السبت، 11 مايو 2013

اللقاء الثامن (6) - حكايا سعودي في أوروبا

حكايا سعودي في أوروبا
عبدالله الجمعة

تاريخ اللقاء:٦-مايو-٢٠١٣
مديرة الحوار: رؤى قاضي

افتتاحية: 
بدأت مديرة الحوار بعرض برنامج الليلة، ثم كان السؤال الأول عن رأينا في قلم الكاتب وثقافته ثم رأينا الشخصي في الكتاب.
اتفقت التواقات أن عبدالله جمعة لم يكن رحّالة وأن كتابه لا يمكن أن ينتمي إلى أدب الرحلات بل هو مذكرات شخصية خاصة، لذلك سماه الكاتب"حكايا"..تحدثنا عن مفهوم الرحالة عبر العصور وهو الذي كان يسافر في عصر صعب فيه السفر، يكتشف أماكن جديدة، يوثق، يكتب عن عادات الشعوب، طبائعهم ، طعامهم، ملابسهم ...الخ، في هذا العصر صار لأدب الرحلات مفهوم آخر يتعلق بالحكايات الشخصية والإنطباعات الذاتية وذلك لسهولة السفر الذي صار في متناول كل أحد وتنامي مفهوم السياحة وشبكة الإنترنت التي تنقلك بالصور نحو أي مكان في العالم وتوفر لك معلومات وافية.
رغم ذلك، فالكاتب كان ذكياً في تسجيل انطباعاته وأفكاره ومذكرات رحلاته ،كذلك يتجلى ذكاؤه في اختيار عنوان الكتاب: حكايا "سعودي" في أوروبا، إذ أن كلمة سعودي أعطت بعداً آخر يحسب للكاتب خاصة أنه من الدارج أن السعودي وعائلته حين يسافرون يسافرون للسوق والمطاعم والملاهي دون المرور بمعالم البلد ومتاحفها وأماكنها الخاصة.
علقت التواقات أن الكاتب كان "يبالغ" في بعض الحكايات لتبدو كأحداث فلم ويخلطها بكثير من خيال، بينما رأت أخريات أن السفر دائماً يحمل كم من المفاجآت فلم نستغرب الأحداث التي أوردها؟، رأي آخر رأى أنه"كاتب" والكتّاب يبالغون ويرون في الأشياء والأحداث والمواقف مالا يراه غيرهم..
 أقوال وتغريدات:
أوردت مديرة الحوار بعض ما كتب عبدالله جمعة في هذا الكتاب وكتبه السابقة (عظماء بلا مدارس- أيتام غيروا مجرى التاريخ):



النجاح هو أن تكون سعيداً في باطن الأرض بينما يضج الناس فوقها بكاءً لموتك.

الشدائد مصنع العظماء.
إذا أردنا أن نعرف التاريخ على حقيقته، علينا أن نعرف المؤرخين على حقائقهم.


كما نقلت لنا بعض التغريدات التي كتبت عن الكتاب:
ما أجمل ان تصاحب في السفر من يشاركك العقل والتفكير والمشاعر.
إن التجارب غنية وعلينا أن نصطادها بأقلامنا، لا تضيعوا تجاربكم الغنية بالنسيان والإهمال بل سجلوها واكتبوها قبل أن تطير من ذاكرتكم بعد أن يتصرم زمن الشباب.
ان أجمل مافي السفر هو الاختلاط مع أهل البلد وليس رؤية المعالم الشهيرة فقط
أحسن المؤلف اذ سمى الكتابه حكايا ولم يسميه رحلات، لأن الكتاب لا يعني احياناً بالمدينة ذاتها، وانما يركز على موقف معين تعرض له المؤلف.

رحلة التواقات إلى اوروبا :
من ضمن برنامج الأمسية رحلتنا إلى المناطق التي زارها الكاتب وأوردها في كتابه، عرضت لنا مديرة الحوار الوجهات، فاخترنا وجهات سفرنا، ثم وزعت علينا تذاكر السفر وأرشدتنا إلى البوابات وعرضت علينا إرشادات السلامة ودعاء السفر حتى ظننا أننا سنسافر حقاً..:-)
الرحلات المغادرة

اسم البوابة
رقم الرحلة
الوقت
الرحلات المغادرة
الحلم
3434
21:10
اليونان
الخيول
3435
21:20
انجلترا
دموع  يتيمة
8759
21:35
(جنوة، البندقية)
ايطاليا
محششين
9676
21:45
الدنيمارك
القطار
2856
21:55
النمسا
الحمى
9576
22:15
(فلورنسا,بيزا)
ايطاليا
بحرية
7496
22:25
السويد، فنلندا




