السبت، 30 أبريل 2016

اللقاء السادس- لنفتح الأبواب-اعترافات غيشا




آرثر جولدن

تاريخ اللقاء: 21 مارس 2016

مديرة الحوار:مشاعل العويضي




قبل موعد لقائنا كنا قد حددنا يوماً "Movie Night" وذلك لمشاهدة فلم Memories of Geisha إذ أنها رواية وقد حولت إلى فلم، مع الفيشار والناتشوس ولمة الأصدقاء قضينا وقتاً ممتعاً مع الفلم، الأسبوع الذي يليه كان اجتماعنا لمناقشة الرواية وأحداث الفلم:

كان جدول أمسيتنا كالتالي:

· التعريف بالكاتب
· تاريخ الغيشا في اليابان ( المصطلح- الاصل- الخلاف حوله- الغيشا اليوم)
· مفاهيم رئيسية (النسوية – الجمال والفن -الجسد والحب – العلاقات وروابطها ) 
· الأراء النقدية عن الكتاب


- عن الكاتب والكتاب :

آرثرغولدن كاتب أمريكي بارز. ولد في تشاتانوغا في ولاية تينيسي وتلقى تعليمه في هارفارد حيث حاز الإجازة في تاريخ الفنون وتخصص في الفن الياباني. سنة 1980 حصل على شهادة الدراسات العليا في التاريخ الياباني من جامعة كولومبيا حيث تعلم أيضا اللغة الصينية الشمالية. وبعد متابعته دروسه في جامعة بكين عمل في طوكيو ثم عاد إلى الولايات المتحدة ليحوز شهادة دراسات عليا في اللغة الانجليزية من جامعة بوسطن. اليوم يعيش غولدن في برولكين (ولاية ماساتشوستس) مع زوجته وولديه. وله العديد من الكتب أشهرها إعترافات تاريخ الغياشا في اليابان غيشا
 
ترجمت رواية إلى اللغة العربية من ثلاث دور نشـر ، وبالتالي تم إصدار ثلاث كتب بعناوين مختلفة لنفس الرواية وإن كانت العناوين متقاربة إلى حد كبير ، وقد يكون هذا الإهتمام نظراً للشعبية الكبيرة التي حازتها هذه الرواية إذ اعتبرت رواية اليابان الأولى ، كما أنها أكثر رواية وضحت عوالم وأسرار الغيشـا ، هذا العالم الذي ظل ولعقـود طويلة تحت طيّ الكتمان ، إضافة إلى ذلكـ فإن فلـم الرواية قد أحدث ضجة ونجاحاً كبيراً .

” جيشـــا ” ، صدرت أولاً من دار ورد للطباعـة صدرت في عام 2001
” اعترافات غايشـا ” ، صدرت عـن شركـة المطبوعات في عام 2007
” ذكـريـات غيشـا ” ، صدرت من دار علاء الدين وصدرت سنة 2008

عرضت علينا مديرة الحوار من المقالات التي تحدثت عن الكتاب وعن قضية الغيشا بشكل عام مقالة نساء الغيشا اليابانيات: هل هن جوار من الطراز الرفيع للكاتبه أمل عريضة
من المقالات التي تحدثت عن الكتاب وعن قضية الغيشا بشكل عام مقالة : نساء الغيشا اليابانيات: هل هن جوار من الطراز الرفيع للكاتبه أمل عريضة

((اعتمد الكاتبُ في نسجِ روايته على مصادرَ متنوعةٍ كتاريخ الفن الياباني وكتاب (غيشا) للباحثة الأمريكية ( ليزا دلبي).
ويعترفُ أنّ أهمّ مصدرٍ استقى منه معلوماته عن الحياة اليومية للغيشا هو الغيشا السابقة ( مينيكو ايساكاوي) التي استضافته في بيتها أسبوعين وروت له ذكرياتها.
لكنّه يشيرُ من جهة أخرى أنّ كتابه هذا هو رواية تحتفي بالخَلق والإبداع والخيال أكثر مما تهتم بالواقع، وأنّ جميعَ الشخصيات والأحداث من ابتكاره.
مع ذلك لم يحمِه هذا الادّعاء من غضب مينيكو التي رأت أنه أخطأ مرتين مرة حين كشفَ اسمها -وكانت طلبت منه التكتمَ كونه لايحقُّ لغيشا كشفَ أسرار عالمها ، مما عرّضها لبعض التهديدات- ومرة حين شوّه سيرتها وقدّمها بشكل مغاير للحقيقة من خلال الشخصية الرئيسة (سايوري) والتي لايمكن تجاهل الشبه بينهما.
حاولت مينيكو مقاضاته، ثم أصدرت سيرتها الذاتية (حياة غيشا) عام 2002 بالانكليزية مستعينة بالكاتبة الأمريكية المتقنة لليابانية (راند براون) وفي أمريكا بالذات لتصحّحَ المفاهيم الخاطئة التي لحقت بالغيشا وساهم الغربُ بشكل خاص في الترويج لها.
وبذلك تكون مينيكو أول غيشا يابانية تخترقُ جدرانَ الصمت وتتحدى قوانين السرّية السائدة منذ ثلاثمئة سنة وترفعُ الستار عن مجتمع الغيشا.
وليس من المبالغة وصفُ الكتاب بأنه ضربة معلّم. وهذا الحكمُ لاعلاقة له بالمعايير الأدبية، وإنما بالظروف المحيطة التي هيّأته لنجاح مُوازٍ لرواية غولدن.
إذا كان لابدّ لأيّ كتابٍ أدبيّّ ناجح أن يرتبط بقيمةٍ إنسانية تعلي من قيمته الفنية فقد طرحَ غولدن موضوعاً مايزالُ مؤثراً جداً في الغرب هو موضوعُ الحريات، واختارَ المجتمعَ اليابانيّ المحافظ مسرحاً لعبودية المرأة واضطهادها.
اعتمدَ غولدن أسلوبَ السرد التقليديّ. هذا الأسلوب ُ الذي أثبت رسوخه وأنّه مازال يحظى بجماليةٍ وتأثير وإمتاع لم تنل منها الأساليبُ الحديثة
- تاريخ الغيشا:

(/ˈɡeɪʃə/; باليابانية: [ɡeːʃa]) غايشا أو غييشا.

ككل الأسماء اليابانية ليس لديها جمع أو مفرد معين. الكلمة مؤلفة من مفردتين غي
وتعني الفن وشا التي تعني الإنسان . والترجمة الحرفية لهذه الكلمة هي فنان أو مؤدي أو فنان .
نقلتنا مديرة الحوار حول تاريخ الغيشا

المصطلح
maiko (舞子 or 舞妓 يطلق على الغييشا المتدربة اسم مايكو
المكياج الأبيض والكيمونو المعبر والشعر المصفف على طريقة المايكو هي الصورة المأخوذة عن الغييشا، ليس على كل من تدخل مجتمع الغييشا أن تكون مايكو فبإمكانها أن تكون غييشا كاملة. بكل الأحوال يتضمن ذلك سنة تدريب كاملة قبل أن تصبح مايكو أو غييشا. وتعتبر المرأة في عمر الواحد والعشرين كبيرة لتكون مايكو ولكنها تصبح غييشا كاملة منذ بدايتها في مجتمع الغييشا. وبوجه عام هؤلاء اللاتي يمرون بمرحلة المايكو يتمتعن بحياة أكثر رفاهية لاحقاً.

الأصول
في المراحل المبكرة للتاريخ الياباني كان هناك فتيات للترفيه معظم الفتيات كانوا من عائلات مشردة ومكافحة في أواخر 600 م
وقد قام بعض هؤلاء الفتيات ببيع أجسادهن مقابل الجنس. بينما البعض الآخر تلقين تعليماً أفضل كسبوا معيشتهم من خلال العمل في الترفيه في مناسبات اجتماعية للطبقات المخملية. بعدما نقل البلاط الإمبراطوري للعاصمة Heian-kyō (كيوتوKyoto) عام 794 بدأت الظروف التي تشكل الثقافة اليابانية المعروفة بالغييشا Japanes Geisha في الظهور وقد أصبحت مركزاً للنخبة المهووسة بالجمال

 القرن الثامن عشر ونشأة الغييشا
ظهرت فرق الغييشا تقريبا لأول مرة في بداية القرن الثامن عشر كانت فتيات الغييشا اللواتي يتقدمن للرقص هن مراهقات أدوريكو انوا مدربات على الرقص بشكل جيد وجلب الأموال بدرجة احترافية. اشتهرن في عام 1680 بالرقص في بيوت الأغنياء من الساموراي.
أول امرأة أطلقت على نفسها لقب غييشا كانت بائعة هوى في فوكاجاوا"في عام 1750كانت كيوكي مغنية رائعة وعازفة آلة موسيقية ناجحة وأدت إلى اشتهار فتيات الغييشا في مدينة فوكاجاوا في عام 1750بينما أصبحن أكثر اشتهارا خلال الأعوام 1760 و 1770 عملت العديدات منهنفي بداية القرن السابع عشر، بدأت نساء الغييشا يتجمعن في بيوت خاصة (أوكييا)، كانت تشرف عليهن سيدة متقدمة في السن تقوم بدور الحماية أيضا. كان هذا المجتمع نسائيا خالصا، ويسود فيه نظام طبقي متشدد، يتم تطبيق قواعد صارمة على النساء عند دخولهن هذا العالم.
تأتي الفتيات الشابات، في بعض الأحيان بمحض إرادتهن للبحث عن المال، إلا أنه في الأغلب يتم بيعهن من قبل أوليائهم لهذه البيوت، يتم إخضاعهن لتدريب شاق وطويل، يستمر مع مرحلة الطفولة ثم مراهقة (حتى سن الرابعة عشر -14- تقريبا). يطلق على الفتيات أثناءها لقب مايكو. تحت قيادة نساء غيشا مخضرمات، يفضي بهن هذا التعليم إلى إتقان فنون الرقص، العزف على الآلات الموسيقية (كوتو وشاميسن) والغناء، بالإضافة إلى تعلم طريق اختيار والاعتناء بملابسهن وجمالهن، وتعلم أساليب المحادثة الراقية.
ترتبط الفتيات بعد هذه المراحل التعليمية الطويلة بالسيدة التي تشرف عليهن، وبالبيت الذي تربين فيه. عندما يصبحن متقدمات في السن يتزوجن أو يقمن بإدارة بيوتات غيشا جديدة، ويقمن برعاية المنتسبات الجديدات في مجال الترفيه (وليس كبائعات هوى ))

الخلاف حول عمل الغيشا
اعتبر عمل الغيشا محورا للجدل منذ القرن الثامن عشر (ال18 م)، حيث اقترن اسم نساء الغيشا بعمل المومساوات، خصوصا في الأوساط الغربية، وحتى في بعض الأوساط اليابانية، مما كون ارتباكاً حول مفهوم عمل الغيشا. إلا أن نساء الغيشا بشكل عام يلتزمن بالأداء الفني وحده،والمفهوم نفسه لا يخرج عن ذلك الإطار.
وبسبب الجدل القائم حول طبيعة عمل الغيشا، تم إقصاءهن ووضعن في أحياء معزولة، على غرار حي يوشيوارا في إيدو (طوكيو اليوم)، والذي يقع في قلب المدينة القديمة (القصبة)، وعلى ضفاف نهر سوميدا. يحتضن هذا العالم العائم (مصطلح ياباني يطلق على العالم الدنيوي)، النشاطات الليلية (الحانات، الحانات، بيوت الشاي، المطاعم، بيوت الغيشا)، سحرت الأضواء البراقة والغموض الذي يحيط بهذه الأماكن، العديد من الرسامين ، الكتاب، والشعراء

الغيشا اليوم
رغم المنافسة الحادة التي تلقاها من قبل النساء المضيفات في الحانات (البارات)، استطاعت المهنة الصمود إلى أيامنا هذه -في نطاق ضيق جدا-. لا زالت بعض من نساء الغيشا التقليديات يقمن بعملهن اليومي، وأغلب زبائنهن هم من الرجال الذين يمكنهم أن يقدروا بحق مواهبهن الراقية! ساهمت بعض المؤلفات الغربية في إضفاء صورة قاتمة، مخملية على مجتمع نساء الغيشا، و لا شك أن الحياة اليومية لهؤلاء النسوة مغايرة تماما لما يتصوره البعض.

