
مما فتح نقاشاً حول طه حسين وأثار مزيداً من الأسئلة:
ترى أوصل إلى ما وصل إليه لأنه كان ضريراً فشعر أن شيئاً ما ينقصه وأراد أن يعوضه؟
أيدفع الألم والابتلاء بالإنسان للإنجاز والإبداع؟
ليس كل ضرير كطه حسين..
لو كان طه حسين مبصراً هل كان سيبدو رجلاً عادياً بلا أي دافع يدفعه نحو التميز؟
لعلها شخصية الإنسان هي المتحكم رقم واحد وهي التي بوسعها أن تقرأ الآلام وتحولها إلى آمال عظيمة..
لماذا كل الأعمال الأدبية والإبداعية الخالدة أساسها قصصاً لمعاناة إنسانية ؟
وتركنا الأسئلة مفتوحة..


ما أسعد البسطاء:
  • على ضفة ثانية كنا نناقش مفاهيماً أخرى أثارتها مقالات الكتاب: السعادة، الرضى، التأمل، البساطة، الحب، التعايش ، هذه المفاهيم جعلت من مكونات الإنسانية (الاختيار، الإبداع، الصفاء الروحي) هي خلطة الكتاب السرية.
  • في نقاش حول السعادة قيل أن السعادة قرار ، وأن السعادة هي أساس الحياة أما التعاسة فهي شيء طارئ في الحياة، وقيل أن البسطاء سعداء لأن السعادة قيمة داخلية ، وأن حياتنا المادية صارت تربط بين السعادة وبين تحقيق أكبر قدر من هذه الماديات إلا أن السعادة تكمن في فك الارتباط والفكاك من سطوة المادة.
  • الإنجاز والرضى..كيف يمكن أن يسيرا في خطين متوازيين؟ تختلف أهداف الإنسان وغاياته من شخص لآخر ولا ينبغي ربط إحساس الرضى بتحقيق الأهداف، بل إن كليهما له خط مستقل ولا ينبغى أن نشعر بالرضى عن إنجازاتنا وذواتنا من خلال أعين الآخرين وتقديرهم.
  • هل الصلاة نوع من أنواع التأمل؟ هل نحن بحاجة إلى أكثر من الصلاة؟ لماذا كان التأمل إذن منهجاً تدريبياً لكل الأنبياء والرسل؟ في هذه المحطة ثار نقاش حول متعة الإنسان وكيف أنها شيء شخصي ونسبي..فالرسول عليه الصلاة والسلام كان يجد متعته وراحته في الصلاة" أرحنا بها يا بلال" ،،آخرون يجدونها في العطاء والتضحية من أجل الآخرين، وفريق ثالث وجد أنها تكمن في منح أنفسنا وذواتنا أوقاتاً خاصة ودقائقاً لممارسة ما تحب..وعلى هذا فليس هناك مقياس واحد للشعور بالمتعة.
طابوووور:
من المحطات التي استضافتنا محطة العيش ضمن إطار نظم وقوانين..كيف يمكن نشر قانون وسلوك معين في المجتمع حتى يصبح ثقافة؟ 
في مجتمعاتنا العربية لا توجد قوانين منظمة لحياة المجتمع، فإن وجدت فهي إما تطبق أحيانا وأحياناً أخرى لا تطبق أو أنها تطبق على فئة معينة فقط ولا تطبق على كل فئات المجتمع مما ولّد لدى المجتمع ثقافة عدم جدية القوانين والبحث عن ألف مخرج دون تطبيقها وعدم الإلتزام بها أو دعوة الجيل الجديد إلى ذلك..قاد ذلك إلى تساؤل آخر: هل غدا عدم الإلتزام بالقوانين أمراً جينياً في مجتماعتنا العربية؟ ماذا عن كل أولئك المبتعثين اللذين يلتزمون حرفياً بقوانين البلاد التي يعيشون فيها؟ لماذا عندما يعودون يتركون ذلك الإلتزام خلفهم ويعودون بدونه؟ أيكمن الخلل في المجتمع مرة أخرى والذي يسهل عدم الإلتزام بالقوانين أكثر من محاولة الإلتزام بها مما يجعل حتى الأجانب يغيرون عاداتهم في بلادنا؟ متى إذن وكيف ننشر ثقافة الإلتزام بين أفراد مجتمعنا وكيف يمكن أن نحول المجهودات الفردية إلى حركة مجتمعية؟