بدأت رحلتنا إلى الوجهات السابقة، وفي كل محطة نناقش بعض الأفكار المقتبسة من رحلة الكاتب
اليونان:




كيف نسعى إلى تحقيق أحلامنا للسفر إلى مكان ما؟
كان للكاتب أحلام طفولة وتطلعات سابقة ساقته لزيارة بعض الأماكن، كان ذلك يشبه تحقيق أمنيات في النفس، وكان ذلك مناسباً لنتبادل أحلامنا حول السفر وزيارة أماكن مختلفة في العالم، وفي هذه الرحلة اختار الكاتب يسافر إلى اليونان كمكان وأن يسافر إلى الخلف عبر التاريخ حتى الدولة العثمانية كزمان، تسائلنا: هل وجودنا في مكان معين تلبية لنداء معين؟ ذكرنا ذلك بدعوة سيدنا إبراهيم وبتلبية الناس هذه الدعوة وتوجههم لنفس المكان كل عام حتى هذه اللحظة. 
هل السفر و الترحال يساهم في بناء شخصية   الأطفال؟
اتفقت التواقات أن كثيراً من خبرات الأطفال تبنى في سن صغير، مهما ظننا أنهم لن يتذكروا رحلات سفرهم في عمرهم الصغير إلا أنها تجربة ستترك آثارها عليهم.

آسكوت ( انجلترا):




تجربة حياة الماضي البريطاني والذي كانت فيه بريطانيا سيدة الدنيا وصاحبة المجد الإمبريالي الهائل. لذا قررت عيش التجربة.
نأخذ ما عند الشعوب ونعدله لنعيد نشره في العالم بشكل أفضل.
هذه الفكرتين جعلتنا نناقش عدة مفاهيم حول الهوية والآخر ، كيف نتقبله وكيف لا نذوب فيه، ناقشنا قضية المبتعثين ومفهوم الإندماج وتقدير الإختلاف والسعي للتعرف أكثر على  المفاهيم الثقافية والفكرية لشعوب الأرض، عاداتهم، مناسباتهم، تراثهم ومتاحفهم.

جنوة (إيطاليا)

أحب مخالطة أهل البلدان التي أزوها وأعيش مثلهم قدر المستطاع, و أنني أؤمن بأنه حري بالمرء ألا يبرح داره ما دام لا يخالط ناساً جدداً ولا يمارس عادات جديدة.
•هذه المدينة التي هي أشبه بفتاة يافعة حسناء اغتصبها الفساد وتمكن من جسدها فراحت تنفق خبثاً بعدما كانت تبعث نسيماً طيباً ورحيقاً.
علقت التواقات على من يسافرون ولا يغيرون عاداتهم: يأخذون معهم الطعام الذي تعودوا عليه في حياتهم اليومية، يمارسون نفس العادات، ولا يختلطون بالأغراب ويخافون تجربة الأشياء والأماكن الجديدة، للسفر بعد آخر إذا قررنا الإنطلاق والفضول والمغامرة، من الأشياء التي لابد القيام بها في السفر البحث عن السوق الشعبي لكل بلد وتجربة وسائل المواصلات العامة وكسر الإعتقاد بأن السعوديين أغنياء ويعيشون في فقاعة تمنعهم من الإختلاط والمغامرة، من سافرن إلى إيطاليا علقن أن الإيطاليين كرماء مثل العرب ، يتبادلون مع السياح الهدايا والطعام، شغوفين بثقافة الآخر ومعتزين بثقافتهم.

البندقية(إيطاليا)
أهديتهم مجسم جميل صغير مزين يعلوه هودج كان بحوزتي كتذكار من ضيفهم السعودي
لا أجد حرجاً في التعامل مع اليهود غير إسرائيلين لكنني خشيت أن يكون من بينهم إسرائيليون.
  • هل السفر والبعد لفترات طويلة يؤدي مع الزمن إلى قسوة القلب تجاه أغلى من نحب.

لابد من أن نتذكر أن نحمل بعض الهدايا في سفرنا والتي تدل على ثقافة وتراث بلدنا ، من الأماكن التي يمكن شراء بعض الهدايا منها للسفر: سليسلة في جدة، دريبة في مكة. 
من الأفكار التي ناقشناها أيضاً: هل من الممتع أن نسافر وحدنا؟ أم من الأفضل مشاركة التجربة مع الأهل والأصدقاء..لعلنا نحتاج إلى كلا النمطين، والكاتب كان شجاعاً ومغامراً إذ جرب السفر وحده، لا أجمل من أن نكتشف أنفسنا ونسعد بصحبتها وحدها. وكذلك مقاسمة التجربة والصور والمقالب والمغامرات مع من نحب أمر لن ننساه طوال حياتنا.

