بيكاسو وستار بكس
ياسر حارب
دار مدارك للنشر
تاريخ النقاش: الاثنين-٢٦ ديسمبر ٢٠١١
مديرة الحوار: هناء حسنين
الافتتاحية:
في البداية كنا نعلم أنه من الصعب تقسيم الكتاب على حسب مواضيعه ومن ثم مناقشتها ، لأن الكتاب عبارة عن مقالات وكل مقال يحوي موضوعاً مستقلاً يفتح باباً للنقاش لا يمكن إغلاقه أو الانتهاء منه في أمسية واحدة من أمسيات تواقة، لذلك كانت إدارة الحوار تشكل تحدياً أمام مديرته والتي قررت في النهاية أن تجعل الحاضرات يركبن سفينة وهذه السفينة تبحر بنا حسب اتجاه التيار وقوة الموج، كانت أحياناً تتلاطم الأمواج وتارة أخرى يحملنا تيار هادئ إلى شاطئ وارف...هذه أبرز المحطات في رحلتنا البحرية:
SurveyMonkey
قامت مديرة الحوار باستخدام برنامج تقييم الكتروني فوري لاستطلاع الآراء حول محاور متعلقة بالكتاب ويمكنكم تنزيل نتائج الاستبيان من هناوحول السؤال الثالث" هل استمتعت بقراءة الكتاب" كانت التعليقات التالية:
- لم يعجبني الكتاب لأنه عبارة عن مقالات ولم أشعر أنني مضطرة لقراءته ككتاب متكامل، أفضل قراءة المقالات بشكل منفصل وعلى فترات.
- قرأت الكتاب مرتين، وقد ركزت في المرة الثانية على المقالات التي شدتني أكثر.
- أعجبني الكتاب وقد انتقل هذا الإعجاب إلى أفراد الأسرة وفتح مجالاً للنقاش فيما بيننا كأسرة واحدة
كان مقال الدائرة من أكثر المقالات التي حصلت على تفضيل عال ليس لأنه عن الدائرة، بل لأنه كان يدعو إلى فكرة عدم تقبل المسلمات كما هي ونسيانها في الحياة بل النظر مرة أخرى إلى أهمية الأشياء العادية واليومية في حياتنا والتي لا نستطيع الاستغناء عنها رغم ذلك نحن لا ننتبه إليها.
حول سؤال الغلاف وعنوان الكتاب كانت التعليقات التالية:
حول سؤال الغلاف وعنوان الكتاب كانت التعليقات التالية:
- عنوان الكتاب من الأمور التي كان لها علاقة في تسويق الكتاب .
- عدد الطبعات على الكتاب كذلك إحدى وسائل التسويق وإن كنا لا نعلم كم يطبع في الطبعة الواحدة وليس هناك معيار معين في عالمنا العربي لذلك لا يمكننا أن نحكم على مدى انتشار ونجاح الكتاب من عدد طبعاته.
- هناك ذكاء إعلاني في تصميم الغلاف: فاللون الأخضر بدرجاته يرمز للحياة واللون الأبيض يرمز للسلام وكلمة بيكاسو ترمز لألوان الحياة المبهجة وكلمة ستار بكس ترمز للاختيار وتلك المفاهيم تشكل محور مقالات ياسر حارب.
ماذا لو؟
انتقلت مديرة الحوار إلى محطة أخرى حين قررت أن تسأل سؤالاً ورد كآخر عبارة في المقال الأخير والذي كان بعنوان: سؤال إلى أبي..
السؤال كان:
ماذا كان سيفعل طه حسين لو كان بصيراً؟
وقبل أن نجيب على السؤال اكتشفنا أن الأغلبية اللذين اقتنوا الطبعة الرابعة كان ينقصهم هذا المقال، لذا قرأناه بصوت عال من الطبعة الثامنة..
وجدنا أن هذا السؤال مرتبط بعنوان المقال الأول في الكتاب: أنا أتألم إذن أنا موجود..!
مما فتح نقاشاً حول طه حسين وأثار مزيداً من الأسئلة:
ترى أوصل إلى ما وصل إليه لأنه كان ضريراً فشعر أن شيئاً ما ينقصه وأراد أن يعوضه؟
أيدفع الألم والابتلاء بالإنسان للإنجاز والإبداع؟
ليس كل ضرير كطه حسين..
لو كان طه حسين مبصراً هل كان سيبدو رجلاً عادياً بلا أي دافع يدفعه نحو التميز؟
لعلها شخصية الإنسان هي المتحكم رقم واحد وهي التي بوسعها أن تقرأ الآلام وتحولها إلى آمال عظيمة..
لماذا كل الأعمال الأدبية والإبداعية الخالدة أساسها قصصاً لمعاناة إنسانية ؟
وتركنا الأسئلة مفتوحة..
ما أسعد البسطاء:
- على ضفة ثانية كنا نناقش مفاهيماً أخرى أثارتها مقالات الكتاب: السعادة، الرضى، التأمل، البساطة، الحب، التعايش ، هذه المفاهيم جعلت من مكونات الإنسانية (الاختيار، الإبداع، الصفاء الروحي) هي خلطة الكتاب السرية.
- في نقاش حول السعادة قيل أن السعادة قرار ، وأن السعادة هي أساس الحياة أما التعاسة فهي شيء طارئ في الحياة، وقيل أن البسطاء سعداء لأن السعادة قيمة داخلية ، وأن حياتنا المادية صارت تربط بين السعادة وبين تحقيق أكبر قدر من هذه الماديات إلا أن السعادة تكمن في فك الارتباط والفكاك من سطوة المادة.
- الإنجاز والرضى..كيف يمكن أن يسيرا في خطين متوازيين؟ تختلف أهداف الإنسان وغاياته من شخص لآخر ولا ينبغي ربط إحساس الرضى بتحقيق الأهداف، بل إن كليهما له خط مستقل ولا ينبغى أن نشعر بالرضى عن إنجازاتنا وذواتنا من خلال أعين الآخرين وتقديرهم.
- هل الصلاة نوع من أنواع التأمل؟ هل نحن بحاجة إلى أكثر من الصلاة؟ لماذا كان التأمل إذن منهجاً تدريبياً لكل الأنبياء والرسل؟ في هذه المحطة ثار نقاش حول متعة الإنسان وكيف أنها شيء شخصي ونسبي..فالرسول عليه الصلاة والسلام كان يجد متعته وراحته في الصلاة" أرحنا بها يا بلال" ،،آخرون يجدونها في العطاء والتضحية من أجل الآخرين، وفريق ثالث وجد أنها تكمن في منح أنفسنا وذواتنا أوقاتاً خاصة ودقائقاً لممارسة ما تحب..وعلى هذا فليس هناك مقياس واحد للشعور بالمتعة.
طابوووور:
من المحطات التي استضافتنا محطة العيش ضمن إطار نظم وقوانين..كيف يمكن نشر قانون وسلوك معين في المجتمع حتى يصبح ثقافة؟
في مجتمعاتنا العربية لا توجد قوانين منظمة لحياة المجتمع، فإن وجدت فهي إما تطبق أحيانا وأحياناً أخرى لا تطبق أو أنها تطبق على فئة معينة فقط ولا تطبق على كل فئات المجتمع مما ولّد لدى المجتمع ثقافة عدم جدية القوانين والبحث عن ألف مخرج دون تطبيقها وعدم الإلتزام بها أو دعوة الجيل الجديد إلى ذلك..قاد ذلك إلى تساؤل آخر: هل غدا عدم الإلتزام بالقوانين أمراً جينياً في مجتماعتنا العربية؟ ماذا عن كل أولئك المبتعثين اللذين يلتزمون حرفياً بقوانين البلاد التي يعيشون فيها؟ لماذا عندما يعودون يتركون ذلك الإلتزام خلفهم ويعودون بدونه؟ أيكمن الخلل في المجتمع مرة أخرى والذي يسهل عدم الإلتزام بالقوانين أكثر من محاولة الإلتزام بها مما يجعل حتى الأجانب يغيرون عاداتهم في بلادنا؟ متى إذن وكيف ننشر ثقافة الإلتزام بين أفراد مجتمعنا وكيف يمكن أن نحول المجهودات الفردية إلى حركة مجتمعية؟
من أقوال التواقات:
-"في المدرسة أصدرت تعميماً يلغي استخدام اللون الأحمر" -لينا نصيف
-"الفلسفة أم العلوم وقد نجح ياسر حارب في تحويل الفلسفة والتي هي للنخبة إلى أفكار بسيطة يمكن أن تتداول في المجتمع"- داليا تونسي
- "الكتاب أعطاني رسالة: على أن أحب نفسي وأخصص لها وقتاً" - هبة خاشقجي
- "الإهداء أثر في كثيراً، لا أجمل من أن يعترف الإنسان بأثر من حوله في إنجازاته ونجاحه"- منال شطا
- "في الكتاب مقاطع يمكن استقطاعها ، قراءتها ، وإرسالها للأصدقاء كعبارات جميلة "- أروى جليدان
-"حين أسافر علاقتي بربي تصبح في أفضل حالاتها، السفر خلوة وفرصة للتأمل" -أمل إسماعيل
-" الكتاب كان كأنه حوار مني لي، كثير من المعاني أشعر بها لكني لم أقلها حتى لنفسي ثم قرأتها في الكتاب" - جولين قطب.
-"علينا أن نسأل أنفسنا: هل نتعامل مع أنفسنا ونقربها إلينا كتعاملنا مع أقرب الأصدقاء إلى قلوبنا؟ علينا أن نمنح أنفسنا:الحنان والتعاطف وشد الأزر وإعطاء الفرص"- عائشة الخطيب
-" قلنا كل ما أعجبنا في الكتاب، لكننا لم نقل ما اختلفنا فيه من أفكار مع ياسر حارب " - أروى خميّس.
-" قلنا كل ما أعجبنا في الكتاب، لكننا لم نقل ما اختلفنا فيه من أفكار مع ياسر حارب " - أروى خميّس.
خاتمة:
انتهى الوقت ولم يكن بوسع سفينتنا أن ترسو على كل الشواطئ، لكل من قرأ الكتاب من مجموعة تواقة أو من خارجها أدعوكم لتسجيل آراءكم انطباعاتكم هنا في المدونة..
تشويقة:
كتابنا المقبل "العرب وجهة نظر يابانية" للمولف الياباني: نوبوأكي نوتوهارا
منشورات الجمل
من أقوال الكاتب: " باختصار أريد أن أقول للقارئ العربي رأياً في بعض مسائله كما أراها من الخارج كأي أجنبي عاش في البلدان العربية وقرأ الأدب العربي واهتم بالحياة اليومية في المدينة والريف والبادية"
قراءة ممتعة حتى نلتقي