من أقوال التواقات:
-"في المدرسة أصدرت تعميماً يلغي استخدام اللون الأحمر" -لينا نصيف
-"الفلسفة أم العلوم وقد نجح ياسر حارب في تحويل الفلسفة والتي هي للنخبة إلى أفكار بسيطة يمكن أن تتداول في المجتمع"- داليا تونسي
- "الكتاب أعطاني رسالة: على أن أحب نفسي وأخصص لها وقتاً" - هبة خاشقجي
- "الإهداء أثر في كثيراً، لا أجمل من أن يعترف الإنسان بأثر من حوله في إنجازاته ونجاحه"- منال شطا
- "في الكتاب مقاطع يمكن استقطاعها ، قراءتها ، وإرسالها للأصدقاء كعبارات جميلة "- أروى جليدان
-"حين أسافر علاقتي بربي تصبح في أفضل حالاتها، السفر خلوة وفرصة للتأمل" -أمل إسماعيل
-" الكتاب كان كأنه حوار مني لي، كثير من المعاني أشعر بها لكني لم أقلها حتى لنفسي ثم قرأتها في الكتاب" - جولين قطب.
-"علينا أن نسأل أنفسنا: هل نتعامل مع أنفسنا ونقربها إلينا كتعاملنا مع أقرب الأصدقاء إلى قلوبنا؟ علينا أن نمنح أنفسنا:الحنان والتعاطف وشد الأزر وإعطاء الفرص"- عائشة الخطيب
-" قلنا كل ما أعجبنا في الكتاب، لكننا لم نقل ما اختلفنا فيه من أفكار مع ياسر حارب " - أروى خميّس.

خاتمة:
انتهى الوقت ولم يكن بوسع سفينتنا أن ترسو على كل الشواطئ، لكل من قرأ الكتاب من مجموعة تواقة أو من خارجها أدعوكم لتسجيل آراءكم انطباعاتكم هنا في المدونة.. 

تشويقة:
كتابنا المقبل "العرب وجهة نظر يابانية" للمولف الياباني: نوبوأكي نوتوهارا
منشورات الجمل
من أقوال الكاتب: " باختصار أريد أن أقول للقارئ العربي رأياً في بعض مسائله كما أراها من الخارج كأي أجنبي عاش في البلدان العربية وقرأ الأدب العربي واهتم بالحياة اليومية في المدينة والريف والبادية"


قراءة ممتعة حتى نلتقي



الجمعة، 2 ديسمبر 2011

اللقاء الأول- الشعب يريد حرية واحترام

افتتاحية:
بعد غياب لمدة عام تقابلنا من جديد لنفتتح الموسم الخامس ٢٠١٢ لتواقة..
بدأنا اللقاء بعرض بسيط لتاريخ تواقة وأهدافه ثم الكتب التي قُرأت خلال المواسم السابقة..
تلا ذلك إعادة تعريف بكل عضوة من عضوات تواقة مرة أخرى، كان الهدف التعرف على العضوات الجديدات ومعرفة إنجازات واهتمامات كل تواقة وذلك لفتح مجال للتعاون وتبادل الخبرات..
أهلاً بالجميع وسعيدون بتجمعنا من جديد:-)


كتاب أطفال:
عادة ما نبدأ موسمنا بقراءة في إحدى قصص أو كتب الأطفال ، ولأننا على أواخر عام ٢٠١١ الذي كان مختلفاً بجميع المقاييس : عام الثورات وإسقاط الحكومات والمطالبة بالحريات، ولأن أطفال العالم العربي قد شهدوا هذا التاريخ وكانوا جزء منه بدأنا الموسم بعرض كتاب الأطفال: الشعب يريد حرية واحترام
للكاتبة الكويتية: لطيفة البطي..
قُرأت النسخة الإلكترونية من الكتاب مع عرض صوره المصاحبة..
ثم تحدثت الطفلة أسيل عن شعورها تجاه الكتاب وكان لابد أن نسمع صوتاً طفلاً قبل أن ندلي بتعليقاتنا.


