الأحد، 15 فبراير 2015

اللقاء الرابع- لنفتح الأبواب- الطنطورية

الطنطورية
 
رضوى عاشور
دار الشروق
 
تاريخ اللقاء: 2 فبراير 2015
مديرة الحوار: رفاه سحاب
 
كان للقاء الثالث طابعه الخاص المتعلق بموضوع الكتاب، ونحن في اختياراتنا للروايات هذا الموسم كنا قد وضعنا أحد معايير الاختيار: اختيار رواية ذات قضية۔۔وكانت الطنطورية  هي روايتنا التي تتحدث عن قضية فلسطين۔۔
والجدير بالذكر أنه تم اختيار كتاب الطنطورية  للكاتبة رضوى عاشور كأحد اهم الروايات العربية وذلك قبل وفاتها مما يؤكد الحس الادبي العالي لتواقة۔
كانت أمسيتنا مقسمة كالتالي:

• نبذة عن الكاتبة
• افتحوا الباب للسيدة
• شخصيات الرواية
• مجموعات ونقاش لموضوعات الرواية
نبذة عن الكاتبة:

بدأت أمسيتنا مع مديرة الحوار رفاه سحاب التي أخذتنا جميعا في نبذه عن الكاتبة رحمة الله عليها
وقالت عن رضوى :
ولدت عام 1946 في مصر وتوفت عن عمر يُناهز ال68 في نوفمبر من عام 2104
رضوى كانت إلى جانب كتابتها للرواية أستاذة جامعية وناقدة أدبية۔
لها 13 عملاً روائيًا بالإضافة سيرتها الذاتية (أثقل من رضوى)
والكثير من الأبحاث والمؤلفات النقدية والاكاديمية۔
و أبلغ ما يقال عنها هو ما وصفقت به ذاتها فقالت :

أنا مدرسة، أرى في رسائل التشاؤم فعلًا غير أخلاقي. قلت ذات مرة إن كل كتاباتي الروائية محاولة للتعامل مع الهزيمة. قلت: الكتابة محاولة لاستعادة إرادة مَنْفِيَّة. أنهيت رواية "ثلاثية غرناطة" بعبارة. "لا وحشة في قبر مريمة" وعلقت في محاضرة ليّ على ذلك قائلة: ثلاثية غرناطة لها طعم المراثي، يسري فيها خوف امرأة من القرن العشرين دارت عليها وعلى جيلها الدوائر، فشهدت نهايات حقبة من التاريخ هو تاريخها. ولكن التاريخ لا يعرف الخوف، إنه صاحب حيلة ودهاء، له مساريُه وديامسُه وجاريه، لا شيء يضيع، هكذا أعتقد. ولذلك أفهم للآن لماذا تنتهي روايتي بوصف قبر مريمة.

وذكرت كذلك : وحتى عندما ارتبك المسار لم يهتز اليقين. لأنني ساذجة؟ لأنني متفائلة إلى حد البلاهة؟ لأنني أؤمن بقشة الغريق فلا أفلتها أبدًا من يدي؟ ربما، وإن كنت لا أعتقد ذلك، لأن الحياة، في نهاية المطاف تغلب، وإن بدا غير ذلك. ولأن البشر راشدون مهما ارتبكوا أو اضطربوا أو تعثّرت خطواتهم. ولأن التاريخ كما سبق أن قلت في مكان ما، أشبه ببستان مكنون في باطن الأرض، له مسالكه وتعرّجاته ومجاريه المتشابكة. ولأن النهايات ليست نهايات، لأنها تتشابك ببدايات جديدة . فقد كانت هذه سيدة عظيمة فلقد عانت من مرض السرطان لمدة 35 عاما بالرغم من ذلك كانت تحمل كل التفائل و الحب للحياة

وبعدها نقلتنا مديرة الحوار لنستمتع بمقطع صوتي جميل يرثيها زوجها فيه....
افتحوا الباب للسيدة

 وضعنا هذا الرثاء في حالة فخر واعتزاز بوجود مثل هذا النموذج من الزوج العربي الذي يكن لزوجته كل هذا الحب و التقدير ، كيف لا وهو شاعر وبليغ في اللغه و الأدب.!

كان هناك حالة حب للرواية ليس فقط للكاتبة بل للقضية الفلسطينية، أخذنا مسار الحديث الى مقارنة عفوية بين الرواية السابقة (كبرت و نسيت ان أنسى) لبثينة العيسى و رواية الطنطورية إذ أن كلاهما كانتا تتحدثان عن قضية۔ الطنطورية جسدت  قضية لها حسها العربي والتاريخي الثقيل، والكاتبة كانت لديها قدرة وحالة من الصدق الفني العالية التي جعلتنا نعيش الرواية وندخل في تفاصيلها ۔
شخصيات الرواية:
أوقفتنا مديرة الحوار بطرح سؤال على الجميع ۔
من أكثر الشخصيات في الرواية تأثرا فيك أو الأقرب لقلبك ؟ ولماذا ؟


كان هناك شبه اجماع على شخصية أبو الامين (العم ) وهو أخ أبو الصادق۔ خرج من الطنطورية قبل هجوم 48 وكان لديه أمل بأن يكون له دور عند العودة وكان يقوم باجتماعات في المخيمات وينظم التدريبات وكان يرفض فكرة اللجوء وكان يقول أنا ضيف هنا ويرفض أخذ معونات اللاجئين .

كذلك شخصية رقية فهي بطلة الرواية و التي تدور حولها الأحداث۔

أم رقية : كانت ترى من زواج رقية من قرية ثانية تبعد نصف ساعة مشكلة كبيرة وقد رأت ولدها الصادق والعبد متوفين وتغاضت عن ذلك وبقيت توهم نفسها بالبحث عنهم ۔

الصادق :ولد رقية الاكبر الذي عاش في أبو ظبي وكان يهتم بأخوته ويغضب منهم لكنه سرعان ما تنكسر عصبيته و يوافق ويرضخ ويحن عليهم۔

عز :كان شخصية لطيفة و محباً للجميع۔

وقد دار النقاش حول الصراع بين الصادق وأبوالأمين في 48 وكيف أن هذه الشهادة ضرورية كي تكون توثيقاً للتاريخ حيث أنه لم يكن قراراً سهلاً .

ثمة سؤال مفتوح هنا: ...ما هو القرار السليم هل هو قرار الصادق أم أبو الأمين؟

كما أنه قد استوقفتنا علاقتهم العائلية بشكل عام التي تتسم بالحميمية و الترابط، ابتداء من رقية و علاقتها بأمها و من ثم علاقتها بزوجها و عمها و خالتها و من ثم أولادها التي تتصف علاقتهم بها بالمرح و الحب وكانت تظهرفي الحوارات التي كانت تدور بينها و أبنائها۔
مما استوقفنا كذلك طبيعة الام الفلسطينية، وكيف أن الكاتبة ألقت الضوء عليها فالامومة و النضال مازالت مسألة شائكة و معقدة في الوجدان الفلسطيني .
مجموعات ونقاش لموضوعات الرواية:

 قسمتنا مديرة الحوار الى مجموعات لتناقش كل مجموعة إحدى المفاهيم التي استخلصتها من الرواية من خلال عدة أسئلة :

- المكان و الأرض۔

ما علاقتنا بالأرض؟
هل الإنسان مُتصل بأرضه بالفطرة أم على الأرض أن تُعطينا لتستحق النضال من أجلها..والالتصاق بها؟
الرواية جعلتنا نشعر بنعمة البيت، الأهل، البلد، وأنها نعمة من الله۔ وأن الإنسان متصل بأرضه بالفطرة۔ ثمة أشياء من تراثنا تشبهنا نشعر بانتمائنا لها يظهر ذلك في الغربة إذ كثيراً ما يرتبط المغتربين ويستذكروا عادات أرضهم وتقاليدهم أكثر۔

