الأحد، 21 ديسمبر 2014

اللقاء الثالث - لنفتح الأبواب - كبرت ونسيت أن أنسى

كبرت ونسيت أن أنسى



بثينة العيسى
الدار العربية للعلوم ناشرون

تاريخ اللقاء: 15 ديسمبر 2014
مديرة الحوار: هناء حسنين



افتتاحية:
 بدأت مديرة الحوار بعرض محاور الأمسية والتي قسمتها إلى ثلاث محاور رئيسية:

أولاً: نبذه عن عن المؤلفة.
ثانياً: عن الرواية.
ثالثاً: محاوراً للمناقشة.

أولاً: نبذة عن المؤلفة:
بثينة العيسى،  روائية كويتية عمرها 32 سنه ،كانت تعمل بالقطاع الحكومي والآن هي مؤسسة ومديرة مشروع"تكوين"للكتابة الإبداعية۔ takweenq8@
حاصلة على شهادة الماجستير في إدارة أعمال تخصص تمويل. 
حاصلة على عدة جوائز ،ولها 6 روايات و كبرت ان أنسى هي الرواية السابعة 
موقعها الالكتروني www.bothayna.net 
كانت أروى خميّس في زيارة للكويت في نهاية الأسبوع الذي سبق اللقاء لتقديم ورشة عمل ضمن لقاءات "تكوين"، وقد تحدثت عن بثينة وعن شخصيتها وشغفها بالكتابة كمشروع حياة بشكل عام، ونحن في جدة ننتظر زيارتها وتقديم شيء من ورشات عمل تكوين.

ثانياً: عن الرواية:
قبل مناقشة الأفكار كان النقاش حول موضوع الرواية، أسلوب الروائية ،لغتها، بنائها للشخصيات، ومن الأفكار التي أثيرت:
- الرواية كانت ذات لغة سهلة وخفيفة في القراءة ، كما أن الفصول كانت قصيرة مما جعل الرواية تُقرأ بسهولة ، دانية نصيف كانت تقول أنها كانت تنسى الوقت وهي تقرأ، اللغة جميلة وفيها لفتات كثيرة عميقة وذكية كما أنها في رأي البعض فيها كثير من التعبيرات والمفاهيم المحلية مما جعلنا نتسائل عن موضوع الترجمة وهل تنجح الترجمة أكثر إن كانت الرواية مرتبطة بالمجتمع والمفاهيم المحلية أكثر كروايات إيزابيل إلندي مثلاً، أم أن ذلك سيحد من انتشارها، ماذا عن انتشار رواية بنات الرياض وهي كانت مغرقة في المحلية..؟
- هل هناك تصنيف للرواية :رواية شبابية" من حيث طريقة كتابتها وجمهورها؟ قراء حوجن يختلفون عن كبرت ونسيت أن أنسى يختلفون عن جمهور عبده خال ورجاء عالم، هل روايتنا اليوم ذات لغة ونظرة شبابية تقدم رؤية مختلفة للحياة وقضاياها خاصة أن الكاتبة صغيرة في السن؟ إلى أي مدى تؤثر ذاكرة الكاتب ونضجها وتقادمها في القضايا التي يكتب عنها؟ ماذا عن رواية علوان الشهر الماضي ؟ 
- كانت روايتنا الأولى السعودية والثانية خليجية، القراءة المتتالية جعلت عملية المقارنة حاضرة ، فهل اختلفت قضايا مجتمع الكويت كثيراً عن قضايا السعودية؟ كلاهما يتناولان قضايا اجتماعية مع اختلاف الزوايا التي تناولا بها هذه القضايا، لكن هل القضايا السائدة في مجتمعنا الخليجي هي القضايا الاجتماعية المحصورة في المساحة العالقة بين المرأة والرجل ؟ هل لابد أن ينهي المجتمع أولاً اهتمامه الجمعي بقضية معينة حتى يتم الانتقال إلى قضية أخرى؟   هل قضية الشأن الحالي-غير قضية المرأة- هي قضايا المذاهب الفكرية والدينية المختلفة والتغيرات التي تحدث في المجتمع خلال ال20 سنة الأخيرة؟ اهتمام المجتمع بهذه القضايا يظهر في الرواية والفنون وجميع وسائل التعبير المتاحة، بعض التواقات قلن أن النظام التعليمي والبيئة الفنية اللذان لا يشجعان على التنوع في التعبير عن القضايا المختلفة يحصرها في إطار واحد، والبعض قلن أن الكاتب ابن مجتمعه وأن لديه قضاياه الشخصية وأفكاره تجاهها ولابد أن يخرجها في نتاجه الأدبي أولاً ثم قد يعبر عن قضية أخرى. مجتمع الكويت والسعودية والخليج بشكل عام يتشابهون كثيراً، إذن، ما عدد القضايا الاجتماعية والتاريخية والفكرية التي لم تُطرق بعد في الروايات المحلية والتي يمكن أن تُطرح من زوايا مختلفة وتدفع الكتاب للخروج من القوالب؟ 
- لا زلنا في موضوع الرواية، قالت بعض التواقات أن الرواية تشبه حالة اعتراف والبحث عن الخلاص، كانت نبرة"النسوية" فيها عالية، فهل هذا تعبير عن تجربة الكاتبة الشخصية أم توجهها الفكري أم كلاهما؟
- تحدثنا عن الشخصيات ولا زالت المقارنة قائمة بين علوان وبثينة، قالت بعض التواقات أن شخصيات علوان بُنيت ببطء ، كانت مقنعة رغم تناقضها دون أن تقدم لك سبباً مقنعاً لأي شيء ، في روايتنا اليوم الشخصيات بنيت للتعبير عن فكرة أو موقف حتى لو كانت تظهر في النهاية بشكل "حدّي" جداً، شخصية صقر مثلاً، لم يكن هناك أي إشارة ولو بسيطة تجعل البطلة التي تحكي تصاب بالقلق قليلاً أو تشعر بهذا التناقض في الشخصية وتنقله إلى القارئ مما يجعل المواقف تجاه الشخصيات متخذة مسبقاً.
- تحدثنا عن حالة "الاستفزاز" التي كانت تظهر إلى حد ما في الجروب عندما قرأنا علوان وعندما ناقشنا الرواية أيضاً، قلنا لعل الحديث في الرواية عن بعض الممارسات الجنسية بشكل صريح ودخولها في سياق الرواية بشكل صادم وهي تتحدث عن مجتمع سعودي محافظ سبب هذه المشاعر، لعل بناء الشخصيات المتقن واتخاذ موقف نفسي تجاه كثير منها عدم وجود مبرر سبب هذا الشعور أيضاً، في رواية اليوم كان المناخ النفسي عن قراءة الرواية ومناقشتها أكثر هدوءاً، حتى المشاعر تجاه صقر كانت مبررة! مع أن روايات هذا الموسم تبدو كتدريب للفصل بين القناعات الشخصية وقضايا الروايات، السؤال: هل تكون الرواية أنجح حين تستفز القارئ أو حين يشعر بشيء من الاتساق وهو يقرأها؟