قالت أسيل:
النص تحدث عن مفاهيم مهمة بأسلوب بسيط مع وجود بعض الكلمات الكبيرة: كالديموقراطية، القصة تساعدنا أن نفهم بعض الأمور التي قد يفهمها أطفال ليبيا ومصر أكثر منا لأنهم عاشوا الحدث ، لم تعجبني رسومات القصة لأنها بالأبيض والأسود وأنا أشعر أن الحرية ملونة مثلاً: خضراء ولو أحداً لا يفهم العربية لن يحزر عن ماذا يتحدث الكتاب.




مفاهيم تتغير:
  • بعد عرض أسيل لأفكارها افتتح باب النقاش ، وقد كان أغلبه يدور حول الجيل الجديد من الأطفال وكيف أثر الربيع العربي على مفهوم الطفولة وفهمنا لها.
  • اشتراك الأطفال في الثورات المختلفة في أرجاء العالم العربي وكونهم جزء منها أعطى عمقاً أكثر لمعنى الطفولة، وخلق لدى الأطفال نضجاً فكرياً وسياسياً مبكراً وفهماً آخر لمعان مهمة كالديموقراطية والمواطنة.
  • مفاهيم الطفولة التي نتعامل معها جاءت لنا جاهزة من العالم الغربي والذي صاغ مفاهيمه بحسب الظروف الاجتماعية التي مر بها عبر العصور ثم طبقت هذه المفاهيم على أنظمتنا التعليمية والتربوية، الآن فقط قد تأخذ هذه المفاهيم بعداً آخر وتغيراً في اتجاه يتناسب مع عالمنا العربي وظروفه الإجتماعية وتوجهاته الفكرية.
  • ليس بغريب أن يكون للطفولة معنى بهذا النضج وإشراكاً في صنع قراراتنا ، والأطفال منذ الفجر الإسلامي كانوا يشاركون في قيادة الجيوش وصناعة قرارات الدولة.
  • الفجوات بين الأجيال أخذت تتسع بسبب التغير السريع في كل جانب من جوانب الحياة حولنا وصار الجيل يمثل خمس أو عشر سنوات على أكثر قدير مما يكرس ويؤكد فكرة : ربوا أولادكم لزمن غير زمانكم 
حول الكتاب:
  • الكتاب من ذلك النوع الذي كُتب حتى للكبار ويمنحهم دروساً و مفاتيحاً لمفاهيم غدت عصرية ومهمة.
  • هذا النص يمكن أن يقرأ للطفل ويطبق على مساحاته الخاصة والصغيرة: مفهوم الديموقراطية في أسرته، مدرسته، مع إخوته وأصدقائه....الخ.
  • لابد أن يقرأ مثل هذا النص في أسرة واعية تقدر هذه المفاهيم وتكون مثالاً تطبيقياً لها ، وإلا فماالفائدة من أن يقرأ الطفل عن الحرية والديموقراطية والاحترام وتطبيقهم في سياق الدولة وهذه المفاهيم لا تطبق  في أسرته والتي هي وطنه ودولته الأولى.
  • أنظمتنا التعليمية والتربوية تربي الطفل على أن يفهم واجباته ويطبقها دون حقوقه، الكتاب يتحدث عن الحقوق والواجبات في سياق جميل ومتوازن. 
  • أدب الأطفال كسائر فنون الأدب يوثق للحياة الإجتماعية والتاريخية ويمثل انعكاساً لها ، وهذا ما يفعله كتابنا اليوم، ولو قُرأ بعد عشرات السنوات سيبدو توثيقاً دقيقاً للمرحلة الراهنة بجميع تداعياتها.
  • هامش الحرية والديموقراطية كبير في الكويت والمجتمع مستعد لهذا النوع من المفاهيم، لذلك كان اهتمام الكاتبة بإصدار مثل هذا الكتاب.
قراءتنا المقبلة: 
بعد إثارة النقاش الذي لم ينته حول الكتاب كان لابد من عرض كتاب تواقة للقاء المقبل والذي كان:

بيكاسو وستار بكس
للكاتب الإماراتي : ياسر حارب..

عرض شيء من سيرة الكاتب الذاتية والتي تجدونها في مدونته الشخصية.
ثم وُزع على الكل نسخة من الكتاب يحمل توقيع الكاتب لتواقة والذي وقعه في معرض كتاب الشارقة:
  


قراءة ممتعة حتى نلتقي في الشهر المقبل:-)