هل الغيـــــشا مومـــــــس ؟!!!
بعضهم يقول : إن فتيات الغيشا لسن بمومسات لكنهن قد يقمن علاقة مع الزبون …وتقول احدى المشرفات على تعليم الفتيات الغيشا
حاليا: [ انه لا يوجد في عــــــــالم الغيشا سوى الرقص والغناء واستضافة الزبائن هذه هي حياة الغيشا وهذا هو عملهن وليس هناك أي دعارة لانها ليست من تقاليد الغيشا ]
وتضيف واحدة من الغايـــــكو المعاصرات ان ارتباط حياة الغيشا بالدعارة امر ليس واقعا على الاقل حاليا
بقى أن نقول : إن أعداد فتيات الغيشا آخذة في التقلص نظرا للحياة القاسية للغيشا ، ودخول اليابان عالم التكنولوجيا بقـــوة .
وتبقى ثقافة الغيشا مادة خصبة يلفها الغموض تغري أي باحث على دراستها.
في نفس السياق تحدثنا عن التشابه بين فكرة الغيشا وفكرة الجواري التي بدأت بصورتها المترفة منذ عصور الدولة العباسية، وهنا تساءلنا: من هي الحرة بالظبط؟ هل فتاة الجيشا حرة وهي تدرب منذ صغرها وتعيش على فكرة الخضوع لفكرة إمتاع الرجل؟ ثمة تعمد واضح لإلغاء أي تفرد في شخصيات الجيشا، حتى مكياجهن له نفس القواعد ، لعل هناك بعض اختلافات وتميز في بعض الفنون كالغناء والرقص، مرة أخرى حتى هذا التميز يصب في صالح الرجل.


مفاهيم رئيسية:
ظهرت في الرواية الكثير من المفاهيم التي جسدت بطريقة مختلفة او مميزه مثل
النسوية – الجمال و الفن –الجسد الحب- العلاقات وروابطها

فلسفة الجمال واختلافها
- تختلف معيير الجمال من مجتمع لآخر ومن حقبة زمنية لأخرى، وكثيراً ما تكون هذه المعايير مرتبطة بالقيمة الاقتصادية وببعض الأعراف الاجتماعية والمعتقدات السائدة.
- من الأمور الملاحظة في العصر الحالي توحد معايير الجمال بشكل عالمي، ولعل الانفتاح وسهولة التواصل والانترنت كانت عواملاً ساهمت في اختراق الحواجز المجتمعية وإعادة ترسية كثير من المفاهيم والمعايير مثل الجمال، حتى أن المعايير صارت عالمية وتمثل كثيراً من الشخصيات المشهورة.
- ظهر طب التجميل كأحد فروع الطب الحديثة المهمة ، وانتشرت عمليات التجميل بشكل لم يسبق له مثيل حتى بين صغيرات السن ولأسباب غير طبية غالباً، والسؤال الذي دار بين التواقات: هل نحن مع أو ضد عمليات التجميل؟ لماذا نقف في وجه تقنية يمكن أن تحسن الشكل للأفضل؟ ماهو الحد الفاصل بين المعقول والمبالغة؟ متى يكون الشكل الطبيعي هو الأفضل ومتى يكون الأمر ملحاً لعمل عملية تجميل؟ هل من المفترض أن يكون الأمر ملحاً؟ ماذا لو استطعت أن أدفع آثار الزمن وأشع بشيء من الرضى؟ هل سأشعر أنني كاذبة وأنني غير حقيقية؟ متى يكون الأمر أخلاقياً تماماً؟ وهل يجب أن يكون؟ لماذا الجميلات هن أكثر الاهتمام بعمليات التجميل؟


الاغواء
تحدثنا عن قدسية الجسد، وعن الفرق بين الزواج الرسمي و بين الجيشا ومعاييرها المتعارف عليها والتي قد تكاد تكون قريبة من الزواج بدون إطار رسمي .
 تحدثنا عن تأثير العرق والدين والعادات الاجتماعية في تناول مفهوم الإغواء وعلاقة المرأة والرجل وتنظيم هذه العلاقة.

النسوية والجيشا 
لم تقف اليابان بعيدة عن الحركات النسوية التي ظهرت في العالم الغربي وإن لم يكن التأثير مباشراً ومبكراُ، الجيشا تعتبر من العادات الاجتماعية التقليدية والمقبولة في اليابان ومن تراثها الضخم، لذا كان الصراع بين الحفاظ على التراث وبين الحداثة والنسوية كما يحدث من صراعات في هذه المساحة في كثير من ثقافات العالم
حين تخففت الجيشا من بعض مبادئها خسرت كثيرا و أصبحت مجرد بنات هوى وفقدت بعدها الثقافي والاجتماعي.

 في النهاية وبعد مناقشات عدة تحدثت التواقات أن الرواية كتبت بمنظور أمريكي، إذ أن كاتب الرواية ليس يابانياً ومهما حاول أن يسجل دقائق وتفاصيل الحياة اليابانية يظل الحس الأمريكي واضح في الرواية.

الكتاب القادم

المقامر للاديب الروسي: دوستويفسكي.
 
قراءة ممتعة حتى نلتقي....