الأحد، 3 مايو 2015

اللقاء السابع- لنفتح الأبواب - حكاية حب

 
 
 
غازي عبدالرحمن القصيبي
دار الساقي
 
تاريخ اللقاء: 27 إبريل 2015
مديرة اللقاء: غادة جمجوم
 
هي المرة الثانية أو الثالثة التي نقرأ فيها في تواقة لكاتبنا الكبير غازي القصيبي يرحمه الله .. وبدأنا طبعاً بالحديث عنه وعن سيرته الأدبية والعملية وأدواره المتعددة:
- ولد عام ١٩٤٠ ودرس في المنامة ثم القاهرة ثم أمريكا ثم بريطانيا
- عايش الفترة الإنتقالية في الخليج و لمس اثر التحول من مجتمع (ما قبل النفط) الى مجتمع ( ما بعد النفط)
- عمل في مجال التعليم في جامعة الرياض و عمل في مكتب استشارات قانونية كتب عامود بشكل نصف شهري و أعد برنامج تلفزيوني اسبوعي عن المستجدات في العلاقات الدولية
- عاش تجربة الدراسة في الخارج وحصل على شهاداته (بكالوريوس-ماجستير-دكتوراه) ما بين مصر وأمريكا وبريطانيا  فعايش الحياة في دولة عربية و الانفتاح الإجتماعي و السياسي في الدول الأجنبية بالإضافة إلى معايشة الاختلاف الثقافي.
- عاش الحياة السياسية من خلال المناصب التي تولاها: وسواء كان وزيراً او سفيراً كان له دور في بلورة الوعي لديه  بقضايا الواقع العربي 
 - كان لديه احساس قوي بأهمية دور المثقف في تشكيل عنصر مغيّر للمجتمع
- من صفاته ككاتب: التحدي و المواجه والشجاعة في الطرح الأدبي بواقعية

أهم المناصب التي تولاها الدكتور غازي:


١- عميد كلية التجارة
٢- مدير مؤسسة السكة الحديد عام ١٩٧3
٣- وزير للصناعة و الكهرباء عام ١٩٧٥
٤- وزير للصحة عام ١٩٨٢
( في عام ١٩٨٤ تم إعفاءه من الوزارة ) بسبب قصيدة سيف الدولة الحمداني، وقد قال في احدى لقاءاته ان نشرها كان خروجاً على القواعد الإجتماعية و السياسية مم أدى إلى إعفائه.
٥- سفير في البحرين ( ٨ سنوات)
٦- سفير في بريطانيا ( ١١ سنة)
٧- وزير للمياة
٨- وزير للعمل.

 قال في احد اللقاءات ان خطه المهني كان معقداً جدا من الجماعة الى قطار فمحطة كهرباء ثم مصنع ومنه الى مستشفى ثم سفارة.

ما قيل عن غازي القصيبي

- ( أخط إسم غازي القصيبي ، وأشعر ان قلبي يقول ها انت امام مدخل مدينة المجددين
( معلمه الأديب الراحل عبدالله محمد الطائي)

-  القصيبي كان يريد نهضة مجتمعه ووطنه، وأن يرى الناس أن هناك عوالم أخرى، وأن هناك حضارات وقيم أخرى، وأن السبيل للنهضة هو بممارسة الفكر المتجدد والتجريب، من هنا كانت نجاحاته في كل منصب تقلده نجاحا متميزا، في الصناعة والكهرباء وفي وزارة

- سر غازي في شخصية غازي، كان الروح المحركة للمجتمع السعودي، ومن دونه ربما عاشت البلاد ردحا أطول من الرتابة التي اعتادت عليها. هو الذي فجر فيها الكثير من الأفكار والقضايا والجدل بشجاعة لا تبارى، في الاختلاف مع المتطرفين، أو مسائل التنمية والإدارة، أو في مقارعته للدعاية العراقية إبان محنة السعودية والكويت، أو في خروجه على المألوف الدبلوماسي بقصيدة سياسية عندما كان سفيرا لدى بريطانيا. …….. وهو عندما جاء إلى لندن سفيرا كتبت الصحافة البريطانية قصته عندما وقع في مسبح المياه أمام الجمهور الكبير الذي جاء على شرفه، وبعد أن خرج مبللا بالمياه، وقف أمامهم مرتبكا ومبتسما وقال: إنني هنا، أي كسفير، لأحرك المياه!
(عبد الرحمن الراشد)
 - قد نجد وزيرا ً بدلا ً عن غازي ..
وقد نجد سفيرا ً بدلا ً عن غازي ..
وقد نجد شاعرا ً بدلا ً عن غازي ..
وقد نجد روائيا ً بدلا ً عن غازي ..
وقد نجد قائدا ً وكاتبا ً ومتحدثا ً ، لكننا كيف نجد كل هذا في شخص واحد بديلاً عن غازي ؟
كيف نجد غازيا ً بدلا ً من غازي ؟
رحل آخر « الغزاة « المحترمين .. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجعل أعماله ، كل أعماله ، في ميزان حسناته .. آمين
( زياد الدريس)

من كلام غازي القصيبي

١- الإبداع هو إنعكاس التجربة وليس ضرورياً أن تكون تجربة حب، قد تكون تجربة جوع أو تجربة نضال أو تجربة شك أو تجربة يقين.
٢- يخطئ الذين يعتقدون أن الرواية مجرد سيرة شخصية
٣- الأزمة العربية الشاملة هي تخلف ، جهل ، تعصب، في مناخ مرتبط بعدم الحرية، و الحل ( تنمية ، تعليم ، تسامح في مناخ حر)
4- قدري ان أكون من المثقفين التجديدين.
5- لا مفر للموهوب الحقيقي من موهبته.
6- علاقتي مع السلطة علاقة انتماء.

قسمت مديرة اللقاء محاور الأمسية كالتالي:
 
أولاً: الأسلوب الروائي و العلاقات في الرواية ( الشخصية، الزمنية ، المكانية، خيالية):
تناقشت التواقات حول أسلوب الروائي المسترسل السهل العفوي العميق والذي يعتمد في هذه الرواية على الحوارات القصيرة والمتقطعة والذكية جداً..إحداهن قالت أن الرواية على قصرها كانت متحركة جداً كالإلكترون الذي لا يهدأ.
من خلال الحوارات ما بين البطل والشخصيات المختلفة نقرأ الأحداث ونتعرف على البيئة الزمانية والمكانية وملامح كل شخصية..
الشخصية الرئيسية ساخرة جداً، ذلك النوع من السخرية الذي يخفي في طياته الكثير من الرموز والمعاني.
الحوارات كذلك تشي بشخصية كل من في الرواية وتحمل أبعاداً ثقافية لكل منها، الأجنبي والعربي..الراهب والطبيبة النفسية، الممرضة والحبيبة...
تساءلنا كثيراً: هل كان غازي القصيبي يكتب نفسه؟ شذرات من حياته؟ قناعاته السياسية؟ هزائمه العاطفية؟ هل كتب غازي كل ماحدث أم كل مالم يحدث أم ما كان بينهما؟

آراء عن أسلوب غازي القصيبي في حكاية حب:

1- القصيبي يعرف كيف تُحبك الحكايا والقصص
2- حب و خوف ، انكسار وانتصار ، خيال و واقع ، وهم و حقيقة
3- حكاية حب مخادعة للقدر
4- لم ينقذ الوضع الا رشاقة حرف غازي
5- اللغة أكاديمية،
 انسيابية، وإطار السرد واسع.
6- الرواية ملغمة بالأسئلة الفلسفية
7- له اُسلوب أخاذ يعيش معه القارئ حاله نادرا وفريدة بين الواقع والخيال و الحقيقة و الحلم و السعادة و الندم، في الرواية تنوع لفظي حسب الشخص والمكان
8- ندخل من القصة و نخرج في الحلم يتذكر اللحظات السعيدة ويشعر بالندم يناقش رجل الدين يغازل ممرضة و في النهاية نضحك.
 
ثانياً: الرموز وأحداث الرواية:
قامت مديرة الحوار بتصميم خريطة ذهنية مقتبسة من أحداث الرواية وشخصياتها كالتالي:
 
وقد قسمت الخريطة إلى حاضلر وماضي وما بينهما: الروايات -اللاوعي- الخيال
وقد ضمنت في الحاضر شخصيات المستشفى وفي شخصيات الماضي ابنه وزوجتيه وروضة وبناتها وأمها، ثم رواياته، أحلامه التي كان يراها بعد أخذ المورفين، قصصه التي كان يحكيها للممرضة ويستشهد بها..
ما بين كل ذلك رموز لا تنتهي وخلط ما بين الحقيقة والخيال..وقد طلبت مديرة الحوار إيجاد أي روابط بين أي عناصر من المجموعات السابقة والحديث عن دلالاتها ومعانيها.
من أقوال التواقات حول ما سبق:
- لعل وجوده في المستشفى فقط هي الحقيقة ، ما سوى ذلك من حكاية روضة فهي مجرد هلوسات ما بين النوم والأحلام بفعل المورفين والمسكنات، لعل روضة مجرد امرأة رآها لمرة واحد كبائعة..وما سوى ذلك مجرد خيالات صاغها كأمنيات تمنى أن يعيشها..
- يمثل الذراع الأول الواقع ، بينما يمثل الذراع الثاني الفراغات التي تمنى أن يعيشها والتداعيات ما بين هواياته وعلاقاته وإنجازاته.
- هل روضة فتاة من "الغجر"؟ هكذا تساءلت إحدى التواقات وقد استشفت ذلك من حواراتها ، بناتها وأمها الملازمين لها.
- عاش بطل القصة حكايته من امرأة في عمر العشرين ثم فقدها وانغمس في حياته وانجازاته، هل كان يعيش سنوات شبابه بأثر رجعي في عمر الكهولة؟ هل بدأ حكاياته بعد أن انتهى شبابه؟ هل كان يفتقد المرأة في حياته فعاش زوجته التي ماتت في قصة روضه، وأمه التي ماتت أيضاً في زينب التي ولدتها روضة؟
-هل تتمنى النساء "دار سرور" كالرجل حيث لا حديث فيها عن أزواجهم أو أولادهم أو أعمارهم؟
- لم كانت تناديه بيا "رجل"؟ أكانت حيلة كما قالت تخادع بها القدر أم أنها لم تكن تريد تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية حتى لا تبدو قاطعة وفادحة وتنتهي؟
- ما دلالة رمز وجود أم روضة في القصة؟ ولماذا لم يكن يريد أن يعرف إن كانت زينب ابنته أم لا؟ هل الجهل أفضل من الخوف من الحقيقة؟
- حواراته الذكية جداً مع المرضة اتي تحملت سخافات مريضها، وحواراته مع نزلاء المستشفى حول قضايا عدة: دينية واجتماعية وسياسية ...كل ذلك في رواية لا تتعدى صفحاتها 120 صفحة..
- نوصي التواقات بقراءة رواية "رجل جاء وذهب " ورواية "الزهايمر" فهي تتحدق عن نفس الشخصيات وتستمر القصة دون أن يقول القصيبي شيئاً..
انتهى الوقت وعدنا محملين بكثير من الأسئلة المفتوحة والاحتمالات التي لم يجزم الكاتب بشأنها...
 
كتاب الشهر القادم:
لقاؤنا الأخير للموسم الثامن مع رواية من المغرب "جيرترود" لروائي المغربي"حسن نجمي"

قراءة ممتعة حتى نلتقي..