الوطن هل هو المكان الذي أعيش فيه أم ولدت فيه ؟؟؟
هل الحنين للأوطان يُوقَظ من فترة لأخرى كما أنه يُورَّث؟ نراه في ذاكرة أجدادنا و آبائنا؟ 
هناك أشخاص ينتمون بالولادة والعرق لمكان ثم يعيشون في مكان آخر، هؤلاء يمتلكون ثقافة فرعية بالإضافة للثقافة الأم۔

من الأفكار التي نوقشت معنى اللجوء وكيف اعطتنا الرواية بعداً لاستيعابه۔

-الانتظار
"ولكنني قلت لنفسي إن الحكاية ناقصة، ليس هكذا الانتظار، فهو ملازم للحياة لا بديل لها"

هل نختار أن نتنظر أم نُجبر على الانتظار؟
هل يستطيع أي منّا أن يختار أن يتوقف عن الانتظار..؟
أم أن كل ما في الأمر كما تقول رضوى أنك تأخذك ألف تفصيلة وأنت تنتظر؟
هل يحصل أن ننسى ماذا ننتظر في حين انشغالنا بالانتظار؟


تفاوتت الآراء حول تعريف و مفهوم الانتظار، أحيانا أن تنتظر يعني أنك ما زلت حياً، البعض قال أن الشخص الذي ينتظر لا يستطيع أن يحلم۔
من الأفكار التي طرحت حول مفهوم الانتظار:
الانتظار قيد أم أمل ؟
هل الانتظار يتفق مع قانون الجذب؟
الانتظار (صبر جميل والله المستعان )
الانتظار حالة حركة مستمرة۔
الانتظار يعني أنني موجود ۔
الأصل هو الانتظار۔
الانتظار يمكن أن يضيّع علينا كثياًر من الأشياء۔
حالة الانتظار ملازمة للحياة ۔
الحركة الدائمة هي انتظار في حد ذاتها و الثبات هو تحدي للانتظار

- الذاكرة و الكتابة
"عزيزي حسن..
لماذا ورطتني في هذه الكتابة؟ ما المنطق أن أعيش تفاصيل الكارثة مرتين؟..."


•هل الانسان شقيٌ بذاكرته ؟
•متى تكون الكتابة فعل شفاء ومتى تكون تحرشٌ خطر بالذاكرة؟ أم أن الكتابة الاثنين معًا ؟
•إلى أي حد تخدمنا الذاكرة وإلى حد تخذلنا؟
من الأفكار التي طرحت:
الكتابة هي ذاكرة الانسان والذاكرة الإنسانية دونت عن طريق القراءة۔
الكتابة شفاء۔
لحظة الكتابة هي تفريغ شئ مؤلم أو تدوين لحالة من السعادة۔
الكتابة ترتيب للدماغ و الشعور ۔
الكتابة هي الحل۔
استحضار الكتابة مؤلم۔


-علاقة التاريخ بالحاضر
«الخسارة واردة حين تُغامر بمشروع جديد ولكن في حالتنا ستخلق هذه القضايا
رأيًا عامًا»

في القضية الفلسطينية ..أيهما أكثر وعيًا ونضالاً جيل رقية أم جيل أحفادها ؟
أم أن حاضر أحفادها ما هو إلا امتداد لتاريخها وتاريخ أمين؟

بالنسبة لأيهما أكثر وعيا فان كل جيل عاش تجربته بطريقته، وبوجهة نظره سواء أكان  القرار البقاء في أرض الوطن أو كان السفر والبحث عن لقمة العيش و التعلم، فمن حق جيل الأحفاد أيضا أن يحصل على التعليم ولكنهم بالتأكيد متاثرين و يعيشون قضيتهم التي غدت همهم اليومي، فلا نستطيع فصل الأجيال عن بعضهم البعض، هم امتداد لبعضهم و القضية الفلسطينية صنعت من الشعب الفلسطيني رجال لديهم عزة و صلابة و قادرين على بناء ذاتهم والتأقلم في أي مكان رغم الاحتلال ..
هذا الاحتلال أنشأ منهم جيل أطفال الحجارة، رغم ذلك فإن الوثيقة حقوق الانسان لم تكن مع هؤلاء الأطفال بل كانت ضد الطفل الفلسطيني۔ و جعلته منه طفلاً إرهابياً إذ أن فكرة المقاومة من قبل طفل لاغتصاب الأرض ليست موجودة في الوثيقة أصلا۔

-الحب
هل يوجد بين علاقة رُقية وأمين في الطنطورية وعلاقة فاطمة وعصام في كبرت ونسيت أن أنسى مسافة شاسعة في تعريف الحُب وتركيبته؟
هل الاختلاف تاريخي بين جيلين؟ أم أنه جغرافي بين بلدين وثقافتين؟
أم أن حُب المهجر والحرب استثناء؟
هل يُمكننا أن نختار الأفضل؟

دار الحوار حول المقارنة بين حب رقية و أمين و بين فاطمة وعصام في الرواية السابقة ، الأول أطلقنا عليه حب تقليدي أما الثاني فهو حب ترفي ملئ بالمشاعر ، لكن سؤال آخر بزغ: هل يمكن تصنيف الحب أم أنه في جوهره واحد؟
هل كانت المعاناة هي السبب في كونه حباً تقليدياً أم أنه فارق الأجيال؟ ماذا نعني بالحب التقليدي أصلاً؟
كانت رقية نموذجاً للأم التقليدية التي سخرت حياتها للجميع مما جعل البعض يقول أن الاختلاف في مفهوم الحب مرتبط بالفرق بين الأجيال، أخذنا الحديث إلى النمط الذي استخدمته الكاتبة في كتابتها: لم يكن هناك أي نافذه جنسية و الجدير بالذكر أن جميع كتابات الكاتبة متحفظة لم تتطرق للجنس، هل  ذلك كان لمكانتها الاجتماعية ؟ أو لنوع القضايا التي تكتب عنها؟ أو لطبيعتها المتحفظة؟ هل بعدها عن هذه النوافذ يرفع من قدر الرواية عن بعض القراء؟ هل ينقص فتح نافذة الجنس- حتى لو كانت بطريقة طبيعية وغير متعمدة من قدر الرواية في المجتمع العربي؟

- الرقص و الغناء و الفن۔

«الرقصة قلتِ فيها ما يستعصي على الكلام»
هل يُساعدنا الفن في التعامل مع الهزيمة؟ وكيف؟
ما علاقة الفن بالنصر؟
مما نوقش:
الرقص يهزم الهزيمة و يرفه عن الروح
كل الشعوب  لها رقصتها الخاصة بها ، فهل الرقص نوع من أنواع اللغة و هل هو لغة جماعية ؟
الرقص يعبر عن شئ معين في داخل الانسان إذ أننا نلاحظ أن الفلاحين يكون لديهم أهازيج يتغنو بها أثناء عملهم والقوافل أثناء حداؤهم، وأثناء الفرح والمناسبات والأعياد ۔۔۔۔
هل قل ارتباط المجتمعات الحديثه بالفن أم فقط اختلف أسلوب التعبير عن الفن ؟
الفن هو غذاء للروح ، قائم على تحسس الجمال۔
الرقص هو تعبير أو تنفيس عن حالة معينة۔



انتهى الوقت كعادته والحديث مازال يطول ولم ينته ..

كتابنا المقبل:
هي رواية قيل عنها أنها من أعظم ما كتب في الأدب العربي: رواية الكاتب الكبير الحاصل على نوبل نجيب محفوظ: بين القصرين والتي تشكل إحدى روايات ثلاثيته المشهورة۔
من فلسطين إلى أحياء مصر القديمة نترككم للاستمتاع برواية هذا الشهر
دمتم بهناء حتى نلتقي۔۔۔