ثالثاً: محاور للمناقشة:
قسمت مديرة الحوار العضوات إلى عدة مجموعات كل مجموعة تتناقش بشكل فردي عن محور من المحاور التي تم وضع أسئلة له  ثم تم نقاش أهم الأفكار في نقاش جماعي:

- النسيان والألم:
أرغب أن أنسى , تخيلي لو أنك أخذت ذاكرتك المأهولة بكل ذلك الدمار الى حياتك الثانية ,لن يكون ذلك جميلا . ص222 
هل النسيان نعمة أم نقمة ؟ ماهو الشي الذي كبرت ولم تنسيه وتريدين نسيانه؟
كان النقاش في هذا المحور حول شخصية فاطمة، لماذا لم تنسى؟ وهل النسيان قرار، هل يمكن أن تقرر ماذا تنسى وماذا تتذكر؟ هل يضيع الإنسان فرصة للهدوء والسعادة في حياته إذا لم يقرر أو لم يكن قادراً على النسيان؟ هل يرتبط النسيان بالتسامح؟ هل كانت فاطمة تستعذب دور الضحية وتجد فيها مبرراً لكثير من تصرفاتها وهروبها وانسحابها ومشاعرها؟ تحدثنا عن أنصاف الحلول، وهل كان يمكن أن توافق فاطمة على زوجها ك"نصف حل" ؟ البعض منا قلن أن أنصاف الحلول مرفوضة تماماً في حياته وليست خياراً، وبعض العضوات قلن أنها طريقة معقولة للتسديد والمقاربة ومحاولة عيش الحياة بأقل الخسائر وبدون تحويل الحياة إلى معركة دائمة.

-السرداب والانتصار:
أنا خارج السرداب السرداب في داخلي .ص 86 
أريد أن أعرب عن موقفي ........كان علي أن انتصر لي , أن اهرب من السرداب .ص230 
هل السراديب تصنع موقف , هل السراديب تصنع انسان ؟
ماهو السرداب أصلاً؟ بهذا افتتحت هذه المجموعة نقاشها، ربما هو العادات الاجتماعية والتقاليد، ربما هو اللاوعي بكل مافيه من مخاوف وتجارب وأشباح وظلام، هل يخلق كل إنسان سردابه الخاص؟
ثم كيف يعرف الإنسان ويكون واعياً أنه يعيش في سرداب ؟ هو لن يتمكن من التخلص منه إذا لم يكن يملك الوعي بذلك والتوق للحياة في عالم خارجي مليء بالنور، فاطمة جربت في فترة من حياتها العيش خارج السرداب لذلك كان لديها الوعي الكافي على تصنيفه واكتشافه واتخاذ موقف تجاهه بل والحديث مع "مكيّفه وشقوقه" ماذا عن أولئك اللذين ولدوا في سراديب، كيف يعرفون أن هناك حياة أخرى، وماذا عن أولئك اللذين يصفون حياتهم مهما كانت أنها "سرداب" وأن أي حياة أخرى لا يملكونها هي النور والحرية؟