كوبنهاجن (الدنمارك)


حشيش وفن – حشيش و تأمل – حشيش و ديمقراطية.

مثل دنماركي ( عندما تسافر, أغلق فمك وافتح محفظتك)
رغم كل الحرية الممنوحة في الدنمارك ودرجة الديموقراطية العالية لماذا لجأ الحشاشين لإنشاء منطقة خاصة بهم لها قوانينها؟ لماذا وهم كان بوسعهم أن يعيشوا في ظل الحكومة وكل حرياتهم وممارساتهم مكفولة؟ قال البعض أنها طريقة الدولة في احتوائهم وإبقائهم تحت السيطرة عن طريق إشعارهم بالخصوصية وبأن لهم شأناً بدلاً من محاربة أفكارهم المتطرفة، منها تشعبنا إلى مناقشة مفهومي الحرية والديموقراطية وأين تبدأ وأين تنتهي.  

فيينا(النمسا)


المواقف الصعبة والطارئة.
المتحولون
أليست الحياة مغامرة جريئة أولا شي كما تصرح هيلين كيلر.

فلورنسا وبيزا (إيطاليا)


•عندما أسافر، فإنني لا أبتعد جغرافيا فحسب، بل أبتعد كذلك عن كل ما يربطني بمحل إقامتي، ذلك هو «السفر»

الدنيا عكس المدرسة، تختبرنا ثم تعلمنا الدروس.

هناك القليل من المعالم التي تبدو أجمل في الواقع مما هي عليه في الصور...أهرام الجيزة تتمتع بتلك الخاصية و في رأي الكاتب برج بيزا المائل.


المغامرون والمغامرات:

المغامرين الحقيقين هم من يتقدمون بلا هدف, ولا يهمهم ما يقابلهم ولا ما يكون مصيرهم المحتوم.
عرضت التواقات صوراً لمغامراتهن ، وحكت كل منا حكاية، كنا نتجول في أنحاء العالم عبر القصص التي نحكيها ونتذكر ذكرياتنا التي لا تنسى:
هيفاء حسنين: مغامرة في فينسيا وفشل خطة مقابلة زوجها بسبب تأثر المواصلات باأحوال الجوية.
داليا تونسي: مغامرة اللف حول بريطانيا كلها بالقطار باخطأ للذهاب من أكسفورد إلى كاردف
سعاد الصبيحي: حين كنت صغيرة وأثناء رحلتنا في إحدى المدن الأوروبية نسينا أخي الصغير نائماً في الباص، بالنسبة لي كانت مغامرة لا تنسى وبالنسبة لأمي كانت ذكرى سيئة.
أماني الرشيدي: جربت المبيت في هوستل مع طالبات من جامعة ليدز في رحلة إلى أدنبرة، كانت تجربة جميلة لا تنسى.
أنوار أبوالخير: الغوص مغامرتي التي أحب، رغم ذلك كاد أن ينتهي الأوكسجين علي وأنا تحت الماء
أريج نصيف: موسم التفاح في كندا كان يغريني لأن أقود سيارتي بنفسي حتى حقول أشجار التفاح، كانت مغامرة جميلة.
هناء وهيفاء حسنين: وتجربة البقاء في مدرسة صيفية في برايتون ، مغامرة الهرب من المدرسة للمول ومصادفة والدهما هناك:-)
أروى خميّس: مغامرة السفر من ليدز للندن، كتابة رسالة ووضعها في قارورة وإغلاقها بسدادة فلين ورميها في نهر التايمز والتفكير في كل الإحتمالات الممكنة.


للسفر سبع فوائد:
نسمع دوماً أن للسفر سبع فوائد، أوردها الإمام الشافعي:

انفراج الهم والغم .
اكتساب المعيشة.
تحصيل العلم و  الآداب.
صحبة الأمجاد.
استجابة الدعوة.
زيارة الأحباب من أقارب وأرحام وأصحاب
رفع الإنسان نفسه من الذل، إذا كان بين قوم لئام.

إجازة ممتعة، وسفر وذكريات ومغامرات..



انتهى موسمنا السادس ...:-) كان ممتعاً ، مختلفاً وثرياً بالكتب وبالأجنحة التي حلقنا بها..بتمكن مديرات الحوار في كل مرة..وبإضافات التواقات أثناء النقاش..

.
.
يا أصدقاء الكتب..نلتقي في الموسم السابع على خير..حتى ذلك الوقت أبعثوا لنا باقتراحاتكم، أسماء كتبكم، وانطباعاتكم..
كل تواقة وأنتم بخير:-)