-الوصاية والحرية:
قرارات ولي الأمر دائما صائبة لانه الاقدر على استشفاف المصلحة واستجلابها , كل جدال مع ولي الامر هو من عمل الشيطان .ص 55
ماهي الوصاية ؟؟
الرواية كانت مثقلة بفكرة الوصاية المطلقة من قبل الأخ الكبير، ومجتمعنا يقبل هذه الفكرة وإن كان مفهومها يتغير عند الأجيال الجديدة، الوصاية والحرية مفهومان ليسا مطلقان ، لكل منهما حدود تتعلق بالعلاقة بين الأطراف، مثلاً وصاية الأم على الطفل الصغير تكون مساحتها أكبر في عمر معين، الوصاية بين الزوجين تكون مشاركة ومراعاة لاحتياجات الطرف الآخر والقيام على شئونه ، ختمت هذه المجموعة نقاشها بأن أي علاقة ناجحة بين اثنين لابد أن يكون فيها تنازلاً عن بعض الحرية عن طيب خاطر. فالعلاقات الناجحة أخذ وعطاء. 

-الحب والزواج

هل الكلمات تكفي لولادة حب , هل يموت الحب دون كلمات ؟ هل الحب هو الزواج , هل البعد يصنع حب ؟؟؟
بدأنا بتعريف الحب، ذلك السؤال الذي لم يتم الإجابة عليه أبداً :-) لكن المجموعة آثرت أن تغني مقطعاً (رفاء سندي) : حب ايه اللي جي تقول عليه؟ كدليل غنائي على مدى صعوبة الإجابة رغم سهولة السؤال، الكل بلا استثناء أجمع أن الحب مختلف عن الزواج ، وأن الحب ليس من شروط الزواج، الزواج سكن ورحمة والحب شيء آخر مختلف تماماً، تحدثت المجموعة أن الكلمات نعم..تولد الحب، تحدثنا عن الكلمة التي تقال وجهاً لوجه والكلمات المكتوبة والشعر والرسائل ودورهما في تحميلهما بالمشاعر، كان هناك رأي آخر أن "العضلات" وليس الكلمات فقط يمكن أن تولد الحب! :-)
البعض قال أن البعد يشعل الحب وإلا لما كان قيس وليلى ، والبعض قال أن البعد يميت الحب إذ أنه حتى يبقى مشتعلاً حياً لابد من الوصال.

- اللغة والكون
آتني لغتي جميعها
آتنيها كي أفكر , كي أكون
كي أعرفني ,كي أعرفك، ص 18
اللغة ام أيضا , وهي تمنحني ولادات كثيرة , مع كل حرف أكتبه وتشرع لي الآفاق لكي أنهل من عينها .ص 96

هل اللغة تعبير عن الذات ..هل اللغة لفهم الكون .هل اللغة مفتاح .. ..هل اللغة سفر .. هل اللغة أم ... هل اللغة بحر ...؟
هل هناك لغة مؤمنة ولغة كافرة كما قالت الكاتبة؟  لماذا تبدو هناك لغة سعيدة مثل الإيطالية، لغة مغرورة مثل الفرنسية، لغة حزينة مثل الإيرانية، لهجة تصلح للحب مثل النجدية ولهجة تصلح للبهجة والطرب مثل الحجازية، أهي صوت اللغة أم ثقلها الثقافي والاجتماعي؟ 
اللغة هي شيء فريد شخصي وخاص،لا يمكن سرقته من أحد، أبدعت الروائية في وصف علاقتها باللغة في أجزاء كثيرة من الرواية، هل اللغة والمعاناة أصدقاء؟ لو كانت بطلة الرواية سعيدة هل كانت ستكون شاعرة؟

- الروح والحياة:
ماهو الشيء الذي إذا قمت به تظل روحك محلقة ولا تموت؟
تعددت الإجابات:التأمل،القراءة،الكتابة،العطاء،الرسم،اللعب مع الأطفال،الطبيعة،مشاركة الناس، إدخال السعادة على قلب أحد، صوت ولدي.....

انتهى لقائنا لشهر ديسمبر وقد قدمنا باقة من الورد مع بطاقة كتبت عليها جميع العضوات للعزيزة هيفاء حسنين، هيفاء معنا في تواقة منذ الموسم الأول وحتى الثامن وستنتقل للعيش في دبي قريباً، نتمنى لك تجربة جميلة و سنفتقدك جداً..

كتاب الشهر القادم:
حسب آلية الموسم في اختيار الروايات فإن روايتنا ستكون رواية عربية تتحدث عن قضية، روايتنا للشهر المقبل:الطنطورية لرضوى عاشور رحمها الله .

قراءة ممتعة حتى نلتقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق